...هل يُقدٍم النظام السعودي على تفجير الكعبة للخروج من المأزق
...هل يُقدٍم النظام السعودي على تفجير الكعبة للخروج من المأزق
أن يتهم النظام السعودي اليمنيين، باستهداف بيت الله الحرام، بصاروخ باليستي، ويزعم أنه اسقط ذلك الصاروخ على بعد60 كم من مكة المكرمة، فذلك يؤشر الى جملة معطيات غاية في الأهمية وفي ذلك الخطورة أيضاً، نرى من الضرورة بمكان التوقف عندها ومنها ما يلي:
1- يكشف هذا الاتهام بوضوح إفلاس آل سعود وتخبطهم ويأسهم تماماً من تحقيق اختراق مهم في جبهات القتال ، ذلك كما تؤشر إليه معطيات الميدان التي تنقلها وسائل الإعلام لحظة بلحظة، والتي تؤكد ان النظام السعودي ومرتزقته يتعرضون بشكل يومي إلى هزائم عسكرية مدوية، يتكبدون فيها خسائر فادحة في المعدات والأفراد، سواءاً في الجبهات الداخلية أو في جبهات الحدود، ذلك رغم ان النظام السعودي وظفً كل مايستطيعه في هذا العدوان من طيران وحصار بحري وجوي من جلب للمرتزقة والمقاتلين من مختلف البلدان، ورغم مساندة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والدول الغربية له بالدعم اللوجستي وبالتسليح المتطور، وما زاد الطين بله هو دخول المنظومة الصاروخية اليمنية المحلية الصنع ميدان المعركة، والتي قلبت الميزان العسكري لصالح أنصارالله وحلفائهم، الأمر الذي جعل حلم آل سعود بالسيطرة على العاصمة صنعاء وبإلحاق ولو نصف هزيمة بانصار الله، مجرد حلم، بعيد المنال، وفيما يزداد هذا الحلم بعداً عن التحقق مع استمرار الحرب، فأن النظام السعودي يزداد قرباً من التفكك والسقوط للأسباب التالية :
بات العدوان يستنزف النظام السعودي عسكرياً عبر الخسائر بالمعدات والافراد كما أشرنا، نتيجة هزائمه أمام أنصارالله والجيش اليمني، ويستنزفه اقتصادياً كما بات واضحاً من خلال تقشف النظام وإلغائه الكثير من المشاريع الاقتصادية، فضلاً عن تقليله رواتب الموظفين والضغط على المواطن في المملكة، ورفع الدعم او تقليصه عن بعض المواد الأساسية الغذائية في هذه البلاد،و.و. والى ذلك، فأن استمرار العدوان بات يستنزف النظام معنوياً وسياسياً واخلاقياً، لارتكابه الجرائم المروعة بحق الشعب اليمني المظلوم، تلك الجرائم، التي دعت لبشاعتها ودمويتها حتى بعض حلفاء النظام السعودي إلى الانسحاب من هذا العدوان كالمغرب مثلاً تخلصاً من الإحراج أمام الرأي العام العربي والعالمي، أكثر من ذلك أن المنظمات الغربية المهتمة بحقوق الإنسان اندفعت للضغط على الحكومات الغربية لوقف دعمها العسكري للنظام السعودي، ذلك إلى جانب الحملة الكبيرة التي تقوم بها بعض بل أكثرية وسائل الإعلام الغربية لعزل النظام السعودي باعتباره مصدر الإرهاب المهدد للاستقرار العالمي، وباعتباره المتسبب في هذه المذابح التي يتعرض لها الشعب اليمني بدون سبب وجيه يذكر. وفي هذا السياق، يصف موقع " ذا ديلي بيست " الأمريكي موقف آل سعود اليوم بأنه " بعد الضربات الجوية التي نفذتها السعودية في صنعاء، عاصمة اليمن، يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول، والضغط على الدول الغربية لوقف بيع أسلحة الى المملكة العربية السعودية اكثر عزله وخسرت الكثير من حلفائها". و أكد الموقع الامريكي أن السعودية اليوم في موقف لا تحسد عليه، وان المملكة تتعرض لمعاملة سيئة لم يكن يخطر بفكر قادتها أنه سيحدث ذلك قبل عامين فقط، حيث كان جميع حلفائها في الغرب يناصرونها ويدافعون عنها في الساحات الإقليمية والدولية، ولكن كيف يتصرف اليوم آل سعود من أجل حماية مملكتهم من التهميش والزوال؟
