المخابرات السعودية تشارك في مؤتمر هرتسيليا
شارك عبدالعزيز الخميس، رجل الاستخبارات السعودية منذ أواخر الثمانينات في "إسرائيل"، في مؤتمر هرتسيليا الـ 21. المؤتمر الذي شارك فيه قادة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن الخارجي الموساد وجهاز الأمن الداخلي الشاباك، فضلا عن سياسيين ورجال حكم وأكاديميين متخصصين في الأمن، فضلاً عن ضيوف من دول مختلفة. وهكذا حلّ الخميس ضيفا "عزيزا" و"استثنائيا" على الصهاينة ممثلا "الدولة العربية والإسلامية" افتراضا.
ظهر رجل النظام السعودي في لندن كمعارض للنظام، ثم كإعلامي معارض. حاول عبدالعزيز الخميس التقرب واختراق المعارضة الشيعية والسنية، وقام بمحاولات للتجسس عليهما.
لكنه وتحت وصف إعلامي اختار الخميس ظهوره في مقابلة مع صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية التي احتفت بتواجده في "إسرائيل"، ومشاركته في مؤتمر هرتسيليا الدورة الحادية والعشرون لمعهد السياسات الاستراتيجية في جامعة رايخمان.
وقال الخميس للصحيفة الصهيونية إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحتاج إلى اسرائيل في خططه في البحر الأبيض المتوسط ولن ينجح بدونها"
وخلال اللقاء تبجّح كاتب البلاط معتبرا "أن السابع من أكتوبر أتى نتيجة صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية المرتقبة"، مضيفاً أن "الإعتراف بإسرائيل أمر منطقي" بحسب تعبيره.
واعتبر المطبّل السعودي أن "نشر قوة حفظ سلام سعودية في غزة ما بعد الحرب أمر غير مرجح". يذكر أن الصحيفة الإسرائيلية احتفت بتواجد عبد العزيز الخميس في الكيان المحتل، وعدم تردده، منذ اليوم الأول للحرب، على تحميل مسؤولية الحرب على حماس.
ليست زيارة عبدالعزيز الخميس الأولى له لأراضي فلسطين المحتلة، ففي مارس/ آذار 2023، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة لوفد تطبيعي يضم 20 شخصية من دول خليجية وأفريقية أبرزها السعودية إلى تل أبيب للقاء مسؤولين إسرائيليين.
وأفاد موقع واي نت العبري بأن الوفد الذي يضم ممثلين عن دول لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مثل "السعودية" حط في تل أبيب، برئاسة عبدالعزيز الخميس الذي أكد أن مشاركته بالوفد بعد موافقة النظام.
وبحسب الموقع فإن الوفد ضم شخصيات من تونس والمغرب والإمارات والبحرين والسودان والأردن، وتشاد وإثيوبيا ونيجيريا وأوغندا وكينيا والصومال وجيبوتي وموريتانيا وجنوب أفريقيا وجنوب السودان، وغيرها.
وأوضح الموقع أن الوفد التقى حينها رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي على أن يشارك في مؤتمر حول علاقة إسرائيل بالدول الخليجية والافريقية في ضوء اتفاقيات أبراهام.
وكان الخميس قد سجل عددا من المداخلات الإعلامية على قنوات عبرية من مقر إقامته في لندن. وفي أحد المقابلات، اعتبر الخميس أنه إذا انتهت هذه الحرب دون التخلص من حماس فسيكون ذلك بمثابة انتصار للحركة وهزيمة لإسرائيل وهزيمة للعالم الحر، كما قال.
ومواصلا حديثه المتصهين، أضاف عبد العزيز الخميس أن حماس يجب أن تنتهي لتعيش غزة في أمان واستقرار وذلك في تبجح على أهل القطاع المحاصر الذي يعاني من وحشية مجازر الاحتلال، زاعما أن إيران دفعت الحركة لتنفيذ هجمات السابع من أكتوبر دفاعا عن مصالحها في المنطقة.
وادعى الخميس أن إيران سعت من خلال الحرب لإفشال جهود السلام والاستقرار وعرقلة نمو اقتصادات دول المنطقة، ومنع أي تقارب بين دول المنطقة، في إشارة على ما يبدو للتطبيع السعودي الإسرائيلي المرتقب.
وبرزت في الفترة الماضية، أصوات عدة للمتصهينين العرب الذين يتخادمون مع الاحتلال الإسرائيلي ويعادون القضية الفلسطينية ويشيطنون فكرة المقاومة.
وهذه الأصوات المتصهينة تعبر عن موقف أغلب الأنظمة العربية المتقاربة مع إسرائيل والمعادية للمقاومة الفلسطينية، وهو ما فضحه مبعوث البيت الأبيض السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، عن أن مسؤولين عرب أكّدوا له شخصيا، أنه لابد من تدمير حركة حماس في غزة.
وكان جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكثر وضوحا بقوله خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بعد زيارة له إلى المملكة، إن السعوديين غاضبون مما قامت به حماس، لذلك هم يرغبون في أن تنجز إسرائيل مهمتها لضمان القضاء على الحركة.
