عودة إمدادات نفط السعودية ستستغرق أسابيع
قال مصدر إن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل بعد الهجوم الذي استهدف منشأتين لشركة أرامكو السبت قد تستغرق «أسابيع وليس أياماً». وأوقف الهجوم نحو 5.7 مليون برميل يومياً من إنتاج المملكة من النفط، فيما لم يعط المسؤولون السعوديون جدولاً زمنياً لعودة الإمدادات بشكل كامل. وقال المصدر المطلع إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التابعة لأرامكو السعودية كبيرة ولا يمكن إصلاحها بين عشية وضحاها يأتي هذا في وقت بدأت فيه الأسهم السعودية على هبوط 2.3% أمس بعد الهجوم الذي أوقف أكثر من نصف الإنتاج.
ووصف خبراء وتقارير متخصصة الهجمات على منشآت النفط السعودية بالتطور الخطير، الذي قد يهدد إمدادات الطاقة حول العالم، ويدفع أسعار النفط إلى مستويات عالية، وسط غموض بشأن قدرة الاحتياطات الإستراتيجية على تعويض النقص الذي أحدثته هذه الهجمات، وتوقعات بتأخر أمد عودة طاقة إمدادات النفط السعودية لأسابيع. فماذا عن الرابحين والخاسرين من هذه التطورات؟
وتوقع خبراء ومتخصصون أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً حاداً بدءاً من غدٍ الاثنين مع افتتاح الأسواق. وقال الخبير ووزير النفط العراقي السابق عصام الجلبي «تحتاج الأسواق لمعرفةٍ أدق بحجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت السعودية، والمدى الزمني الذي تحتاجه أرامكو لإصلاح هذه الأضرار». وأضاف أن الضرر حتماً واقع لكن حجمه يتوقف على هذه المعلومات.
ونقلت فايننشال تايمز في وقت سابق عن خبراء تحذيرهم من احتمال وقوع ارتفاع حاد في أسعار النفط عند فتح الأسواق نتيجة الضرر الناجم عن الهجمات التي استهدفت معملين في قلب صناعة النفط بالسعودية بما في ذلك أكبر منشأة في العالم لتكرير النفط في بقيق.
وقال جيسون بوردوف المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا في نيويورك إن «أسعار النفط ستقفز بفعل هذا الهجوم، وإذا طال أمد تعطل الإنتاج السعودي فسيبدو السحب من المخزون الإستراتيجي... مرجحاً ومنطقياً».
من جهتها، قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأمريكي الطارئ إذ لزم الأمر لتعويض أي تعطل في أسواق النفط نتيجة الهجمات التي تبنتها جماعة الحوثي.
ويبلغ الاحتياطي الأمريكي، وهو الأكبر من نوعه في العالم، نحو 645 مليون برميل من النفط، وفقاً لما يقوله موقع الوزارة الإلكتروني، ويتألف من 395 مليون برميل من الخام الثقيل عالي الكبريت و250 مليون برميل من الخام الأمريكي الخفيف.
وإذا كانت السعودية أكبر المتضررين من الهجمات على منشآتها النفطية، فإن ثمة لائحة طويلة من الخاسرين والرابحين من هذه التطورات.
وقال الدكتور خالد الخاطر إن الأثر السلبي الأكبر سيكون على السعودية واقتصادها، من خلال زعزعة الثقة في المملكة، وفي استقرارها الأمني والسياسي والاقتصادي.
من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأمريكي الطارئ إذ لزم الأمر.
ارسال التعليق