يمنيون مكلومون يروون فاجعتهم جراء القصف السعودي
روى يمنيون مكلومون فاجعتهم من قصف قوات التحالف الذي تقوده السعودية الأسبوع الماضي والذي خلف أكثر من 100 قتيل.
وكانت الغارات السعودية استهدفت محافظة صعدة اليمنية، فيما قالت قوات التحالف إنها ردٌ على هجومٍ للحوثيين على أبوظبي قبل تلك الغارات.
وقال مدنيون يمنيون إنهم حزينون وغاضبون وقد سئموا تصعيد العنف في بلدهم الذي مزقته الحرب.
وقال أحمد مرّان، وهو أحد سكان صعدة: “النظام السعودي لا يشعر بالخزي على الإطلاق وهو يقتل المدنيين في كل مكان في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف: “رأيت أثر الضربات الجوية على السجن وقد تضرر بالكامل والضحايا مدنيون وحراس.. فما الهدف من هذا الهجوم؟”
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قالت في الـ17 من الشهر الجاري إنها تحتفظ بـ “الحق في الرد” على الهجمات “الإرهابية” من الحوثيين.
منذ ذلك الحين، شن التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يضم الإمارات، هجمات عنيفة على صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، حيث قتلت الغارات الجوية أكثر من مائة مدني في اليمن.
وفي ليلة 17 يناير، أصاب هجوم جوي بقيادة السعودية منزل القائد المتقاعد للحوثيين، عبد الله الجنيد، مما أدى إلى مقتله. ويقع المنزل في منطقة سكنية وقتل أكثر من 20 مدني، بينهم نساء وأطفال.
وبعد أيام قليلة، خلف تفجير سجن صعدة أكثر من 100 قتيل، مما يجعله أحد أكثر الهجمات دموية منذ بدء الحرب في عام 2015.
وعلى الرغم من أن التحالف بقيادة السعودية نفى استهداف السجن، أكد سكان صعدة سماع طائرات مقاتلة تحلق في السماء، تلتها ثلاثة انفجارات.
وقال مرّان: “لا مكان آمن في صعدة أو اليمن حيث يمكن لعدوان التحالف أن يستهدف أي مكان ولا يمكن لأحد إيقافه أو المطالبة بحقوق المدنيين، فالعدوان يسفك دماءنا كل يوم وفي كل مكان والعالم صامت”.
وأضاف أن العالم لا يهتم باليمن، وأن كل ما فعلته الأمم المتحدة هو تشكيل لجنة تحقيق ثم تراجعت عنها، متهمًا المنظمة الدولية باتخاذ موقف متحيز تجاه اليمن.
وقال مرّن: “إن استهداف السجن خلف حزنًا لآلاف العائلات في صعدة وعائلات إفريقية، حيث كان مهاجرون معتقلون من بين الضحايا وقتلوا هباءً”.
وأضاف: “آمل أن تأتي الأمم المتحدة لمشاركة حزن تلك العائلات والشعور بمعاناتها عندما يفقدون أحبائهم”.
وانتقدت منظمات دولية استهداف السجون والمدنيين في جميع أنحاء البلاد.
من جهته، قال أحمد ماهات، رئيس بعثة اليمن لـ”أطباء بلا حدود”: “القصف على صعدة هو الأحدث في سلسلة طويلة من الضربات الجوية غير المبررة التي نفذها التحالف بقيادة السعودية على أماكن مثل المدارس والمستشفيات والأسواق وحفلات الزفاف والسجون”.
وأضاف: “منذ بداية الحرب، شهدنا مرارًا الآثار الرهيبة للقصف العشوائي للتحالف على اليمن، بما في ذلك عندما تعرضت مستشفياتنا للهجوم”.
وقالت وكالات إغاثة إن التصعيد جاء بعد تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إنهاء ولاية فريق الخبراء البارزين بشأن اليمن، حيث أنها كانت الهيئة الدولية المستقلة الوحيدة المكلفة بالتحقيق في النطاق الكامل للانتهاكات في الحرب.
وقال نعمان شمسان، المقيم في صنعاء: “نحن بشر ونشعر مع بعضنا البعض، لذا فأنا حزين على كل قطرة دم تسفك في اليمن، سواء من اليمنيين أو الإثيوبيين الذين قدموا إلى اليمن بحثًا عن عمل”.
وأضاف: “التحالف السعودي قال إنه يستهدف قيادات عسكرية ومستودعات أسلحة لكننا رأيناهم يقتلون مدنيين في مناطق سكنية لا يوجد فيها أسلحة”.
يعتقد شمسان أن السعودية وحلفاءها لا يريدون إنهاء الحرب، قائلين إنهم “يعذبون” اليمنيين الذين يكافحون من أجل البقاء.
وقال: “حتى لو أراد التحالف استهداف قادة الحوثيين، يمكنهم فعل ذلك بعيدًا عن المناطق السكنية، فليس من الضروري قتل المدنيين”.
وفي الوقت الحالي، يتعذر الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء اليمن بعد أن دمرت الضربة الجوية السعودية على الحديدة مركزًا للاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث لم يتمكن اليمنيون من إجراء حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالهجمات، كما يفعلون عادةً.
ولا يعرف كل اليمنيين عن الهجمات الأخيرة على المدنيين مع تعطل الإنترنت، لذلك لم يشاركوا مشاعرهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد شمسان أن سكان صنعاء لا ينامون، حيث هناك ضربات جوية كل ليلة، وصوت القصف يخيفهم، خاصة الآن بعد أن عادت القنابل إلى المناطق السكنية.
وقالت إيمان نجيب، المقيمة في عدن إن اليمنيين إخوة وأن من هم في عدن أو في مناطق أخرى خاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا، وهي مناطق يدعمها التحالف، أقارب وأصدقاء في سيطرة الحوثيين يدعو للقلق لحالتهم.
وأضافت نجيب: “لا أحد في هذا العالم سعيد برؤية المدنيين يقتلون داخل منازلهم وشهدت الحرب في عدن في عام 2015، لذلك أشعر بالأسى مع إخوتنا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”.
وقالت: “أتصل بأقاربي في صنعاء كل يوم للتأكد من سلامتهم وآمل أن يوقف التحالف الذي تقوده السعودية هذا التصعيد حيث رأينا عشرات المدنيين يقتلون”.
ارسال التعليق