استمرار العدوان وتلاحق الهزائم السعودية، باتا يفاقمان الارتدادات الداخلية، فعلى صعيد تصاعد الخلافات بين الأمراء، تتواتر التقارير التي تتحدث عن هذا الموضوع ومن مصادر غربية وأمريكية مطلعة، والتي تقول انه بينما يزداد وزير الدفاع والحاكم الفعلي للملكة محمد بن سلمان، يزداد الخلاف والصراع بين من تبقى من أبناء عبد العزيز_ اخوة الملك الحالي _ وبين أبناء أبناء عبدالعزيز واحفاده، وتشير هذه التقارير الى ان هذه الصراعات وصلت مستويات خطيرة تهدد بانفجار العائلة السعودية وتشظيها وتلاشيها وبالتالي سقوط هذا النظام.أما على صعيد الداخل،فالتذمر يتفاقم في الشارع في هذه المملكة بسبب التقشف وارتفاع الأسعار وزيادة البطالة، وبسبب خسائر الحرب المادية والبشرية الهائلة وبسبب سياسة النظام الرعناء ومنها ضرب أسعار النفط والتسبب في انحدارها من 100دولار للبرميل الواحد الى أقل من 40دولار ، وكمؤشر على تصاعد منسوب الاحتقان الشعبي، ذكر موقع الرأي اليوم في 29أوكتوبر 2016..." ان الامتعاض الشعبي في العربية السعودية بدأ يأخذ منعطفاً آخر، ولم يراد له أن يتوقف عند منصات التواصل الافتراضية، السعوديون بدأوا يشعرون بأن القرارات التي تتخذها قيادتهم، لا تتماشى مع تطلعاتهم، كما انها باتت تؤثر على رفاهيتهم وحياتهم، بل ان قوت يومهم أصبح في مهب رياح العاصفة، الأمر الذي يحتاج اذن الى المناداة بالتغيير، أصواتنا يجب أن تصل فعلا لا قولاً، يقول السعوديون" في إشارة الى ان السعوديين دعوا ومن على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم اضراب عام وشامل في عموم مؤسسات المملكة، وان مجرد هذه الدعوة حتى لو لم تنفذ، فأنه يعد تطوراً وتغيّراً في المشهد الشعبي داخل المملكة السعودية، نظراً للقبضة الحديدية والاستبدادية التي يحكم بها آل سعود الناس هناك، ما يعني ذلك ارتخاء تلك القبضة وضعفها مما سمح للناس بالتحرك والاحتجاج أو التعبير عنه حتى ولو على نطاق مواقع التواصل الاجتماعي، والذي سيترجم بحسب الخبراء على الأرض مع زيادة ضعف القبضة السعودية، وحينذاك سيكون ايذانا بزوال السلطة السعودية.
استمرار وتزايد الانتقادات من شخصيات سياسية ومنظمات انسانية ووسائل اعلام، كما أشرنا، للحكومات الغربية والأمريكية على دعمها النظام السعودي في حربه مع اليمن، وذلك لإخفاقه في حسم المعركة، ولارتكابه المجازر المروعة التي باتت تحرج هذه الحكومات، ولذلك فأن هذه الأصوات المنتقدة، أصبحت نبرتها أعلى وأقوى مما كانت عليه وباتت مؤثرة في بعض مواقف الحكومات الأمريكية والغربية، من مثل تنصل الإدارة الأمريكية من تحمل مسؤولية المشاركة في جريمة وقصف صالة مراسم العزاء في صنعاء والتي راح ضحيتها 140 شهيداً و700 جريحاً أو أكثر من ذلك، وتحميل النظام السعودي المسؤولية لوحده، والذي بدوره حمّل مرتزقة هادي وزمرته المسؤولية لتزويده بالمعلومات الخطأ عمن ارتاد الصالة المنكوبة.وأيضاً من الجدير بالإشارة في هذا السياق إلى أن موقع salon الأمريكي نشر يوم 28 أكتوبر 2016 مقالاً كتبه مراسله السياسي الكاتب والصحفي بن نورتون، قال فيه " أن السعودية على وجه الخصوص دعمت المتمردين الإسلاميين المتطرفين في سوريا لسنوات، كما أنفق النظام الملكي السعودي – الذي يقوم على عقيدة أصولية تعرف باسم الوهابية _ مليارات الدولارات لمساعدة وتمويل برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لتسليح وتدريب المتمردين في سوريا، وكثير منهم انضم في وقت لاحق أو تعاونوا مع تنظيم القاعدة أو جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة ". وانتقد بن نورتون النظام السعودي والدول الغربية الداعمة له وقال في مقاله " انه من دون الدعم الغربي فأن السعودية لن تكون قادرة على مواصلة حربها في اليمن، والتي خلقت أسوأ كارثة انسانية في العالم" مضيفاً... " ان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قدمتا دعماً حاسماً لقوات التحالف التي تقودها السعودية في حربها في اليمن، وباعت الأولى المملكة العربية السعودية باكثر من 115 مليار دولار من الأسلحة وزودتها بالوقود في الجو والدعم الاستخباري والعسكري".
