المصالح المتضاربة تهدد بتفاقم الصراع بين السعودية والإمارات
التغيير
قالت شبكة “CNBC” الأمريكية إن المصالح المتضاربة تهدد بتفاقم الصراع بين المملكة والإمارات وزيادة التنافس الإقليمي في المرحلة المقبلة.
وذكرت الشبكة أن المصالح المتضاربة ظهرت في الأشهر الأخيرة بين المملكة والإمارات حتى قبل الخلافات الأخيرة بشأن إنتاج النفط وعدم الاتفاق عليه في منظمة أوبك.
وأشارت إلى أنه في فبراير/شباط، أعلنت المملكة أن ستتوقف عن التعامل مع أي شركات دولية لا يوجد مقرها الإقليمي داخل المملكة بحلول عام 2024.
وينظر إلى هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها تستهدف دبي مركز المقر الرئيسي الحالي في الشرق الأوسط.
وكانت الإمارات أعلنت العام الماضي عن اتفاق تطبيع مع إسرائيل لتصبح أول دولة خليجية تفعل ذلك في حين رفضت المملكة علنا حتى الآن القيام بذلك.
وفي الوقت نفسه، تعمل المملكة على تقارب مؤقت مع تركيا، التي تشهد معها الإمارات توترات كبيرة في الوقت الذي تدعم فيه أنقرة أيديولوجية إسلامية يعتبرها القادة الإماراتيون تهديدا.
وكان للقوتين الخليجيتين بعض المصالح المتباينة في الحرب في اليمن، على الرغم من كونهما في نفس الجانب، حيث يدعم آل سعود حزبا إسلاميا لا تثق به الإمارات وتدعم أبو ظبي القبائل الانفصالية التي لا تتماشى مع أهداف الرياض.
من جهته توقع الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن يشتد الخلاف بين أبوظبي والرياض في المرحلة المقبلة.
وقال “ما يحدث هنا (بين المملكة والإمارات) هو أن هذين أكبر اقتصادين في المنطقة، والعالم العربي، وبما أن المملكة تريد إصلاح اقتصادها، والتحرك نحو الخصخصة، وما إلى ذلك، فلا بد أن تكون هناك منافسة بينهما”.
وأضاف “أعتقد أن المنافسة بين أكبر اقتصادين عربيين بدأت للتو.. ومن المحتم أن تشتد المنافسة في الأيام القادمة”.
وتوصلت المملكة والإمارات إلى حل لأزمة إنتاج النفط في منتصف يوليو/تموز، وأشاد وزيرا الطاقة ببعضهما البعض.
لكن وفقا لـ”CNBC”، فإنه من غير المقرر أن تنتهي الخلافات والأزمات بين الإمارات و المملكة في وقت قريب.
ولا سيما في ظل المنافسة الاقتصادية بين الجانبين، وتحديدا في الوقت الذي تكون فيها عائدات الدولة المنتجة للنفط متقلبة للغاية.
وقال الأكاديمي الإماراتي: التنافس بين الإمارات و المملكة سوف يتكثف في الأشهر والسنوات المقبلة، وبحسب تعبيره فإن المنافسة بين الخليفين الخليجيين “لا تزال في الخمس دقائق الأولى”.
وتابع “لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور.. وقد يكون للمنافسة بعض التأثير على القضايا السياسية التي تربط البلدين معًا، وبعض التداعيات السياسية”.
ونقلت الشبكة عن المحلل “توبياس بورك” من معهد الخدمات الملكية المتحدة (مقره لندن) قوله: “لقد خرجنا من هذا الوباء حيث تحتاج كل دولة في العالم إلى إيجاد طريقة للتعافي اقتصاديًا”.
وأضاف “بورك” المتخصص في الشؤون الخليجية، أنه بالنسبة للأنظمة الملكية الخليجية، وخاصة المملكة والإمارات
وذكر أن “أن إيجاد طريقة للتعافي يفاقم من حقيقة أنها تتعرض أيضًا لضغوط لاكتشاف طريقة لتحويل اقتصاداتها والابتعاد عن الاعتماد على النفط”.
وتابع: في تلك البيئة، وعندما يتعلق الأمر بالمسائل الاقتصادية، فإن الصداقة والاصطفاف البراجماتي المستمر سوف ينتهيان في مرحلة ما، ويهتم كل طرف في المقابل الأول بمصلحته الشخصية حتى كانت على حساب الآخر.
وأكد بورك أنه من الواضح أن هناك العديد من المجالات التي يسيرون فيها في مسار تصادمي وخاصة المجال الاقتصادي.
ارسال التعليق