هكذا برّرت باريس إستقبال محمد بن سلمان
ضرورة المصالح، والضرورات تبيح المحظورات بالنسبة للرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون على هذا الأساس جاء إستقباله لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وصل إلى باريس في ثاني محطات زيارته الأوروبية بعد اليونان.
حفاوة إستقبال بن سلمان في قصر الإليزيه هي تجسيد لسياسة الواقعية والرؤية البراغماتية من قبل باريس كما يدافع حلفاء ماكرون.
لكن لا ينكر هؤلاء أن هذه البراغماتية تستدعي بطبيعة الحال وضع المصالح العملية فوق المبادئ السياسية. فكيف اذا كان أمن الطاقة هو المصلحة الأهم حاليا بالنسبة لماكرون الذي يحاول دفع الرياض إلى زيادة إنتاجها النفطي لمواجهة الازمة العالمية التي أنتجتها الحرب في أوكرانيا.
وهو ما خرج من بيان القمة الفرنسية السعودية الذي كشف بان الرجلين اتفقا على العمل للتخفيف من آثار الحرب في أوكرانيا، دون الإشارة إلى أي اتفاق فعلي رسمي في هذا السياق.
أما بالنسبة لولي العهد السعودي، فهو يخرج رابحا من هذه الزيارة مع إستعادته شرعية دولية وغربية تحديدا، بعد القطيعة التي عاشها على خلفية جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. خاصة بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية ولقائه بن سلمان مباشرة بعد ان كان تعهد بمحاسبة الرياض.
لكن مع وجود إحتمالات كبيرة بعدم قدرة ولي العهد على تلبية مطالب حلفائه الأوروبيين بالنسبة للنفط، فإن ماكرون لن يستطيع تجنب الإنتقادات اللاذعة التي يتعرض لها بسبب استقباله الضيف السعودي
حيث وجه النائب اليساري البارز أليكسيس كوربيير انتقادات قاسية لماكرون، معتبرا أنه التقى الأمير السعودي الملطخة يده بالدماء. ويمتلك في سجله مئات آلاف القتلى في اليمن، حيث أسلحة فرنسا متورطة في هذا الصراع.
يضاف لذلك تقدم منظمتين حقوقيتين بشكوى في باريس ضد ولي العهد على خلفية جريمة قتل خاشقجي. فيما اعتبرت مديرة منظمة العفو الدولية انييس كالامار ان استقبال ولي العهد السعودي في باريس من قبل ماكرون لا يغير من واقع أنه قاتل.
ارسال التعليق