السعودية تواصل تسييس الأماكن المقدسة
تصدر الهيئة الدولية لمُراقبة إدارة السعودية للحرمين تقريرها الشهري لمراقبة ورصد كافة جوانب سوء الإدارة والانتهاكات التي ترتكبها الإدارة السعوديّة الحالية للحرمين، ولاستعراض أنشطة الضغط والمناصرة والفعاليات والأنشطة التي تنفذها الهيئة الدولية بهدف الضغط على الإدارة الحالية للحرمين للاستعانة بإشراك المؤسسات والدول الإسلامية في إدارة الأماكن المقدسة في السعودية من خلال الخبرات الموجودة في الدول الإسلامية بهدف تحييد المقدسات والمشاعر الإسلامية بعيداً عن تسييسها وعن المناكفات السياسية واستغلالها لصالح دول إسلامية وتحالفات سياسية وعسكرية معينة وتحقيق أقصى درجات الشفافية والنزاهة في إدارة تلك الأماكن وضمان عدم تكرار الانتهاكات المتواصلة بحقّ المسلمين في شتى بقاع الأرض ولتحقيق إدارة سليمة وفقاً للتعاليم والقيم الإسلامية والأساليب العلمية الحديثة في إدارة الأماكن والمشاعر الإسلامية المقدسة، من أجل إنجاح جميع مواسم الحج والعمرة وعدم وقوع خسائر في الأرواح وكوارث أثناء هذه المواسم.
ويهدف التقرير لرصد ومراقبة ومتابعة جميع الانتهاكات والاتصال والتواصل مع الضحايا وتقديم الحلول السليمة لطرق الإدارة والبرامج الحديثة، وأيضاً الاتصال والتواصل مع مؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات حماية التراث الدولية للتدخل لدى الحكومة السعودية في انتهاكات حقوق الإنسان من أجل حماية المعتقلين السياسيين والمحرومين من حقهم في ممارسة عباداتهم بحرية وبدون قيود، ومن أجل التدخّل لحماية التراث الإسلامي بعد تشويه وتدمير بعض الأماكن الإسلامية التاريخية في مكة والمدينة.
واستعرضت الهيئة انتهاكات إدارة الرياض عن شهر أبريل 2018، وقالت إن السعودية لا تزال تواصل سياسة الاعتقال والترحيل للعديد من المُعتمرين المسلمين من دول مختلفة وخاصة ليبيا، حيث قال المواطن الليبي حسين زعيط إنه قد فّر من قبضة السلطات السعودية ووصل إلى مطار مدينة مصراته قادماً من المملكة العربية السعودية. وكان زعيط قد تحصن في مبنى القنصلية الليبية في مدينة جدة بعد محاولة السلطات السعودية القبض عليه أثناء أدائه مناسك العمرة العام الماضي.
وقال زعيط إن السلطات السعودية ما زالت تعتقل العديد من المعتمرين الليبيين في السعودية حتى اللحظة.
كما رصدت الهيئة الدولية بتاريخ 6 أبريل ترحيل معتمرين تونسيين وجزائريين بداعي وصولهم إلى أراضي المملكة السعودية للاعتمار بطريقة غير قانونية. وفيما يتعلّق بمنع وحرمان المسلمين من العمرة والتسجيل للحج، قالت الهيئة إنها استقبلت بتاريخ 1 مايو 2018 شكاوى من مسؤولين في الحكومة الماليزية والقائمين على صندوق الحج والمُواطنين حول حرمانهم ووقف برنامج التسجيل الإلكتروني هذا العام قبل موعد الإغلاق، حيث تعذّرت السلطات السعودية بأنه لا يوجد أماكن تستوعب زيادة في أعداد حجاج ماليزيا.
وكشف مصدر قريب من الحكومة الماليزية للهيئة أن عدد المُسجلين في صندوق الحج الماليزي زاد على ٣ ملايين مواطن بانتظار دورهم في الحجّ، مع العلم أن الحكومة الماليزية قد أرسلت العديد من الطلبات للسلطات السعودية لزيادة حصة ماليزيا من الحج، ولكنها لم تتلقّ الردّ بحجة عدم وجود المزيد من الأماكن للحجاج الماليزيين هذا العام، مع العلم أنه يتمّ تدريب جميع الحجاج في ماليزيا على أداء مناسك الحجّ والتنظيم والترتيب أثناء أداء المناسك.
كما قالت الهيئة إنها رصدت بتاريخ 5 أبريل 2018 منع البدون في الكويت من العمرة ومن التسجيل لموسم الحج هذا العام، علماً أنهم يشكلون تقريباً 10 % من سكّان الكويت.
قد أوضحت وزارة الخارجية السعودية في وقت سابق عدم اعترافها بوثائق بدون الكويت المؤقتة (جوازات المادة 17) التي تصدرها الكويت لصالح البدون، وهذا يعني حرمان الآلاف من المُسلمين من العمرة والحجّ هذا العام.
