المحمدين ورطا حفتر في معركة خاسرة
بينما اختبأت أبوظبي رسمياً خلف المواقف الدولية التي تطالب بوقف هجوم شذاذ الآفاق بقيادة اللواء المتمرد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، تركت المجال واسعاً لإعلامها الرسمي والخاص وعشرات من عناصرها الأمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي لتبني رواية حفتر والترويج لغزو العاصمة وإظهار نصر “المؤمنين” القريب على “الإرهابيين والأشرار”! فما الذي جرى خلال الساعات القليلة الماضية، وإلى أين وصل اعتداء حفتر، وما هو دور أبوظبي في هذه المعركة الخاسرة، ولماذا استهدفت طرابلس في هذا التوقيت؟
وفور اندلاع هجوم حفتر على طرابلس، سوّق إعلامه الحربي ومعه إعلام أبوظبي والرياض والقاهرة أن المعركة قصيرة سريعة وخاطفة، لن تستغرق أكثر من 48 ساعة لتحرير طرابلس من “قوى الإرهاب”.
وكان أشرف الشح، أحد مؤسسي تحالف القوى الوطني الليبي، قد أكد أن المشهد العسكري في طرابلس يصب في غير صالح حفتر الذي غُرر به وقرر مهاجمة المدينة على أمل السيطرة عليها. وقال الشح: إن الإمارات والسعودية هما اللتان أعطتا حفتر الضوء الأخضر لمهاجمة طرابلس، وإن الإمارات التي زارها مؤخراً وعدته بدعمه عسكرياً إذا استدعى الموقف ذلك، واعتبر هذا دليلاً على أن مبادرة أبوظبي للحل السياسي في ليبيا مجرد كذبة وخدعة، ومجرد غطاء لحقيقة نوايا الإمارات والسعودية تجاه ليبيا والسيطرة على مقدراتها، على حد ادعائه. وتوقع الشح أن تقدم الإمارات الدعم العسكري لحفتر لأن خسارته في هذه المعركة نهاية له على كل الأصعدة السياسية والعسكرية.
ورصد الإعلام الغربي، من جهته، العديد من شواهد الدعم الإماراتي والسعودي والمصري لقوات حفتر الغازية. واعتبرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الدعم الذي حصل عليه حفتر، من الإمارات ومصر وفرنسا، هو سبب تجدُّد الصراع في ليبيا، من خلال محاولته السيطرة على العاصمة طرابلس.
وعد موقع “مودرن دبلوماسي” الأمريكي دور الإمارات في ليبيا، ضمن سياق ما سماه استهداف أبوظبي لثورات الربيع العربي، مشيراً أن جهود أبوظبي المناوئة رغم ضخامتها لم تفلح سوى في وقوع انقلاب السيسي، في حين فشلت جهودها في سائر الساحات الأخرى.
ارسال التعليق