سلسلة افلام دراغون بول: هدف ابن سلمان الجديد في تسلقه على نجاحات الغير
يبدو أن الاستثمار فی نجاحات الأخرین باتت لعبة ابن سلمان المُفضّلة. ليُعلن على أساسها مؤخرا عزم البلاد تأسيس أول منتزه ترفيهي في العالم لسلسلة الرسوم المتحركة اليابانية الشهيرة "دراغون بول" ضمن مشروع القدية. ليُضاف إلى سلسلة المشاريع الفارغة التي يُرمى بها ملايين الدولارات
وفق المُعلن عنه أنه سوف يكون مجرد مكان ترفيهي –حاله حال سائرالمشاريع- بمساحة 5.3 مليون قدم مربع، وسيضمّ سبع مناطق مختلفة تعيد إنشاء مواقع من مسلسل الرسوم المتحركة الياباني الأصلي، وأكثر من 30 لعبة ذات طابع خاص بالسلسلة، وعدد من الفنادق والمطاعم، وفقًا للبيان الصحفي.
وستمتد الحديقة على مساحة نصف مليون متر مربع، وفقًا لموقع "دراغون بول" الرسمي، وستضم ما لا يقل عن 30 لعبة، إحداها عبارة عن أفعوانية داخل هيكل تنين يبلغ طوله 70 مترًا مستوحى من تنين هو إحدى شخصيات السلسلة.
بناء المنتزه إياه ليس أول خطوة في الاستثمار في عالم "الأنمي" لما يُسمى برؤية 2030، فقد سبقتها خطوات عديدة نظرا لشعبية هذا العالم وما يجتذبه من محبين عالميين. وقد سافر مؤخرًا عاصم بخاري الرئيس التنفيذي لشركة "مانغا للإنتاج" – وهي شركة تابعة لمؤسسة مسك التابعة لمحمد بن سلمان- إلى اليابان لتحية الدفعة الثانية من الخريجين السعوديين من أكاديمية كادوكاوا للمحتوى، وهي شركة تابعة لشركة كادوكاوا اليابانية الرائدة في مجال والأنيمي.
وكان واحدا من أبرز "إقحامات" السعودية نفسها في هذا المجال، فيلم "الرحلة" الذي أثار ضجة كبيرة حينها للتحريف الذي شهدته القصة الدينية تحت مسمى أن العمل هو "فانتازيا تاريخية". وفيلم الأنمي الذي تم إنتاجه عام 2021 بالشراكة بين "مانغا للإنتاج" وشركة يابانية كان محط انتقادات كبيرة حتى قبل بدء عرضه في صالات السينما، فاستنكر جمهور الأنمي من العرب قصة الفيلم واعبرته “تحريفًا لقصة دينيّة” و“تزييف للحقائق” مُشيرين أنهم فهموا من تشويقة الفيلم وكذلك من ملصقه الترويجي أن الأحداث ستدور في “مكّة” متناولين قصة عام الفيل (عام ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم) وبأنه من لقطات التريلر فإنه على ما يبدو فإن صنّاع العمل أغفلوا ذِكر أي شيء متعلّق بمعجزة حماية البيت الحرام أو التدخّل الإلهي.
وأما اليوم فالانتقادات أتت من محبّي الإنمي الدوليين، فقد لاقى خبر تأسيس أول منتزه خاص بسلسلة "دراغون بول" في السعودية استياء في صفوف الكثيرين من جمهور الإنمي نظرا لسجل البلاد السيء.
وتعقيبا على الخبر كتبت المونيتور أن "المملكة العربية السعودية قد تواجه صعوبة في إنشاء منتزه الدراغون بول، حيث واجهت المشاريع السابقة صعوبات في تحقيق أهداف اكتمالها". وفي ديسمبر/كانون الأول، اعترفت البلاد لأول مرة بأن بعض مشاريع رؤية 2030 قد تأخرت إلى ما بعد عام 2030. وقال وزير المالية محمد الجدعان إن الحكومة أخرت بعض المشاريع بسبب الضغوط التضخمية واختناقات العرض، ولم يحدد المشاريع التي ستتأثر، بحسب بلومبرج.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في فبراير/شباط أن الإنفاق المتعلق بالمشروعات العملاقة في السعودية تسبب في انخفاض مستويات النقد لدى صندوق الاستثمارات العامة إلى حوالي 15 مليار دولار في سبتمبر/أيلول، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأ الصندوق السيادي في نشر البيانات في ديسمبر/كانون الأول 2020. وللمقارنة كان لدى الصندوق ما يقرب من 50 مليار دولار نقدا في عام 2022.
وفق ما جاء على لسان وزير السياحة أحمد الخطيب خلال مقابلة له منذ أسابيع على إحدى المحطات الأجنبية، أشار فيها إلى مخطط حكومي لإنفاق نحو 800 مليار دولار على السياحة خلال العقد المقبل. وتعقيبا على ما هذه التصريحات، قالت وكالة بلومبرغ أن “المملكة تتطلع إلى تقاسم العبء المالي لخططها لتصبح واحدة من الوجهات الأكثر زيارة في العالم”. وأضافت أنه خلال عام 2023، سجلت السعودية أكثر من 100 مليون سائح، ولكن في الحقيقة كان معظمهم –ما نسبته 70%- من المواطنين والمقيمين، أما الزوار من خارج البلاد فقد سجّلوا ربع السياح فقط (27 مليون)، وكان أغلبهم مرتبط بالسياحة الدينية او بعمل تجاري، ويُعتقد أن الرحلات الترفيهية لم تشكل سوى نسبة ضئيلة من هذا الرقم.
كما يأتي الإعلان عن استمرار الإنفاق في مشاريع ترفيهية بحتة لا تستجلب سوى الرضا العالمي عنها مستبعدة الرضا الداخلي، مع تزايد مؤشرات تردّي وضع تمويل مشاريع ابن سلمان.
ووفقا لـ “بلومبرغ انتليجنس” تواجه السعودية ديونا ضخمة هذا العام، حيث يضغط نقص السيولة على أجندة التحول الاقتصادي التي يتبناها محمد بن سلمان والتي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات. وقد يحتاج المقرضون إلى إصدار ما لا يقل عن 11.5 مليار دولار من السندات بالعملات المحلية والدولية، وسيكون ذلك رقما قياسيا جديدا، يتجاوز مبلغ 10 مليارات دولار الذي تم جمعه في عام 2022. كما أشارت الوكالة إلى أن الدافع للاقتراض هو الحجم الهائل للاستثمار المطلوب، مقابل تباطؤ نمو الودائع في بنوك البلاد ونقص الاستثمار الأجنبي فيها، يعني أن المقرضين سيحتاجون إلى الاعتماد بشدة على الاقتراض لتوفير الأموال للمشاريع الضخمة مثل مدينة نيوم ومدينة القدية الترفيهية.
ارسال التعليق