عزل مالك تشيلسي يعيد الجدل بشأن ملكية السعودية نيوكاسل الإنجليزي
رصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، حملة انتقادات واسعة في الإعلام البريطاني للمعايير المزدوجة في التعامل مع ملكية السلطات السعودية نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي.
وقال المجهر الأوروبي وهو مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا، إن إعلان رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز عزل رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي من منصبه مديرا للنادي، أعاد الجدل بشأن علاقة الرياض وفريق منافس في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وذكر المجهر الأوروبي أن سلسلة تقارير ومقالات جرى نشرها في وسائل إعلام بريطانية مختلفة، أجمعت على ضرورة اتخاذ إجراءات مماثلة للأندية الإنجليزية التي تستخدمها دولا مستبدة في الغسيل الرياضي مثل السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء قرار عزل أبراموفيتش في أعقاب العقوبات البريطانية على 7 أثرياء روس، بينهم مالك نادي تشيلسي لكرة القدم، وفرض حظر سفر عليهم، على خلفية العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
ونشرت صحيفة الـ Independent البريطانية تقريرا أبرزت فيه أن شراء السعودية لنيوكاسل في صفقة تمت قبل أشهر يعد مثالاً صارخًا على الغسيل الرياضي الحديث.
وذكرت الصحيفة محمد بن سلمان أضاف نادي نيوكاسل إلى مجموعة من عمليات الاستحواذ الرياضية المصممة لإعادة تشكيل صورته الدولية وصرف الانتباه عن سجل البلاد المروع في مجال حقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة إلى مطالبة منظمة العفو الدولية بمزيد من الإجراءات لمكافحة -الغسيل الرياضي- قبل مواجهة تشيلسي الذي يملكه رومان أبراموفيتش المقرب من بوتين، ونيوكاسل الممول من صندوق الاستثمارات السعودي .
من جهتها أوردت صحيفة Guardian أن ملكية نادي تشيلسي تواجه أخيرًا تمحيصًا مستحقًا ولكن هناك معيار مزدوج عندما يتعلق الأمر بمالكي نيوكاسل في إشارة إلى السعودية.
وأكدت الصحيفة أنه “عند فرض العقوبات على مدير نادي تشيلسي يجب أن لا ننسى مالكي نيوكاسل، التي أصبحت أيديهم ملطخة بدماء اليمنيين، ومرتبطة بأنظمة متهمة بارتكاب جرائم حرب”.
وشددت الصحيفة على أن بن سلمان مثل فلاديمير بوتين، والسعودية مثل روسيا متورط في غزو دولة مجاورة، ويداه ملطخة بالدماء، وهو يملك الصندوق الذي اشترى نادي نيوكاسل.
وفي السياق أكدت صحيفة Daily Mail Online أن السعودية تستحق فرض عقوبات دولية عليها تماما مثل روسيا على خلفية حرب الرياض على اليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على مدى السنوات السبع الماضية، خاضت السعودية حربًا أدت إلى مقتل ما يقدر بربع مليون شخص، ناهيك عن المجاعة والفوضى والانهيار المجتمعي.
وسبق أن دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيق في دور محمد بن سلمان – الذي يدير الصندوق الذي يدير نيوكاسل يونايتد ، للتوضيح ، بجرائم حرب مزعومة.
ولوح الدوري الإنجليزي الممتاز أيضًا باستيلاء السعودية على نيوكاسل في أكتوبر الماضي، مع العلم أن السعوديين شاركوا في حرب طويلة ومدمرة مع اليمن قيل إنها تسببت في وفاة 233 ألف شخص. تشير التقديرات إلى مقتل أو إصابة أكثر من 10000 طفل كنتيجة مباشرة للقتال.
ولم تحظ الحرب في اليمن بنفس الاهتمام الذي حظيت به الحرب في أوكرانيا، ربما لأنها مدعومة بأسلحة بريطانية ولأن بوريس جونسون يخطط لرحلة إلى الرياض هذا الأسبوع للمطالبة بالمزيد من النفط السعودي.
وقالت الصحيفة “الدوري الإنجليزي الممتاز هو المكان الذي سمحنا فيه للأنظمة الاستبدادية والمستفيدين منها باللعب. إنه مكان يغني فيه المعجبون بأسمائهم ويغمرون منتقديهم بالإساءة”.
وأشارت إلى أن مانشستر سيتي مملوكة بالأغلبية لنائب رئيس وزراء الإمارات التي رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. لقد أدى جمال كرة القدم في النادي وعبقرية مدربهم، بيب جوارديولا، إلى عزلهم عن مزيد من التدقيق حتى هذه اللحظة.
وتابعت “لم يكن يجب السماح للسعودية بشراء نيوكاسل أبدًا والآن بعد أن تمت معاقبة مالك تشيلسي بسبب أنشطته خارج اللعبة، فقد حان الوقت بالتأكيد لكرة القدم الإنجليزية لاتخاذ نفس الموقف مع محمد بن سلمان”.
ارسال التعليق