هل تحاسب السعودية عن تدخلها الكارثي في اليمن ومقتل خاشقجي؟
قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها أمس إن البيت الأبيض وقادة الحزب الجمهوري سيتحملون المسؤولية لو لم تتم محاسبة السعودية. وأشارت الصحيفة إلى قرار للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي أظهر توافقاً بين الحزبين على ضرورة محاسبة السعودية لتدخلها في اليمن وجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. ولفتت الصحيفة إلى أنه بتصويت 13-9، فإن اللجنة دعمت مشروع قرار تقدم به السيناتور الديمقراطي عن نيوجرسي روبرت ميننديز، والسيناتور الجمهوري عن إنديانا تود يانغ، الذي يقضي بتعليق مبيعات السلاح الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية كلها، وفرض عقوبات على المتورطين في جريمة قتل خاشقجي، الكاتب في “واشنطن بوست”، الذي قتل وقطعت جثته داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وتنوه الافتتاحية إلى أن هذا القرار تم تمريره رغماً عن معارضة رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري عن إيداهو جيمس ريستش، الذي تقدم بمشروع قرار بديل يمكن أن يحظى بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن مشروع ريستش، الذي لم يشر إلى مبيعات السلاح أو جريمة قتل خاشقجي، اعتبره عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ضعيفاً، بينهم سيناتور ساوث كارولينا ليندزي جراهام وسيناتور كينتاكي راند بول، وكلاهما دعما مشروع ميننديز – يانغ.
وترى الصحيفة أن “التصويت هو رسالة قوية للإدارة، وهي أن مقتل خاشقجي والحرب في اليمن لا يزالان يعقدان العلاقة الأمريكية السعودية، والسبب هو الرفض الامريكي تحميل النظام السعودي، وتحديداً ولي العهد محمد بن سلمان، المسؤولية، لكن الرئيس لم يفهم الرسالة؛ لأنه قام باستخدام الفيتو ضد قرارات سابقة تحجب صفقات السلاح مع السعودية، وكان ترامب قد التقى في قمة العشرين في أوساكا مع ولي العهد السعودي لتناول الإفطار، ومدحه بأنه يقوم بعمل باهر، مع أن تقييمات ل(سي آي إيه) وتحقيقاً للأمم المتحدة أشارا إلى مسؤولية محمد بن سلمان عن الجريمة”.
وتجد الصحيفة أن “لدى التشريع الجديد فرصاً قوية للنجاح لو وضع للتصويت أمام مجلس الشيوخ، ولهذا السبب قد يقوم زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل بدفنه، وسيحاول أنصار ترامب منع تعديل أضافه مجلس النواب قبل فترة بشأن قانون صلاحية الدفاع الوطني، الذي سيقيد مبيعات السلاح للسعودية، ويدعو لعقوبات ضد المتورطين في قتل خاشقجي”.
وتقول الافتتاحية، إن “النتيجة هي أن محمد بن سلمان سينجو من العقوبات الأمريكية كلها على تصرفاته الوحشية والمتهورة، التي تضم سجن وتعذيب الناشطات المطالبات بحقوق أوسع، وكذلك قصف المدارس والمستشفيات في اليمن، وقتل خاشقجي، وقد يتجرأ على مغامرات أخرى تضر بالمصالح الأمريكية، واعتقال وقتل المعارضين الذين هم مثل خاشقجي، يدعون للإصلاح الليبرالي”.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول إنه “لو حدث ذلك، فإن ترامب وقادة الحزب الجمهوري في الكونجرس، الذين يعرقلون تحركات مدعومة من غالبية الحزبين، سيتحملون المسؤولية الكبيرة”.
الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم
ولّد تدخل التحالف الذي تقوده السعودية وضعاً مأساوياً صعباً لأغلب اليمنيين، وصفه مسؤولون عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة بأنه “الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم”، بدون أن يحقق لهم الاستقرار الموعود. وأعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل آلاف اليمنيين منذ بدء التدخل في وقت تشير تقديرات أخرى إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى خمسة أضعاف ذلك. وفي فبراير 2019، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن تقديراته تفيد بأن 80% من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14.3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة بشكل عاجل.
كما وثّقت منظمة “سايف ذا تشيلدرن” البريطانية وفاة نحو 85 ألف طفل بسبب الجوع أو المرض بين أبريل 2015 وأكتوبر 2018، فيما أعلنت منظمة العمل ضد الجوع الفرنسية أن عدد النازحين داخل اليمن بلغ 3.3 مليون شخص، 72% منهم هم نساء وأطفال بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان. وضرب وباء الكوليرا البلاد مسفراً عن وفاة أكثر من 2500 شخص منذ أبريل 2017، في ظل الاشتباه بنحو 1،2 مليون حالة إصابة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ارسال التعليق