الإعلام السعودي يتبنى الرد الصهيوني على ايران
يغرق الإعلام السعودي في الخيانة وأخذ الموقف الأكثر التصاقا بالعدو الصهيوني. على مدى الأيام الـ 196 من الحرب على قطاع غزة، لا تتوانى أبواق آل سعود عن تحميل المقاومة في غزة تبعات حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل مدعومة من الدول الغربية وبعض العواصم العربية التابعة.
وفي جديد التهويل السعودي، وبُعيد العملية الإيرانية التي ضربت عمق الكيان وتلويح الأخير بجهوزيته للرد "في المكان والزمان المناسبين"، روجت قنوات النظام السعودي لمقاطع مصوّرة زعمت أنها لانفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية.
لم تغب هذه المزامع عن متابعة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لفضح سياسة آل سعود وتعمدهم نشر الأخبار الكاذبة وإظهار إيران بموقع الضعيف.
عضو الهيئة القيادية في "لقاء" المعارضة بالجزيرة العربية، د.فؤاد إبراهيم كتب على حسابه في منصة "إكس" "بدا واضحًا الاغراق الاعلامي من قنوات مثل سي ان ان والجزيرة والعربية ان ثمة توجيهًا وتوجّهًا نحو تضخيم (العملية) الصهيونية على ايران، وفيما اكتفت جبهة ايران بالتعامل مع الحادثة في حدودها الدنيا فان هذه القنوات تصرف الاهتمام عن غزة لغاية تصوير (العملية) الصهيونية كانتصار"
وأضاف "شخصيًا لا أستبعد تورط فلول نظام الشاه في عملية اصفهان، بعد أن لحظت حماستهم المفرطة في الدفاع عن الكيان الصهيوني خلال مسيرتنا في لندن انتصارًا لصمود غزة وأهلها الشرفاء الأباة"
الإعلامي حسين مرتضى أوضح مؤكدا على أن قنوات " الحدث وسكاي نيوز والجزيرة وعدد كبير من الحسابات العالمية وإقليمية كبيرة تتداول هذا المقطع على أنه من أصفهان، تنويه الحدث منذ ساعات جراء صاروخ اطلق من حزب الله على مستوطنة معيان باروخ في الجليل."
وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة بسماع دوي انفجارات وحرائق قرب مطار أصفهان بجنوب طهران وقاعدة هشتم شكاري الجوية التابعة للجيش الإيراني.
وقال المتحدث باسم منظمة الفضاء الإيرانية إن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت عدة مسيرات صغيرة بنجاح.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن المنشآت النووية الإيرانية آمنة ولم تتعرض لأي ضرر، وأن أصوات الانفجارات في عدة مناطق ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لبعض المسيّرات.
وعن العملية علّق الصحافي اللبناني حسن عليق بالقول "١- "إسرائيل" لم تعلن عن توجيه ضربة داخل إيران. ٢- إيران تؤكد أنها واجهت هجمات بمسيّرات صغيرة أُطلِقت من الداخل الإيراني في عملية أمنية (استخبارية). ٣- التسريبات الأميركية تبدو كمن يقول لنتنياهو "لقد نلتَ ثأرك، اخلد إلى النوم". ٤- الحكومة الإسرائيلية تمنع التصريحات الرسمية بشأن ما جرى في إيران فجر اليوم. ٥- وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقول إن ما جرى في إيران هذه الليلة هو "مسخرة"! ٦- اعتدنا في السنوات الماضية مشاهدة كل ما يحدث في إيران بعشرات تسجيلات الفيديو، ولو كان مشهد معارض إيراني يحرق صورة في مكان ناءٍ من البلاد. حتى الساعة لم يُنشر أي تسجيل فيديو يُظهر انفجاراً ما في إيران، إلى درجة أن الإعلام السعودي استعان بفيديو لسقوط صاروخ في مستوطنة إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة أمس. الخلاصة، حتى الساعة: أين الرد العسكري الإسرائيلي على ضربة ١٤ نيسان الإيرانية التي استهدفت قواعد عسكرية إسرائيلية وتبنّتها إيران ببيانات رسمية؟"
على الضفة الصهيونية، أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إلى أن وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير كان الأول والوحيد الذي تطرق صباح اليوم إلى الهجوم الليلي المنسوب لـ"إسرائيل" بالقرب من مدينة أصفهان في إيران.
بينما تلتزم "إسرائيل" رسميًا الصمت في الوقت الحالي، كتب بن غفير على حسابه على منصة "إكس": "مسخرة" (معتبرًا أن الرد كان ضعيفًا ومخيبًا للآمال). تغريدة تحتوي على كلمة واحدة أدّت إلى إدانات من داخل الحكومة، وإلى موجة من السخرية في العالم العربي بشكل عام وفي إيران بشكل خاص.
وتتوافق التغريدة المقتضبة مع كلام سابق لبن غفير منتصف الأسبوع، ومفاده أنه "من أجل خلق ردع في الشرق الأوسط، يجب أن يصاب صاحب البيت بالجنون. من غير المسموح أن يكون رد "إسرائيل" ضعيفًا، على شاكلة تفجيرات رملية شاهدناها في السنوات السابقة في غزة. نظريات الاحتواء والتناسب هي نظريات لم تعد موجودة في العالم منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023".
وزراء كبار في الحكومة أعربوا عن غضب شديد من بن غفير، وقالوا في رد على تغريدته إنه سبب ضررًا كبيرًا للكيان. وأضاف الوزراء إن "بن غفير شخص غير مسؤول، هذا الرجل موهوم، وتصرفاته فوضوية، ويجب على نتنياهو توبيخه بشكل نهائي".
مقربون من بن غفير قالوا دفاعًا عنه إن "ما حصل الليلة هو خلاف لما تقرر في الكابينت. كل الذين يهاجمون بن غفير هم الذين هاجموه قبل السابع من أكتوبر. حينها أيضًا أعربوا عن نفس الادعاءات أنه من الأجدر عدم الهجوم. وما حصل هو عكس ما تقرر، وبن غفير مسؤول عن الكلام الذي يقوله. يجب ألا نعيش في الوهم، يكفي ما حصل لنا في السابع من أكتوبر".
من حهته، قال رئيس المعارضة عضو الكنيست يائير لابيد، في تطرقه إلى تغريدة بن غفير: "لم يسبق لأي وزير في الكابينت الأمني أن ألحق مثل هذا الضرر الجسيم بأمن الدولة (الكيان)، وصورتها ومكانتها الدولية. بكلمة واحدة لا تغتفر تمكن بن غفير من الإستهزاء بـ"إسرائيل" وفضحها من طهران إلى واشنطن. أي رئيس حكومة آخر كان سيخرجه من الكابينت هذا الصباح. وحتى الوزراء الذين يجلسون بجانبه ويسكتون مثل الغنم ليسوا بمنأى عن المسؤولية. هم جزء من إخفاق أمني وقيمي لا يُغتفر".
ارسال التعليق