السلطات السعودية تستعد لتصعيد وتيرة الضرائب لحل أزمة عجز ميزانتها
كشفت أوساط حكومية أن ولي العهد محمد بن سلمان وفريقه الحاكم بصدد تصعيد وتيرة الضرائب لحل أزمة عجز الموازنة التي تستفحل بفعل تعثر مشاريع رؤية 2030 والإنفاق الضخم عليها دون عوائد مجدية.
وصرح عضو حزب التجمع الوطني ناصر العربي، بأن إفصاح السلطات السعودية عبر وزارة المالية عن عجز الميزانية العامة للمملكة 12.4 مليار ريال في الربع الأول من عام 2024، (إن صدق)، هو مقدمة لتهيئة الشعب لإعلانات من قبل وزارة المالية في تحصيل أموال من الشعب.
وأعلنت وزارة المالية أن العجز بنهاية الربع الأول من عام 2024م حوالي 12.4 مليار ريال مقارنة بالعجز المسجل بنهاية الربع الأول من عام 2023م والذي بلغ حوالي 2.9 مليار ري.
وزعمت الوزارة أن نسبة العجز محدودة وناتجة عن توجــه الحكومــة فــي تبنــي الإنفاق التوسعي لتنفيذ الإستراتيجيات والمشاريع.
وقال العربي إن تحصيل الأموال من الشعب أمر متوقع في حال استمرار الصرف العالي، مؤكدا أن إعلان وزارة المالية بمثابة تهيئة للشعب والرأي العام السعودي لإعادة هيكلة بعض القطاعات الحكومية مثل دمجها في بعض وفرض قوانين جديدة، مثل فرض رسوم جديدة على الخدمات العامة.
واستنكر تبرير وزارة المالية عجز الميزانية بأن مصروفات الدولة أكبر من إيراداتها، قائلا: “في الأصل الدولة لديها مصدرين للدخل: مداخيل النفط، وأموال ضريبة المشتريات التي تبلغ ١٥٪، ولا أحد يعلم كمية المبالغ المحصلة من الضرائب، وأيضا في الأصل أن مصروفات الدولة هي على الرواتب وعلى تشغيل مؤسسات وقطاعات الدولة”.
وأوضح العربي، أن الذي حدث أن الدولة في حقبة ولي العهد محمد بن سلمان، استحدثت مشاريع كبيرة جداً ذات تكلفة مرتفعة، مثل نيوم ومشاريع البحر الأحمر، إضافة إلى الصرف العالي على مشاريع الترفيه طوال السنة، مما جعل الدولة تبحث عن سيولة مالية عاجلة “كاش”.
وأكد أن أي شخص عاقل، حتى لو لم يكن لديه معرفة بالاقتصاد، يعلم منذ البداية أن المشاريع المعلنة “وهم” واستهلاكية للإلهاء العام، وتعطي انطباع أن بن سلمان لديه تصور مختلف عن سابقيه، وكل هذا وهم، لأن الدولة ريعية، أي تعتمد على ريع النفط دون أن يكون لديها تصنيع أو اقتصاد منتج.
وأشار العربي، إلى أن الدولة تبيع النفط وتصرفه على الرواتب والتشغيل فقط، قائلا: “أما أن يكون للدولة مداخيل من هذه المشاريع فهذا أيضا وهم، لأن الدولة لا تمتلك أي مقومات ولا البنية التحتية لعمل مثل هذه المشاريع، فكل هذه المشاريع مستوردة وهي الآن كما تعلن الدولة أنها قلصتها لأنها تعلم أنه لا يمكن لها أن تقوم بتنفيذها”.
ولفت إلى أن الدولة تريد أيضا إقامة مشروعات صغيرة جدا لصالح شريحة محدودة، مثل شاليهات بحرية مغلقة وغير متاحة لعامة المواطنين.
وأضاف العربي، أن محمد بن سلمان يبدد أموال المملكة على المشاريع التافهة ويخصص ميزانية ضخمة للترفيه لأن لديه تصور أن هذه المشاريع الترفيهية ستخلق له شعبية لدى الجيل الجديد، لكنه لا يعلم أن الصغير يكبر، وأن الذين يرقصون اليوم في هذه المهرجات سيبحثون عن مقعد جامعي للدراسة، وسيواجهون بعد ٥ سنوات أزمة في الحصول على وظائف.
وأكد أن الصرف لخلق جيل جديد، يكون لديه قطيعه مع هوية المجتمع المحافظ، جيل يكون منجذباً إلى الترفيه والمتعة فقط، قائلا إن هذا أيضا وهم، ومن الممكن أن يستمر لفترة معينة لفترة عمرية معينة، لكن قطعاً أن الجميع يبحث عن تكوين نفسه والبحث عن عمل شريف ذو مرتب طيب، وهذا ما لم يحدث مع سياسات بن سلمان.
ارسال التعليق