السعودية تدفع الملايين لشركة تعهدت بوقف أنشطتها تضامناً مع خاشقجي
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تورط شركة إعلامية نظمت قبل عامين فعالية “السمت” الاحتفالية في السعودية، بعد أن تعهدت تلك الشركة سابقًا بوقف أنشطتها في المملكة إثر اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وتدهور حالة حقوق الإنسان.
وأوضحت الصحيفة أن الشركة المتخصصة في الإعلام والتسويق الرقمي والتي تتخذ من الولايات المتحدة وكندا مقرين لها، تلقت في مارس 2020 من هيئة حكومية تُعنى بالترفيه 20 مليون دولار لقاء تنظيم الفعالية في مدينة العلا غرب السعودية، في فعالية “السمت” الاحتفالية.
وكانت الشركة الإعلامية والتي تُدعى “فايس ميديا” أعلنت بعيد اغتيال الصحفي السعودي أنها لن تُقدم على إدارة أي أنشطة أو فعاليات في السعودية، إلا أن ضخامة الأموال المدفوعة من الحكومة السعودية أوقعها في الفخ.
وتقول الصحيفة إن إدارة تنظيم الفعالية الترفيهية تلك كانت متخفية، فيما كشفت “الغارديان” عن منظم ذلك الحدث رغم مرور عامين تقريبًا على المهرجان الترفيهي.
وانتقدت الصحيفة “تسلل” الشركة إلى السعودية رغم معرفتها بسجل المملكة السيء في حقوق الإنسان، وما سيلحقه من تلطيخ سمعة الشركة في الوسط الغربي بعد فضيحة نقضها العهد مع جمهورها وتقديم المال على الحالة الحقوقية.
وأشارت إلى أن “فايس ميديا” سرعان ما نقضت عهدها بعد 3 سنواتٍ فقط من اغتيال خاشقجي، فيما قالت مصادر للصحيفة إن الشركة الأمريكية-الكندية تسعى بقوة للعودة إلى العمل في أسواق المملكة.
وبحسب ما كشفته الصحيفة البريطانية، فإن منظمي المهرجان حرصوا بشدة على عدم إظهار اسم “فايس ميديا”، فيما طُلب من المقاولين إظهار اسم وكالة “فيرتو” للتسويق الإبداعي- وهي شركة فرعية للشركة المتورطة.
وتشير “الغارديان” إلى أن السعودية في حاجةٍ ماسة إلى إنفاق الملايين من الأموال لإعادة تشكيل علامتها التجارية في عيون الشباب الغربي على الرغم من جذورها المضادة لتلك الثقافة.
ويبدو أن الأموال المعروضة من السعودية كانت مغرية أمام الشركة التي افتتحت العام الماضي مكتبًا مخصصًا في العاصمة الرياض. كما أبرمت صفقة لإنتاج أفلام ترويجية للبلاد بالاشتراك مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وهي شركة لها علاقات وثيقة مع الدولة السعودية.
ارسال التعليق