السعودية جزء من حلف دفاعي عسكري لمواجهة المسيّرات اليمنية
على خلفية تمسك الحوثيين بجبهة الإسناد للشعبين اللبناني والفلسطيني وتصاعد مخاطرها وتأثيرها بالنسبة للعدو في البحر الأحمر، أكدت أوساط عسكرية إسرائيلية عن تأسيس تعاون أمني إقليمي في خليج إيلات يضم كيان الاحتلال والأردن ومصر و"السعودية"، بقيادة الولايات المتحدة، بغرض حماية منصات الغاز والأصول الاستراتيجية لهذه الدول مجتمعة.
أمير بار-شالوم المراسل العسكري لموقع "زمن إسرائيل"، اعتبر أن "ما لم تفعله اتفاقيات السلام في البحر الأحمر، فعلته التهديدات الإيرانية وأنصار الله، لأنه رغم أنه لا أحد يتحدث عن ذلك علناً، فإن التنسيق الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة مع إسرائيل والأردن ومصر والسعودية أصبح عملياً نوعاً من التحالفالدفاعي الفعلي مع تزايد قوة تهديد الطائرات بدون طيار التي تنطلق من العراق واليمن".
وأضاف في مقال أن "الدافع لتشكيل هذا التحالف جاء بسبب ما بات يشكله تهديد الطائرات بدون طيار التي أصبحت تأخذ حجمًا أكبر في القتال، حيث تحوز إيران وحلفائها في المنطقة العديد من هذه الأدوات، ما دفع إسرائيل وشركائها في المنطقة إلى محاولة تحسين جهودها في المرات القادمة، حيث تم بناء سفن الصواريخ التابعة للبحرية لمهمة اعتراض التهديدات الجوية".
وأشار إلى أنه "على مر السنين، تم تحسين هذه الأنظمة، المسماة "Lightning 1"، وأصبحت فعالة للغاية ضد الطائرات بدون طيار التي تحرس الأصول الاستراتيجية والمناطق المأهولة بالسكان، سواء بمدينة إيلات جنوبًا، أو على منصات الغاز في البحر المتوسط المنتشرة قبالة سواحل غزة، وهي خزانات "يام تيثيس" و"تمار" و"ليفياثان" وشارك شمالا، وقد أدى هذا التغيير السريع لظهور نمط التشغيل الجديد المتمثل في الجمع بين قدرات الكشف والاعتراض بين الأسلحة الجوية والبحرية والبرية".
وأوضح أنه "في حالة البحر الأحمر، فإن هذا يجب أن يحدث حتى قبل أن يتم تهديد مدينة إيلات ومحيطها، ما جعل من مهمة الاعتراض الجزء المعقد حقًا، باعتباره "إبرة في كومة قش". إنها أهداف صغيرة جدًا تتحرك في الهواء، وسلاحا البحرية والجوية لديهما الأدوات اللازمة للتعرف عليها أثناء التعاون في الوقت الفعلي، وعلى وجه التحديد، لأن مدينة إيلات تواجه تحديات معقدة للغاية، ولسنا أمام بحر مفتوح".
وزعم أن "هذا هو المكان المناسب لاعتراض التهديد دون الإضرار بالمدنيين، سواء في سفينة شراعية أو في طائرة، وفي الممارسة العملية، يتم ذلك عندما يكتشف أحد أنظمة الرادار طائرة بدون طيار، بغض النظر عن نظامها، جوي أو بحري أو أرضي، فإن جميع العوامل ذات الصلة تدخل الصورة على الفور، ويتم تحديد الهدف المشبوه على الشاشات من أجل خلق لغة مشتركة بين جميع الأطراف، ومنع الارتباك الأمني، مع العلم أن السفن الإسرائيلية نفسها لديها فريق كامل تم تدريبه على التعامل مع القوات الجوية".
وأوضح أنه "على الصعيد الإقليمي مع الدول العربية المجاورة، فإن هذا النشاط يتزامن مع جميع العوامل الأخرى ذات الصلة العاملة في المنطقة، فمن الناحية العملية، ورغم أنهم لا يتحدثون عن ذلك علناً، فإن إسرائيل توفر مظلة دفاع جوي في خليج إيلات والبحر الأحمر لدول الجوار في المناطق القريبة من إيلات من خلال القيادة المركزية الأمريكية المتمركزة في البحرين وقطر، وترى "صورة السماء" في الشرق الأوسط بأكمله من خلال المعلومات التي تغذيها له أنظمة الرادار الخاصة بإسرائيل والأردن والسعودية ومصر ودول الخليج".
وزعم أن "التهديد الذي تمثله إيران وحلفاؤها في العراق واليمن، أدى لإنشاء هذا التحالف الدفاعي الإقليمي، دون أن يتحدث عنه أي من الشركاء، وهم ما تجلى في الهجومين الصاروخيين الإيرانيين على إسرائيل، وتم إحباط بعضها من قبل دول عربية مجاورة، كما أن هناك قوات التحالف البحري التي تعمل قبالة سواحل اليمن في قناة السويس في محاولة لتأمين الممرات الملاحية التي يحاول الحوثيون تعطيلها، خاصة في اليمن ومضيق باب المندب، ولذلك فإن الهدف الرئيسي من هذا التحالف اكتشاف التهديدات الجوية الإقليمية".
وكانت قوات صنعاء الجوية، قد نفذت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عملية جديدة طاولت هدفاً عسكرياً في صحراء النقب في فلسطين المحتلة، مؤكدة أن الدفاع الأميركي عن العدو بمنظومات دفاع جوي حديثة ومتطورة لن يوقف عمليات الإسناد اليمنية للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وجاء هذا الهجوم بعد وعود أُطلقت من قيادات في حركة "أنصار الله"، باستقبال فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية بعمليات فرط صوتية جديدة. كما تزامن مع تمكّن الدفاعات الجوية التابعة لصنعاء من إسقاط طائرة عسكرية أميركية من دون طيار من طراز "إم كيو 9"، في سماء محافظة الجوف شمال شرق البلاد.
ونظراً إلى أهمية العمليتين، تلا المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، بياناً في شأنهما من وسط تظاهرة مليونية شهدتها كبرى ميادين العاصمة، أمس، تحت شعار "مع غزة ولبنان في جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار"، دعت إليها "جنة نصرة الأقصى". وأكّد سريع أن "قوات اليمن الصاروخية نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت قاعدة "نيفاتيم" الجوية في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مشيراً إلى أن الصاروخ حقّق هدفة بنجاح، ولافتاً إلى أن "هذه العملية تأتي في إطار عمليات الإسناد التي تنفّذها قوات صنعاء ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي". كما أعلن، في البيان نفسه، نجاح الدفاعات الجوية لصنعاء في إسقاط طائرة "إم كيو 9" أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة الجوف. وبهذا يرتفع عدد الطائرات الأميركية المماثلة التي نجحت الدفاعات الجوية اليمنية في إسقاطها، إلى اثنتي عشرة منذ بدء حرب الإسناد
ارسال التعليق