النظام السعودي يكسب رضا واشنطن بسقوط الأسد
في قراءة للموقف السعودي من المجريات في سوريا، فصّل الباحث السياسي صالح أبو عزة موقف الرياض واصفا إياه بـ" "المعقد".
وأشار إلى أنه "قبل عام 2015 طمح النظام السعودي بإسقاط النظام السوري، وأنفق مليارات الدولارات على بعض المجاميع المسلحة التي كانت محاطة بالعاصمة دمشق. وموّل مع اسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وقطر والأردن المجاميع تلك، حتى اختلفوا وفقا لوصف وزير الخارجية القطري السابق و"تهاوشوا على الصيدة". الأمر الذي دفع "السعودية" للانسحاب تقريبا من الساحة السورية سيّما بعد العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، وما سبّبه من انهاك للقدرات السعودية على المستوى السياسي والعسكري. وتلى كل ذلك، مشاريع محمد بن سلمان الاقتصادية ورؤية 2030، والتي دفعت "السعودية" للانكفاء، قدر الإمكان، عن بعض الملفات دون الانفتاح على دمشق".
يُكمل أبو عزة "حينما قررت السعودية التوسع بالانفتاح نوعا ما على النظام السوري في دمشق كانت رؤيتها قائمة على مطالبها الرئيسية السابقة: أن تكون سوريا ذو نفوذ سعودي واسع، أن يتم محاربة النفوذ الإيراني وقطع العلاقات مع طهران، وأن يتم محاصرة حزب الله. إلّا أن الصورة لم تكتمل، لقناعة الأسد بأن العلاقات مع إيران، حتى لو تم تخفيفها إلى درجات معينة، إلا أنها استراتيجية لدمشق. والعلاقة مع حزب الله، حتى لو تم الطلب من قواته الانسحاب من بعض المواقع في شمال سوريا أو جنوبها إلا أنه يبقى حليفا استراتيجيا وكذلك بالنظر إلى المقاومة الفلسطينية".
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني إلى وجود توجسين أساسيّن لدى النظام السعودي بعد سقوط الأسد: "الأول، متعلق بسيطرة الإسلاميين بشكل عام، الذين هم خارج نفوذها، وذكر بأن السعودية لطالما استخدمت الارهابيين الاسلاميين لمشارعيها وتطويع هذا الاستخدام للصالح الأمريكي سواء في أفغانستان، والعراق وسوريا.
وتساءل "هل تستطيع السعودية بذل المزيد من الجهود لإعادة انضواء الجزء الأكبر من هذه الجماعات تحت جناحها بما يضمن النفوذ السعودي والمصالح الأمريكية والاسرائيلية خاصة أن النظام مقبل على التطبيع؟
وأشار إلى وجود مؤشرات قوية تصدر من الشرع باتجاه النظام السعودي، والتي من المفترض قراءتها في المستقبل لناحية كيفية التعاطي السعودي معها. مُبدياً اعتقاده أنه في حال صادق الأمريكي والاسرائيلي بشكل نهائي على نظام الشرع ستذهب الرياض لأخذ حصتها من سوريا.
أما ثانياً، فيتمثل بالنفوذ التركي. باعتبار أن تركيا وقطر يشكلان معاً تياراً منافساً للتيار السعودي الإماراتي تحت المظلة الأمريكية".
واستشهد أبو عزة بالأزمة التي خلّفتها عملية قتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، مرجحا تمكن "السعودية" من إدارة التنافس مع تركيا.
ولخص حديثه بالقول "السعودية تدعم الوقائع الجديدة في سوريا، سيّما لناحية تحقيق التغيّرات. وإن أهم مسألتين بالنسبة لها تتمثلان في إنهاء العلاقة مع إيران وإكمال حصار حزب الله. والهدف الأخير يدعمها في الملف اللبناني باعتبارها معنيّة بالملف اللبناني كدائرة نفوذ" .
ارسال التعليق