2- اتهام النظام السعودي لأنصار الله باستهداف بيت الله الحرام،يراد منه التغطية على جرائم النظام ومذابحه المروعة بحق أبناء الشعب اليمني، وإشغال الرأي العام الإسلامي، والعربي بقضية " استهداف مكة المزعوم " عما يقوم به النظام السعودي من جرائم في اليمن، ذلك أن هذه الجرائم أثارت إلى حد كبير مشاعر قطاعات واسعة من أبناء الأمة الإسلامية، لبشاعتها ودمويتها ومشاهدها المأساوية، لدرجة أن الكثير من القطاعات بدأت تتساءل عن المغزى من ارتكاب هذه الجرائم، وباتت تصرح علانية وبدون مواربة أن هذا العدوان يخدم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ويضر بالأمة الإسلامية، وان النظام السعودي بات يخدم الصهاينة والاميركان وخططهما في المنطقة بهذه الحرب على اليمن، وبدعم الإرهابيين في سوريا والعراق وليبيا وحتى مصر وباكستان وما إلى ذلك... يضاف إلى ما تقدم، أن النظام السعودي يحاول بهذا الاتهام تبرير اقتراف هذه المجازر، واستمراره بالعدوان على الشعب اليمني، وكذلك تبرير باقي سياساته وممارساته الحمقاء في المنطقة، وفي اليمن خاصة.
3- يؤشر الاتهام السعودي لانصارالله وحلفائهم باستهداف بيت الله الحرام، إلى أن النظام السعودي يهيئ الرأي العام الإسلامي لتفجير بيت الله الحرام، ويلصق ذلك بانصارالله وحلفائهم، وفي هذا السياق، يؤكد خبير عسكري يمني، وأستاذ ومحاضر سابق في الكليات العسكرية، لوكالة خبر اليمنية يوم28/تشرين الاول2016، " على ضرورة التعاطي بجدية دون تهوين أو تهويل مع الحملة القائمة والموجهة حول مزاعم استهداف مكة المكرمة والمسجد الحرام، مبيناً أن الحملة المتصاعدة بدفع وتحريض مباشرين، وان كان صحيحاً اندراجها شكلياً في سياق الحرب الدعائية والإعلامية، إلا أنها تتوخى أهدافاً تتعدى المستوى النظري المجرد...." ويضيف هذا الخبير العسكري الذي لم تذكر الوكالة اليمنية اسمه " إن القيادات السعودية المغامرة لن تتردد على الإطلاق، في لحظات يائسة، في افتعال هجوم مشابه واستهداف سواءاً مكة المكرمة كبلد حرام، أو واحد من المشاعر الإسلامية، لالصاقه بالجانب اليمني واستثمار مردود الواقعة المفبركة لتغيير حسابات حرجة سواءاً على المستوى العسكري، أوفي المجال السياسي" وهنا تجدر الإشارة إلى أن النظام السعودي لا يهتم كثيراً بقدسية المقدسات الإسلامية، ولا يتردد في انتهاكها، فجد آل سعود المؤسس هو من اقتحم مكة والطائف في مطلع ثلاثينات القرن الماضي وقتل أكثر من خمسين ألف مسلم، بدعوى أنهم مشركون بحسب رأي علماء الوهابية!! كما قام هذا النظام في ثمانينات القرن الماضي، بقصف الكعبة بالدبابات، فيما عرف بأحداث " جهيمان العتيبي ".والى ذلك فأن آل سعود دثروا الكثير من الأماكن والآثار الإسلامية المقدسة التي تعود للرسول الأكرم (ص)، ولصحابته أو أهل بيته، حيث حول النظام السعودي هذه الأماكن إلى مرافق صحية أو ما شابه ذلك !!