وقالت الهيئة في تقريرها الشهري إنها رصدت بتاريخ 27 أبريل 2018 قرار السلطات السعودية بمنع تصاريح الحجّ لغير الإماراتيين المقيمين في الإمارات، حيث أصدرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة تعميماً إلى حملات الحج والعمرة العاملة في الدولة، أوقفت بموجبه منح تصاريح الحج لغير الإماراتيين سواء في هذا الموسم أو المواسم المُقبلة.
الحجّ ورقة ضغط سياسية
فيما يتعلّق بتسييس واستخدام الحج كورقة ضغط سياسية، قالت الهيئة إنها رصدت خلال الثلاثة أشهر الماضية مفاوضات جرت بين الجزائر والمملكة السعودية بهدف زيادة حصة الجزائر في الحج الموسم القادم، حيث رفضت السعودية زيادة تلك الحصص بسبب قدرة الاستقبال.
وقد أكّد مصدر مقرّب من الوفد الجزائري المفاوض للهيئة أن السعودية ربطت زيادة حصص الجزائر من الحج الموسم القادم بتغيّب بعض الدول أو الأفراد عن الحج، في إشارة إلى تخطيط المملكة المسبق لحرمان بعض الدول الإسلامية والأفراد التي هي على خلاف سياسيّ معها من الحج أو تغييبهم بشكل قسري عن الحج.
وأضاف المصدر إنه قد تمّ تهديد الوفد الجزائري بشكل غير مباشر بعدم تقديم المساندة السياسية لبعض الدول الإسلامية أو اتّخاذ مواقف سياسية مختلفة عن مواقف المملكة السعودية السياسية؛ لأنه سيؤدّي بالنهاية إلى حرمان الجزائر من الحج هذا العام أو عدم زيادة حصتهم من الحجّ.
توزيع غير عادل لحصص الحج للدول الإسلاميةأكّدت الهيئة أنها رصدت خلال شهر أبريل قرار السلطات السعودية بإعطاء الجزائر حصة حجّ صغيرة مُقارنة بعدد السكان.
وطبقاً لطريقة حساب حج السعودية لحصص الحج للدول الإسلامية وهي ألف حج لكل مليون مواطن فإن حصة الجزائر المتوقعة لعام 2018 حوالي 41 ألف حاج لأن عدد سكانها تقريباً 41 مليون نسمة، حيث إن حصة الجزائر لهذا العام هي 36000 شخص، مع العلم أن عدد مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة تقريباً مليون ونصف المليون وحصة الحج التي تعطيها إياها السعودية هي 6228 شخصاً.
وأفادت مصادر إعلامية بأن تصريحاً لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، كان قد تطرق إلى هذا الملف مع وزير الحج السعودي في آخر لقاء جمعهما، وطالب على إثره بضرورة إعطاء الجزائر حصتها كاملة، ومنه سيتمّ رفع عدد الحجاج؛ مما يسمح لفئات أخرى بأداء هذه الشعيرة الدينية.
شكاوى فلسطينية من الرسوم الباهظة للحجقالت الهيئة إنّها تلقت بتاريخ 25 أبريل 2018 العديد من الشكاوى من حجاج فلسطينيين حول رفع أسعار الحج لهذا العام بنسبة 14 % عن العام الماضي، بمعدّل 300 دينار أردني. حيث بلغت أسعار الحج العام الماضي 2240 ديناراً أردنياً، والعام الحالي 2555 ديناراً أردنياً.
وقد صرّح السيد حسام أبو الرب وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية بأن ارتفاع رسوم الحج عن الموسم المُنصرم، لم يكن بقرار من وزارة الأوقاف الفلسطينية، وأن ما يحدد تسعيرة الحجّ هو الخدمات التي تقدم للحاج طيلة فترة الحجّ سواء «السكن، وخدمات المشاعر في منى وعرفات، بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى التي يطلبها الحجّ من التأشيرات وغيرها». وأوعز أبو الربّ ارتفاع رسوم الحج لهذا العام لعدة أسباب من بينها فرض السعودية رسوماً جديدة على كافة الخدمات المقدّمة سواء «السكن، أو النقل، الطعام والشراب إلى غير ذلك من الخدمات» وصلت إلى حدّ 10 %.
وقال المواطن الفلسطيني أ.أ: «لقد فرحنا فرحاً شديداً أنا وزوجتي عندما سمعنا نتيجة قرعة الحج، وأننا وبعد طول انتظار سنؤدي الحج هذا العام، ولكن عندما سمعنا بارتفاع رسوم الحج أصبت أنا وزوجتي بالإحباط، لأن الأوضاع المعيشية والمادية صعبة للغاية، وأشعر بأنني لا أستطيع توفير المبلغ المطلوب للحج». وأبدى المجتمع الفلسطيني تذمّره من رسوم الحج الباهظة، وقال الناشط السياسي م. ح: «أقترح أن توجه مصاريف الحج لـ 3000 حاج هذا العام للعائلات المستورة في قطاع غزة، وبذلك ينال صاحبها أجر زيارة بيت الله الحرام وإعانة فقراء المسلمين في وقت العسرة والشدة».
