دور السعودية الخبيث في دمار المنطقة
السعودية لكونها تمتلك المال النفطي الوفير تعتبر مثالاً لدمار الأمة العربية والإسلامية، ولها في السابق دور كبير في زرع الكثير من المشاكل والخلافات في المنطقة وقد اشعلت وأججت الكثير من الصراعات وساهمت إلى حد كبير في اذكاء الفتنة الطائفية والعرقية داخل العالم العربي والإسلامي. وكان لهذه المملكة صفة خاصة بشراء ذمم الرخيصة والضمائر الممسوخة لزعماء ومسؤولين محسوبين على دول ذات حضارات وامتهان لشعوبها نظراً لاستغلال جغرافيتها الدينية من حيث احتضانها للحرمين الشريفين مكة والمدينة.
وقد دخلت في مراهنات سياسية دون حساب أو تقدير لعواقب الأمور ومآلاتها، فكانت نتيجة هذه الرهانات خسارات متتالية لها ولحلفائها في العالم، حيث خسرت كثيراً من رهاناتها في العراق وسوريا ولبنان وغيرها لحساب خصمها اللدود إيران.
كما بدأت تتخلى عن حلفائها التقليديين والضغط عليهم ليكونوا ذيول لها في مواقفها وسياساتها، فبدأت بالضغط على الأردن للقبول بما لا يمكن القبول به خاصة فيما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وصفقة القرن. ودخلت في حرب مدمرة على اليمن بحجة إعادة الشرعية، فضاع معها اليمن وأصبح دول فاشلة ترزح تحت الفقر والجوع والأمية وغزتها الكثير من الأمراض كالكوليرا التي بدأت تتفشى فيه.
ولم يقف هذا التطفل عند هذا الأمر بل شرعت في تفكيك مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر الصورة الوحيدة للتضامن والتكامل العربي، فبدأت بحصار قطر الذي دخل عامه الثاني، وسعت لجر مجلس التعاون الخليجي ليكون تبعاً لها في ذلك الحصار الظالم، وإذا كانت الأخبار صحيحة في أن السعودية كانت تسعى لغزو قطر وتغيير نظام الحكم فيها، فهذا يدل على أن المملكة قد وصلت الى أوج طغيانها، وهذا هو التوصيف الحقيقي للحالة التي تمر بها السعودية، ومما يدل على ذلك موقفها الأخير من تغريدة لوازرة الخارجية الكندية تتضامن مع معتقلي الرأي في السعودية خاصة النساء منهم، حيث اعتبرت أن هذا الأمر تدخلاً في شؤونها الداخلية، مع العلم بأن حقوق الإنسان ما عادت شأناً داخلياً في هذا العالم، بل قضية دولية، وأصبح الدول تقاس وتحترم بمقدار مراعاتها لحقوق الإنسان واحترامها لها.
وإذا كنا نتحدث عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول فالسعودية من أكثر الدول انتهاكاً لهذا الأمر، حتى وصل بها الأمر إلى اعتقال رئيس وزراء لبنان واحتجازه مدة من الزمن، ولولا تدخل فرنسا فلربما بقي رهن الاعتقال ولدخل معها لبنان فيما لا تحمد عقباه.
إذا أردنا أن نعقد مقارنة بين السعودية وبين الدول التي تحشر السعودية أنفها فيها وتعطي نفسها حق الوصاية عليها، فسوف نجد أن جميع تلك الدول تتفوق على السعودية في جانب من الجوانب، وإذا قارنا على سبيل المثال بين قطر وبين السعودية فلا نجد للسعودية تفوقاً سوى في المساحة الجغرافية لا غير، فكيف إذا قارناها بكندا.
وإذا كان ما يهم المواطن في هذا العالم هو وضعه الاقتصادي ومقدار الرفاهية التي ينعم بها ومدى احترام حقوقه وحرياته، فإن السعودية تأتي في أدنى سلم الدول في هذا الترتيب، فمن حيث حقوق المواطن فهذا لا يحتاج إلى برهنة أو استدلال، أما بالنسبة للرفاهية الاقتصادية، فالوضع ليس أحسن حالاً خاصة وأن السعودية تعتبر من أكثر دول العالم انتاجاً للنفط فهي تعوم على بحر منه، كما أن دخلها من الحج والعمرة لا يمكن إغفاله، لذا كان من المفروض أن يكون المواطن السعودي من أعلى شعوب العالم دخلاً وأكثرها رفاهية، والواقع يدل على خلاف ذلك. كلنا ألم لما يعانيه المواطن السعودي ونحزن كثيراً ونأسف لتردي أوضاع المعيشة وتفشي ثقافة البطالة وكثرة بيت الصفيح، فنرجو من الحكماء وأصحاب العقول النيرة أن تقوم قومة رجل واحد وتغير هذا الوضع المزري وتخليص البلاد والعباد من مخالب عجوز مخرف ومراهق أرعن.
ارسال التعليق