هل تقبل الرياض بمبادرة أحمدي نجاد لإنهاء الحرب في اليمن؟
التغيير
مع مرور أكثر من خمس سنوات على اندلاع الحرب لم يعد الوضع في اليمن شأناً يتعلق باليمنيين فقط، بل تحول إلى نزاع بين القوى الإقليمية، وأدى إلى زيادة توتر العلاقات بين إيران ومملكة آل سعود، بعدما تحولت الدولة الفقيرة إلى الساحة الأحدث للتنافس بين الرياض وطهران.
وبينما وصلت حدة التوتر بين البلدين إلى الذروة فاجأ الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، الجميع بعرض أفكار لإنهاء الحرب في اليمن، اعتبرها البعض محاولة شخصية لإبقاء نفسه ضمن دائرة الأضواء.
رسالة نجاد للسعودية
بدأ في وقت مبكر من شهر يوليو، وتحديداً في 10 يوليو، تسريب معلومات عن نية الرئيس الإيراني السابق المثير للجدل، نجاد، الذي شغل منصب الرئيس بين عامي 2005 و2013، اقتراح تسوية سلمية في اليمن، قبل أن يُكشَف عنها في وقتٍ لاحق.
وكشفت صحيفة "الشرق الأوسط" في 27 يوليو 2020، أن نجاد وجه رسالة لمحمد بن سلمان، عرض فيها أفكاراً لإنهاء الحرب في اليمن، مشيرة إلى أنه قدم نسخة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مقترحاً بأن يتولى رئاسة لجنة "تضم عدداً من الشخصيات الموثوقة عالمياً والمعنية بالحرية والعدالة؛ لإجراء محادثات مع الطرفين المتخاصمين (في اليمن)، وذلك بهدف إنهاء الأزمة وإحلال السلام والصداقة".
وقال نجاد مخاطباً "بن سلمان": "إنني على ثقة بسماحتكم في الرد على مطالب شعوب المنطقة والمجتمع الإنساني منكم، وبالتأمل الجيد في نتائج هذه الحرب المدمرة، ستقومون بعمل تُذكرون به خيراً ويرضي الله ورسوله".
وذكر نجاد في رسالته أن الصراع الدائر في اليمن لم ينتج سوى "تشديد المنافسة والمعاداة، كما أدى إلى ابتعاد دول المنطقة وشعوبها عن التعاون البنّاء. ولا يخفى على أحد أنه مهما تطُلْ هذه الحرب فلن تثمر غير الدمار وقتل الأبرياء من الجانبين".
واستطرد نجاد موجهاً كلامه إلى بن سلمان: "أعرف أن الوضع القائم لا يُرضيكم، وأن ما يحدث يومياً ويذهب ضحيته الأبرياء وتُدمَّر البنى التحتية قد يلُم بكم الهم والحزن، ولذلك ترحبون بسلام عادل".
لا يشكل أي قيمة
يرى الكاتب والصحفي اليمني شاكر أحمد خالد، أن لغة نجاد حملت "كلمات غير معهودة، وتضمنت عبارات ناعمة من قبيل اعتباره رجل سلام".
وأضاف: "ربما يكون ثمة جهود أممية أيضاً في دفع نجاد لبعث هذه الإشارات حول السلام، لكن تظل واحدة من محاولات السلام العديدة التي قادتها الأمم المتحدة خلال الفترات الماضية وفشلت في جلب السلام".
ولفت إلى أن إيران تعد "الأقوى إقليمياً من خلال انتصارات حلفائها في المنطقة"، موضحاً: "صحيح أن العقوبات كبيرة عليها، وهي بحاجة إلى أية فرصة لتخفيف هذه العقوبات، لكن في تقديري لن يكون انتهاء ملف اليمن بهذه السهولة".
ويرى أيضاً أن حرب اليمن "صار لها امتدادات إقليمية عديدة، خصوصاً أن أنصار الله أصبحوا قوة مهددة للعمق السعودي بالصواريخ الباليستية والطائرات الهجومية المسيرة"، مشيراً إلى أن ملف الحرب في اليمن "أصبح شديد التعقيد وليس أنصار الله أو مملكة آل سعود الطرف الوحيد فيه".
موقف آل سعود
غالباً ما تتجاهل مملكة آل سعود الرد على الدعوات الإيرانية، لكن سرعان ما تشن هجوماً على طهران، وتتهمها بدعم أنصار الله في اليمن بالسلاح والصواريخ، بسبب تكثيف الأخيرين هجماتهم ضد مصالح ومنشآت في المملكة.
ومع توارد معلومات، في فبراير من العام الحالي، حول وجود قنوات تواصل بين طهران والرياض، نفى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، في 19 فبراير، "وجود أي قنوات تواصل بين مملكة آل سعود وإيران"، مؤكداً أن "الرياض تعلن موقفها في العلن، وهو مطالبة إيران باحترام الأعراف الدولية".
ويؤكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عدم تجاوب الرياض مع مبادرات للسلام، وقال حينها إنه "لا توجد أي رسائل من المملكة على أي مبادرة سلام طرحتها إيران".
وتقود مملكة آل سعود تحالفاً في اليمن منذ مارس 2015، أطلق عليه اسم (دعم الشرعية في اليمن)، بهدف قتال أنصار الله الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 ومناطق أخرى شمال البلاد، وتسببت الحرب في أزمة إنسانية ومجاعة لأكثر من نصف سكان اليمن، وسقوط ضحايا مدنيين.
ارسال التعليق