أنور عشقي.. إسرائيلي الهوى بثوب سعودي
لم تُعلن المملكة العربية السعودية عن سفيرٍ لها في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يتم الكشف إلى الآن عن حد العلاقات السرية بين المملكة وإسرائيل بغض النظر عن كل ما تم تسريبه حول أن أمور التطبيع بين الرياض وتل أبيب باتت قائمة إلى حد كبير...
إلا أن هناك معادلة ربما أصبحت معالمها واضحة إلى كل متابع لشؤون الشرق الأوسط.. معادلة مفادها أن المملكة لو رغبت بتكليف سفيرٍ لها بإسرائيل فلن تجد أفضل ولا أجدر من شخص اللواء أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية...
فالسعودية نفسها تعترف ومن خلال وسائل إعلامها أن عشقي هو مسؤول العلاقات السعودية الإسرائيلية بجدارة وامتياز، فالرجل ومن خلال تصريحاته المباشرة يدلل على نفسه بأنه إسرائيلي الهوى سعودي الجنسية، وبمعنى آخر، وكما يلقبه منتقدوه "عشقي الإسرائيلي بثوب سعودي".
ضرب القضية الفلسطينية في مقتل
وفي وقت تعلن فيه السعودية رسميا رفضها للتطبيع، لا يستحي عشقي المقرب من السلطات أن يشارك في حوار تلفزيوني مع قناة 24 الإخبارية الإسرائيلية، ويعلن عبرها أن بلاده تعتزم بناء سفارتها في إسرائيل قريباً ، وجاءت تصريحات عشقي في الوقت الذي أكدت فيه حكومة نتنياهو عدم موافقتها مستقبلاً على افتتاح سفارات جديدة في تل أبيب، وستشترط على الدول التي تقيم معها علاقات جديدة فتح سفارتها في القدس المحتلة وليس في تل أبيب.
كثير من المراقبين رأوا في تصريحات أنور عشقي أنها تجاوزت تطبيع العلاقات بين البلدين إلى ضرب ثوابت القضية الفلسطينية بشأن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، وهو ما يعني ليس قتل المبادرة العربية (طرحها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز) فقط، وإنما تصفية القضية الفلسطينية تماما.
وسبق لعشقي أن سُئل خلال مقابلة مع "الجزيرة" متى ستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟ فأجاب: "عليك أن تسأل نتنياهو".
وقال في تصريحات أخرى أن القضية الفلسطينية ليست شرطاً لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، الأمر الذي ينسف ادعاء السعودية باشتراط تنفيذ المبادرة العربية وتحقيق السلام في المنطقة، مما يجعل من المحتمل أن تشكل هذه الدول حلفًا لمحاربة إيران، وتناسي القضية الفلسطينية.
السعودية تتنازل وتبيع
وفي مقابلة أجرتها dw دويتشه فيله، المؤسسة الإعلامية الألمانية، مع عشقي قال إن ترسيم الحدود مع مصر سيفضي إلى التعامل مع معاهدة كامب ديفيد، أي أن المعاهدة لم تعد مصرية- إسرائيلية وإنما صارت دولية، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن الإسرائيلية وغيرها من السفن التي تمر للبلدين، والمملكة ستنسج علاقة مع إسرائيل..
كما أكد عشقي أن السعودية مستعدة للتنازل عن المبادرة العربية التي تلزم إسرائيل بإعادة ترسيم الحدود والتفاوض على قضية اللاجئين، كما أن الرياض مستعدة وللحيلولة دون تفجر المفاوضات، وتأجيل التفاوض على تقسيم القدس، على أن يكون هذا الملف القضية الأخيرة بالمفاوضات.
ورحب عشقي بأي تعاون ومبادرات إسرائيلية، خاصة في المجال الاستخباراتي والتكنولوجي والقضايا التي ستضمن استقرار الحكم بالسعودية قبالة ما وصفه بـ"المؤامرات الإيرانية، موضحاً أن التقارب السعودي-الإسرائيلي يعتمد على وجود عدو مشترك هو إيران.