إلى ذلك، علّق الصحافي مصطفى كامل على زيارة الخميس وتصريحاته على منصة "إكس" بالقول " يتباكى الصحفي السعودي عبدالعزيز الخميس على انعدام الدعم الأميركي للسعودية، ويقول إن "الدول الغربية والولايات المتحدة لا تدعم السعودية ودول المنطقة وانما تدعم حركات الإسلام السياسي". ويؤكد خلال حضوره مؤتمر هرتسيليا الصهيوني الذي انعقد في مدينة هرتسيليا الساحلية شمال تل أبيب يومي 25 و 26 حزيران/ يونيو المنصرم "نحن واسرائيل نعيش سوياً، ورؤية 2030 التي يعتمدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ستفشل بدون السلام مع (اسرائيل)"
لمن لا يعلم ما هو مؤتمر هرتسيليا؟ هو مؤتمر يعقد بشكل دوري منذ عام 2000 في مدينة هرتسيليا الصهيونية، تأسس سنة 2000 بمبادرة من عوزي آراد وهو ضابط سابق في الموساد وشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء الصهيوني.بنيامين نتنياهو. ويعقد المؤتمر سنوياً برعاية مركز هرتسيليا للتخصصات المتعددة. تجتمع في هذا المؤتمر النخب (الإسرائيلية) في الحكومة والجيش والمخابرات والجامعات ورجال الأعمال وضيوف من المتخصصين الأجانب من الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها
ويناقش مستقبل كيان (إسرائيل) ووضعها اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً ورصد الأخطار المحيطة بها من الداخل والخارج في دول الجوار وفي الإقليم وفي العالم تحت هدف استراتيجي هو تحقيق "الأمن القومي الإسرائيلي".
أرجو أن لا يقول لي أحد أن الخميس يمثّل نفسه، لأنه ليس كذلك. وحتى إن كان كذلك فلن يستطيع الذهاب إلى (إسرائيل) والمشاركة في مؤتمر كهذا دون موافقاتٍ من جهاتٍ ما في المملكة".
رئيس مركز وموقع هنا عدن أنيس منصور كتب " الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس في اسرائيل بمؤتمر هيرتسيليا أهم مؤتمر معني لحماية دولة اسرائيل يعلن أن الحكومة السعودية واسرائيل تواجهان نفس العدووأن مشاكل المنطقة سببها الاسلام السياسي وبدون سلام اسرائيل فستفشل رؤية ولي العهد 2030.
يوسف الأوسي رأى أنه " في محاولة لدخول التاريخ عبد العزيز الخميس الصحفي السعودي في اسرائيل يحضر أهم مؤتمر معني بحماية دولة اسرائيل مؤتمر هيرتسيليا يعلن أن الحكومة السعودية واسرائيل تواجهان نفس العدو وأن مشاكل المنطقة سببها الاسلام السياسي وأنه بدون سلام اسرائيل فستفشل رؤية ولي العهد 2030.
وفي سياق متصل، صرّح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دعم قيادته نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي تكون مهمتها دعم السلطة الفلسطينية.
وقال خلال الجلسة التي أقيمت في مدريد ضمن اجتماعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحت عنوان “الحروب وحروب الظل: ما هي خيارات أوروبا في منطقة الشرق الأوسط”؛ إن “الوضع في قطاع غزة لا يؤثر فقط على القضية الفلسطينية وحدها، بل على المنطقة بأكملها، ويسهم في زيادة التصعيد وحدة التوتر، وهو ما يحدث حاليا في جنوب لبنان؛ بسبب اتساع رقعة الأزمة في قطاع غزة”.
أتى هذا الموقف في ظل رفض فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل قاطع وجود أي قوة عربية أو دولية في قطاع غزة.
وأكد ابن فرحان أهمية مواصلة العمل للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرا إلى أن “غالبية المجتمع الدولي يتفقون على أن الحل الدائم والعادل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، هو حل الدولتين، إلا أنهم يقفون مكتوفي الأيدي أمام الأمور التي قد تقوض حل الدولتين؛ كاستمرار توسع إسرائيل في عمليات الاستيطان”.
وقد يكون أصدق تصريح عن حقيقة الموقف السعودي صدر عن عراب التطبيع تركي الفيصل خلال كلمة ألقاها في معهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس في هيوستن الأميركية، إذ أدان “استهداف حماس للأهداف المدنية من أي عمر أو جنس التي تتهم به”، نازعًا عنهم صفة الإسلام إذ قال “مثل هذا الاستهداف يكذب ادعاء حماس بالهوية الإسلامية، الإسلام يحرم قتل الأطفال والنساء وكبار السن”. هذا الموقف كان محل ترحيب إسرائيلي، إذ استشهدت به صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وتناقلته وسائل الاعلام الإسرائيلية، وخاصة فيما تعلق بالتطبيع السعودي، وقول الفيصل “إنني أدين حماس لتخريبها محاولة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”.
يذكر أن وزارة الخارجية كانت قد أصدرت بيانا أعلنت فيه قرب التوصل إلى تطبيع رسمي مع الكيان المحتل، متبنية تسمية “مسار السلام العربي الإسرائيلي”. إذ صرّحت الوزارة أنه “فيما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بخصوص مسار السلام العربي الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة كان ولا يوال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة.
ارسال التعليق