أما دوافع الإقدام على مثل هذه الخطوة أن تمت لا سمح الله ، فهي كثيرة ، نشير إلى بعض منها بالنقاط التالية:
أ- محاولة النظام السعودي إضفاء الصبغة الدينية على العدوان، من أجل تحشيد المسلمين في الدول الأخرى ضد إخوانهم المسلمين في اليمن بحجة أو تحت غطاء الدفاع عن المقدسات الإسلامية " التي تعرضت للتخريب من قبل أنصارالله والجيش اليمني "!! لأنه كما قلنا في بداية هذا المقال، أن النظام السعودي ليس لم ينجح في توريط دول إسلامية مثل باكستان وماليزيا واندونسيا وغيرها في عدوانه على اليمنيين وحسب، بل أخفق في الحفاظ على من انخرط معه في العدوان، فكما سبق وأشرنا، انسحبت من تحالفه المغرب، كما قيل إن السودان بصدد الانسحاب من هذا التحالف بعد ارتكابه المجازر المروعة بحق المدنيين، وبعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها هذه القوات المشاركة في العدوان. وبالتالي أصبح آل سعود في مأزق قاتل، فلا هم قادرون على حسم المعركة لصالحهم، ولا هم قادرون على إيقافها، لان إيقافها يعني هزيمتهم العسكرية المدوية، التي ستترتب عليها استحقاقات سياسية وعسكرية وامنية كبيرة، ومنها تفكك نظامهم وتلاشيه.ولأن الاستمرار في المعركة مع أنصار الله والجيش اليمني يعني مراكمة الهزائم والخسائر الفادحة، يحاول النظام السعودي استنفار المسلمين دينياً للدخول والمشاركة في هذه المحرقة، ولذلك دعا بعض المشايخ إلى توظيف الاتهام السعودي في إطار محاولات استنهاض المسلمين للنيل من أنصارالله والجيش اليمني.فالأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على القره داغي، دعا العرب والمسلمين إلى ترك خلافاتهم جانباً والتفرغ لمواجهة " الأعداء الذين استهدفوا مكة، بيت الله الحرام و زواره، قائلاً: إن طبول الحرب دقت!! " وذهب القره داغي إلى أبعد من ذلك، عندما اعتبر أن استهداف مكة والمسجد الحرام وزواره بما قام به جيش ابرهة الحبشي عام الفيل.
ب- محاولة النظام السعودي إثارة الفتنة الطائفية، محور أساسي من المحاور التي يرتكز إليها المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني في المنطقة، والذي يتحرك في إطاره حاليا النظام السعودي بكل ثقله المالي والنفطي والعسكري والسياسي والإعلامي، كما يتجلى ذلك في الحرب التى يواصلها على الشعب اليمني، وفي أماكن أخرى، وفي هذا السياق يقول الكاتب المصري إبراهيم بدوي نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية واسعة الانتشار في مقال له في 29/10/2016..." السعودية ودول الخليج ومن يرتوون من إعلامهم يرتكبون اكبر جرائم العصر ليس بقتل اليمنيين فقط، ولكن بالزج بالمشاعر المقدسة في حربهم القذرة كما فعلوها من قبل ووضعوا السنة في مواجهة الشيعة ومن قبل عندما وضعوا الوهابية في مواجهة كل المذاهب السنية " ويتساءل الكاتب المصري قائلا... "فهل تقبل السعودية الآن بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة قصف الحوثي للكعبة المشرفة كما تزعم؟ بالطبع لا لأن الصاروخ كان في طريقه الى مطار حربي في جدة التي تتبع إقليم مكة المكرمة جغرافياً، ثم أي لجدة الى جوار صنعاء القديمة التاريخية التي لم تتورع مريم الأماراتية أن تقصفها من قبل".
