الإندبندنت: "معركة سرية" تخوضها السعودية على أراضيها
نشرت تقارير صحفية بريطانية توثيقا لما يحدث داخل مدينة العوامية السعودية المحاصرة من قبل القوات السعودية منذ أكثر من 3 أشهر تقريبا.
أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أنها حصلت على معلومات حول ما يجري في العوامية، بعدما أجرت مقابلات نادرة مع نشطاء محليين، لتكشف الظروف المروعة التي يواجهها المدنيون في تلك المعركة السرية.
وقالت الصحيفة البريطانية إن تلك "المعركة السرية" بدأت منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في مايو/ أيار الماضي، وسط تغطية إعلامية قليلة جدا لتلك الأحداث سواء من داخل المملكة أو خارجها.
وتعد العوامية إحدى أقدم المدن في السعودية، حيث يبلغ عمرها نحو 400 عام، وتوجد في المنطقة الشرقية، وتحديدا في محافظة القطيف.
يقطن المدينة نحو 30 ألف شخص، كما أنه ينحدر من المدينة الإمام الشيعي الشهير، نمر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية قبل أعوام، بسبب اتهامه بتأجيج الاضطرابات في السعودية في أعقاب ثورات الربيع العربي عام 2011.
وقررت السلطات السعودية إجلاء عدد واسع من سكانها، وهدم المدينة القديمة وإعادة تطويرها، في 10 مايو/ أيار الماضي.
وتدهورت الحالة الأمنية في المدينة سريعا، خاصة وأن سكان محليين قالوا لـ"الإندبندنت" إنه قتل ما لا يقل عن 25 شخصا جراء قصف المدينة ونيران القناصة.
ونشر النشطاء صورا "مزعومة" للشوارع وهي تغطيها الأنقاض ومياه الصرف الصحي، التي تبدو وكأنها مشهد من المعارك الدائرة في سوريا لا مدينة لدولة خليجية غنية بالنفط.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه من الصعب التحقق من المعلومات المتعلقة بالعوامية، لأنه غير مسموح لوسائل الإعلام الأجنبية الاقتراب من تلك المنطقة من دون مسؤولين حكوميين.
وتابعت قائلة "هذا يعني أن العالم يعتمد في تغطية أحداث العوامية على ما تنقله وسائل الإعلام الحكومية السعودية، خاصة وأن مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات".
ونقلت الصحيفة عن نشطاء قولهم إن المدينة تعاني من "حصار دائم"، وسط مخاوف عميقة من استمرار استهدافهم سواء بالقصف أو عن طريق القناصة، والكثيرون يخشون مغادرة منازلهم.
كما أشارت إلى أنه تم قطع كافة خطوط المياه والكهرباء عن مناطق عديدة بالعوامية، وترك آخرون من دون مياه عذبة أو تكييفات هواء رغم حرارة الصيف في تلك المنطقة.
وقال ناشط من المدينة يعيش في الولايات المتحدة: "الناس يخشون من أن هناك العديد من الجثث تركت في الشوارع لعدة أيام".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن تقارير عديدة زعمت أن سيارات الإسعاف والصرف الصحي تواجه صعوبة في الوصول للمدينة.
ونقلت أيضا عن علي أدوباسي، مدير مجموعة الناشطين الأوروبيين السعوديين لحقوق الإنسان، الذي هرب من المملكة عام 2013، إن المواجهة الحالية في العوامية لا يمكن أن يتم اختزالها في أنها مجرد قضية طائفية.
وتابع قائلا "أعتقد أنهم سيدمرون بنفس الطريق أي منطقة معارضة، فهم يريدون تفريغ البلد من الناس وإنهاء الاحتجاجات".
وأصدرت السلطات السعودية، يوم الجمعة الماضي، إخطارا جديدا بضرورة إخلاء سكان العوامية للمدينة، ومغادرتها من طريقين تم اختيارهما من قبل السلطات الأمنية.
ارسال التعليق