هل أزفت ساعة قتل الامير محمد بن نايف؟
لمعرفتهم بشخصيته المتهورة التي لا تتوانى عن القيام بما لا يخطر ببال احد من اجل جعل الطريق امامه سالكة للوصول الى العرش، ارتفعت الاصوات في اوروبا وامريكا محذرة محمد بن سلمان من المساس بحياة رجلها الذي كان قويا في السعودية محمد بن نايف والذي عزله الملك سلمان من ولاية العهد واودعه إبنه محمد السجن.
يبدو ان الاصوات التي بدات تتعالى لانقاذ محمد بن نايف تعرف جيدا ان حياته مرتبطة بحياة الملك سلمان الذي ادخل المستشفى بعد ان تدهورت صحته، ففي حال صدقت التقارير التي تحدثت عن تدهور خطير في صحة الملك وانه لن يخرج هذه المرة من المستشفى سالما، فان السيف سيقع حتما على رقبة ابن نايف، لخطورة وجوده بعد موت الملك على مشاريع ومخططات ابن سلمان في السيطرة على كل شيء في السعودية، لانه سينظر اليه على انه البديل الانسب للملك.
ومن اجل تهيئة الظروف للتخلص من ابن نايف قبل او بالتزامن او فور موت الملك، لم يكتف ابن سلمان بالاقامة الجبرية ولا بالسجن ، وكان لابد من البحث على مستمسك يدين ابن نايف للتخلص منه والى الابد، فلم يجد الا الفساد المالي، وهو بالمناسبة ليس تهمة في السعودية ، فالفساد المالي يضرب باطنابه بين افراد العائلة المالكة، وهو ماكشفت عنه صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن مصادر سعودية وأميركية قالت إن لجنة مكافحة الفساد التابعة لولي العهد السعودي توشك على الانتهاء من تحقيق مُفصل في مزاعم فساد وخيانة بحق الأمير محمد بن نايف بعد مرور 4 أشهر على اعتقاله، وان اللجنة تستعد لتوجيه اتهام لمحمد بن نايف بالاستيلاء على 15 مليار دولار عندما كان يدير برامج مكافحة الإرهاب في الوزارة.
اللافت ان هذه المليارات التي اتهم ابن نايف في اختلاسها، يعرف ابن سلمان وقبل غيره، انها انفقت على عمليات تصدير الارهاب الوهابي الى العراق وسوريا ولبنان والعالم، وعلى شراء ذمم رؤساء دول واحزاب وسياسيين واعلاميين وصحفيين، كما كشف سعد الجبري ذراع ابن نايف اليمني والعارف باسرار العائلة المالكة والهارب حاليا من ابن سلمان.
المخاطر التي بدات تحيط بابن نايف والتي اخذت تهدد حياته، دفع حزب الشعب الأوروبي، الذي يشكل أكبر كتلة داخل البرلمان الأوروبي، للمطالبة بالكشف فورا عن مصير ابن نايف وحمايته من القتل على يد ابن سلمان.
ودعا الحزب في بيانه ولي العهد السعودي بالامتناع عن "القضاء على خصومه السياسيين"، واصفا اعتقال محمد بن نايف بأنه "مدعاة قلق للمشرعين الأوروبيين"، ولفت الحزب إلى أن ولي العهد السابق "صديق قديم للغرب وأوروبا، ومن المحزن حقا أن نسمع عن معاناته في السجن في المملكة العربية السعودية لأسباب غير معروفة".
امريكا ايضا ادلت بدلوها لانقاذ حياة ابن نايف حيث طالب النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا فرانسيس روني بضرورة معرفة مكان ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف فورا وما إذا كان آمنا، وقال في تغريدة على تويتر "إن ابن نايف عمل بشكل بناء مع الولايات المتحدة لسنوات عدة، وكان له دور فعال في توفير معلومات لمكافحة الإرهاب بعد أحداث ١١ سبتمبر".
من الواضح ان دعوات الامريكيين والاوروبيين لانقاذ ابن نايف، ستزداد خلال الفترة القادمة، الا انها ستبقى مجرد دعوات لذر الرماد في العيون، وللظهور امام الراي العام العالمي بمظهر من يدافع عن حلفائه السابقين، ولا يجازفوا في الانتقال الى مرحلة ما بعد "الدعوات" خوفا على مصالحهم الاقتصادية والتجارية والمالية مع ابن سلمان، وخوفا على أمن "اسرائيل" التي اثبت ابن سلمان وبالدليل القاطع انه احرص من الامريكيين والاوروبيين على هذا الامن.
ارسال التعليق