عشقي يعترف بتقسيم اليمن
أما فيما يخص اليمن فقد أكد اللواء السعودي المتقاعد والمعروف بقربه من دوائر صنع القرار في المملكة، أكد موقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من تقسيم اليمن.
وغرد اللواء عشقي الثلاثاء على حسابه الرسمي في "تويتر" ، وقال إن "الحل في اليمن يكمن في أن تكون حكومة في الشمال برئاسة زعيم من الشمال وليكن أحمد علي صالح، وحكومة في الجنوب ولتكن بقيادة عيدروس الزبيدي، في ظل قيادة فيدرالية برئاسة عبد ربه منصور هادي، والله الموفق".
وكان الحساب الشهير "مجتهد" تحدث عن موقف ابن سلمان من المواجهات المسلحة في مدينة عدن، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وقوات جنوبية انفصالية مدعومة من الإمارات.
وقال مجتهد في تغريدات الاثنين إن "ابن سلمان كان يريد إبقاء اليمن موحدا في بداية الحرب حين كان يظن أن الحرب لن تستغرق سوى أسبوعين وينهار الحوثي، لكنه حيث فشل فشلا ذريعا غير موقفه ولم يعد له تحفظ على فصل الجنوب، بل تمكن ابن زايد من إقناعه بالتفرغ للشمال وترك الجنوب له، لكنه اصطدم بعوائق وضعته في مأزق كبير".
ورغم أن عشقي أكد في التعليقات أن ذلك "رأيه الشخصي" إلا أن التغريدة اعتبرها "مجتهد" تأكيدا لما نشره وعقب عليها قائلا: " أنور عشقي الذي لا يتحدث إلا بتفويض من محمد بن سلمان يؤكد ما قاله مجتهد أن لا تحفظ عند ابن سلمان على تقسيم اليمن".
أثارت تغريدات عشقي جدلاً واسعاً بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رفض العديد منهم طرح تقسيم اليمن للنقاش واعتبر أن التحالف قد تمت هزيمته ، في حين تساءل البعض: طالما أن عشقي يقبل بدولة الحوثي وتواجد إيراني قرب الحدود السعودية إذن فلماذا هذا الدمار والخراب والقتل والجوع الذي يحدث في اليمن؟ طبقا للنشطاء.
عشقي وإسرائيل تناغم كامل في شروط فك الحصار
ولم يذهب اللواء السابق في المخابرات السعودية بعيداً عن مصلحة إسرائيل وحمايتها في هجومه على قطر بعد الحصار الرباعي عليها، حيث ربط عشقي انتهاء الأزمة الخليجية وفك الحصار عن قطر في مقابل طرد قطر لقيادات من حركة المقاومة الإسلامية حماس، في إشارة ربما لا تدع في نفس المشكك ذرة شك أن عشقي غير عابئ بكل ما يجري في الخليج من صراع ربما يودي بهذه المنطقة إلى الانهيار، وإنما يسعى فقط لحماية إسرائيل من المقاومة الفلسطينية المشروعة...
عشقي أكد أن من أهم شروط دول الحصار لإنهاء الأزمة الخليجية هو إيقاف كامل لشبكة الجزيرة، وفي ذلك أيضا تناغم مع تل أبيب التي قال وزير اتصالاتها أيوب قرّا إن إسرائيل قررت إغلاق مكاتب قناة الجزيرة وسحب اعتماد صحفييها، أسوة بما فعلته "دول عربية سنية معتدلة"، في إشارة إلى الدول المحاصرة لقطر.
وصرح الوزير الإسرائيلي بأن إسرائيل ترغب بتحالفات مع تلك الدول والوصول إلى السلام والشراكة الاقتصادية معها، وبالتالي "لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي" بعدما حظرت تلك الدول قناة الجزيرة، مطالباً شركات توزيع البث بإلغاء بث قناة الجزيرة، وقال إنه طلب من وزارة الأمن الداخلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس.
ارسال التعليق