وقال ناشط آخر: «2555 ديناراً أردنياً (3650 دولاراً) رسوم الحج للفلسطيني الواحد هذا العام!! الحج وسيلة تعويض المليارات التي ذهبت لترامب وابنته ولتغطية حرب اليمن، المسلمون يدفعون تكلفة قتل إخوتهم.. هيك بالضبط!».
عدم توفر الأمن والسلامة لزوّار الأماكن المقدسةرصدت الهيئة الدولية بتاريخ 20 أبريل 2018 مقتل 4 معتمرين بريطانيين وإصابة 12 آخرين بينهم طفل. وأفادت شركة هاشم للسياحة، ومقرها في بلاكبيرن المملكة المتحدة، بأن القتلى البريطانيين من بلدتي بلاكبيرن وبريستون بمنطقة لانكشير، كانوا على متن حافلة تقلهم من مكة للمدينة عندما اصطدمت الحافلة بشاحنة لنقل الوقود فاشتعلت فيها النيران.
وتناول التقريرأنشطة الضغط والمناصرة التي نظمتها الهيئة في تايلاند والنيبال وجنوب إفريقيا إضافة إلى إطلاق عريضة دولية لوقف تسييس السعودية للمشاعر الإسلامية، وطالبت الهيئة في توصياتها بالعمل على إشراك الدول والحكومات والمنظمات الإسلامية للمشاركة في إدارة المشاعر المقدسة في السعودية ووضع الخطط الواضحة لكيفية إشراك الدول والحكومات والمنظمات الإسلامية في إدارة المشاعر الإسلامية المقدسة في السعودية وذلك بسبب فشل الإدارة الحالية في إدارة المشاعر المقدسة،
إضافة إلى رصد أخطاء وفشل السعودية في إدارة كافة المشاعر الإسلامية في السعودية خاصة مناسك الحج والعمرة ورفع تقرير مفصل للمؤسسات الإنسانية والدولية حول الانتهاكات التي تمارسها المملكة السعودية بحق المسلمين من اعتقال ومنع وترحيل وإهانة.
كما شلمت التوصيات رفع تقرير لمنظمة اليونيسكو بشأن تدمير السعودية للأماكن الإسلامية الأثرية في المملكة العربية السعودية، والتأكيد على وجوب التواصل مع جميع المؤسسات الحقوقية والأفراد لرصد انتهاكات السعودية بحقّ المسلمين.
فرض ضرائب على مياه زمزمرصدت الهيئة الدولية بتاريخ 11 أبريل 2018 فرض السلطات السعودية ضرائب على مياه زمزم وبيعها في مكّة والمدينة، حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمعتمرين أردنيين في منطقة "حلة عمار" على الحدود الأردنية السعودية يسكبون مياه زمزم أرضاً، والتي كانوا يحملونها معهم من الديار المقدسة، وقد أظهر الفيديو غضب المعتمرين الأردنيين وعدم السماح لهم بعبور الحدود وإكمال إجراءات المغادرة إلا بعد التخلص من عبوات مياه زمزم.
ووفق الفيديو فإن المعتمرين الأردنيين أجبروا على إفراغ المياه في الساحات ومنع إدخال هذه المياه قبل دفع ضريبة عليها. وأضاف أحد المعتمرين الأردنيين في الفيديو إن هذه المياه من عند الله عز وجل وليست للسلطات السعودية، وتمّ سكبها لأن السلطات السعودية تريد الأموال مقابل هذه المياه، مع العلم أننا نحصل على مياه زمزم بالمجان منذ العديد من السنين.
ومن جهة أخرى، قال أحد ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي إن السلطات السعودية تفرض ضرائب جديدة على المعتمرين والحجاج المسلمين من أجل إعطائها لأمريكا، لتمويل حروبها في ضد المسلمين مثل اليمن وسوريا.
تدمير وتشويه الأماكن التاريخية والأثرية الإسلامية.
رصدت الهيئة الدولية استمرار السلطات السعودية بتدمير بيت حليمة السعدية رضي الله عنها مرضعة الرسول عليه الصلاة والسلام والبيوت الأثرية المحيطة به، والذي يقع في مواقع بني سعد بمحافظة ميسان السعودية جنوب شرق الطائف. حيث أمر أمير مكة بإزالة بيت حليمة السعدية رضي الله عنها والأشجار المحيطة به. وتقع بادية بني سعد في محافظة ميسان جنوب شرق مدينة الطائف، وهي موطن قبيلة بني سعد بن بكر الهوازنية القيسية المضرية من أبناء عدنان ونسل النبي إسماعيل بن إبراهيم.
ويوجد في المنطقة آثار تاريخية قديمة مثل حصون ومساجد ومنازل قديمة، ويقع فيها منزل "مفترض" لحليمة السعدية مرضعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ارسال التعليق