ت- يرى البعض من المحللين، أن هذا الاتهام السعودي لانصارالله، قد يكون مقدمة للعمل بالمقترح الإسرائيلي، الذي يقول الكاتب جميل أنعم في مقاله المنشور على موقع ( المشهد اليمني الأول ) 28/10/2016 أنه يتحدث عن اتفاق إسرائيلي سعودي يقضي باستهداف مكة المكرمة اسرائيلياً واتهام الحوثيين، لتدشين الحرب المقدسة للدفاع عن الحرمين، والتي من خلالها سينجح النظام السعودي باستعادة مكانته إقليمياً بالتفاف آلاف المسلمين الجاهزين لخوض الحرب المقدسة، للدفاع عن المقدسات في مكة والمدينة ". ويؤيد الكاتب جميل رأيه بمقالة الكاتب السوري " نارام سرجون " التي كتبها قبل عام تحت عنوان ( عائلة نسيها الزمن...عن قمقم الزيت والتعلق بأستار الكعبة ) حيث يرصد الكاتب السوري في مقاله " بأن هناك إقتراحاً اسرائيلياً إذا ما استعصت الحرب السعودية على اليمن، حيث يمكن تجاوزها بإحياء خطة قديمة شيطانية اقترحت كخطوة لإطلاق شرارة الحرب الدينية مع إيران بعد سقوط سوريا الذي كان متوقعاً في أقصى حد منتصف عام 2012...فقد تسربت منذ فترة معلومات عن اقتراح قديم نقلاً عن مراسلات قديمة بين إتيان غلوبوا أستاذ العلاقات السياسية في جامعة بارايلان في تل أبيب ومفكر غربي ( غالباً هو برنار هنري ليفي) الذي ذكره في سياقات عابرة في تل أبيب عند شرح إمكانية إطلاق شرارة الحرب على إيران بعد سقوط سورية... ويقضي الاقتراح بضرب مكان مقدس مثل الحرم المكي أو محيطه ولو بشكل رمزي واتهام موالين لإيران بذلك لتجنيد مقاتلين من كل العالم في الحرب المقدسة الدينية ضد إيران "....ويضيف الكاتب جميل أنعم، مستشهداً بمقالة الكاتب السوري نارام سرجون مبيناً حيثيات هذا المخطط ويقول " سيكون لهذا الفخ الإسرائيلي فائدة كبيرة للإسرائيليين لأنه سيشكل ذريعة لهم لهدم المسجد الأقصى في إغلاق آخر صلة تصل بين العالم الإسلامي وفلسطين في ذروة الاستقطاب الإسلامي وسخونة أخبار الدفاع عن الكعبة التي ستحظى بأولوية على الدفاع عن الأقصى ".
ومن الجدير الإشارة هنا، إلى أن ما قامت به داعش من تدمير لأضرحة الصالحين ومن تدنيس للاماكن المقدسة الإسلامية، وما تقوم به الآن، في هذا الإطار، إضافة إلى ما قام به ويقوم به النظام السعودي من دثر وإخفاء للأماكن الإسلامية والمعالم والآثار المقدسة التي تعود للرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام، وأصحابه الصالحين...كل ذلك يجري في إطار خطة أمريكية صهيونية بأدوات محسوبة على الأمة الإسلامية، من أجل تدجين الأمة على ضرب قدسية المقدسات الإسلامية تمهيداً لمحوها والاستخفاف بها كركن من أركان المشروع الأمريكي الصهيوني للقضاء على هوية الأمة الإسلامية لبناء ما يسمى ذلك عهداً لتدمير المسجد الأقصى، وتوفير الفرص السانحة لبناء ما يسمى بالهيكل الثالث لليهود على انقاض المسجد الأقصى بعد تدميره وبعد استيعاب الأمة الإسلامية لهذا التدمير، على خلفية استهداف الكعبة، وحتى مسجد الرسول الأكرم (ص) في المدينة المنورة، على أي حال، يقول المراقبون أن ما يرجح التحليلات الآنفة هو تكذيب مصادر إعلامية غربية لادعاءات النظام السعودي وإعلامه باستهداف أنصارالله الكعبة المشرفة. ففي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان نشرته على موقعها الرسمي يوم الأحد 30/10/2016، أن الصاروخ اليمني استهدف مطار الملك عبدالعزيز في جدة، مؤكدة الرواية الرسمية للجيش اليمني، وأبطلت كذبة وضجة استهداف مكة المكرمة كما روجت وحشدت الرياض وعواصم عربية لصيقة بها في العدوان على اليمن، سارعت إلى إصدار مواقف وبيانات تنديد واستنكار لواقعة لا أصل لها، كما حشد الدعاة وعلماء مرتبطون بالسعودية وقطر لفتنة طائفية وحرب دينية تحت عنوان الدفاع عن بيت الله " الكعبة " والبلد الحرام !!
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق