تركي الفيصل وجنرالات اسرائيل من جديد
بدأت المناظرة بين الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، والجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، بمصافحة بينهما في لحظة نادرة في تاريخ المملكة وإسرائيل رغم عدم وجود أي علاقات رسمية تربط بين البلدين.
وقال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي استضاف الحوار عن “الأمن والسلام في الشرق الأوسط”، في بداية اللقاء: “لقد قمنا باللحظة الرمزية المهمة في البداية، وهي المصافحة على المنصة، وشكرا جزيلا لكما على ذلك، واسمحوا لنا أن نبدأ”.
وناقش الأمير تركي، أهمية الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة للمملكة والشرق الأوسط، ، وقال الأمير السعودي بالمناظرة التي نظمها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ونقلتها الـ”سي ان ان”: “بالنسبة للسعودية فإن أمريكا تعتبر شريكا استراتيجيا، وهي ليست شراكة محصورة بالحكومتين فقط، حيث لدينا شعور بأن لدينا صلة بالشعب الأمريكي، بالنسبة لمن لا يعرف شبه الجزيرة العربية، لا يعرف بأنها وعلى مدى سنوات كانت ساحة لحروب والفقر والأمراض إلى حين تم توحيدها في العام 1932، وبعد ذلك بسنوات كان الأمريكيون هناك للمساعدة على تطوير الصناعات النفطية.”
وأضاف: “الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا ستبقى من وجهة النظر السعودية، الرئيس أوباما ورؤساء آخرين كان لديهم هذه التفاهمات مع المملكة وبالعديد من الأمور وبالطبع أحدها مسألة إسرائيل وفلسطين، والمح الى ان الوقوف الامريكي مع اسرائيل لم يؤثر على العلاقات (كل هذه الأمور لم تغير من وجهة نظر السعودية إلى أمريكا والعلاقات الاستراتيجية)
وحاول ان يلبس علاقات حكومته مع الامريكيين الداعمين للصهاينة بلباس شعبي مضيفا
“أحد الأرقام التي سأقدمها يظهر رؤية الشعب لسعودي وليس فقط الحكومة، وهي أن هناك أكثر من 60 ألف طالب سعودي داخل أمريكا في مختلف الجامعات بالولايات، وهذا لا يعكس فقط رغبة الشباب لدينا بتعلم المهارات في أمريكا ولكن أيضا أولياء أمور هؤلاء الطلبة يشعرون بالراحة بأن صغارهم سيتعلمون المهارات في أمريكا.”
على الصعيد الآخر قال عميدور: “أشارك الأمير تركي في طرح أنه لا يوجد بديل للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، واعتقاد البعض بأنه يمكنهم القيام بالدور السابق للولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط هو اعتقاد خاطئ، ولن يكون ذلك لأنه ليس هناك بديل.”
قال الأمير، تركي الفيصل، إن المبادرة التي قدمتها بلاده للسلام والتي تعتبر اسوأ من اتفاق السادات بيغن هي الوصفة التي من خلالها سيتم التوصل إلى اتفاق، واضاف “نقطة أخرى نختلف عليها، وهو أمر أعتقد أن أمريكا يمكنها لعب دور فيه، من الواضح أنني لا اتفق مع الجنرال، وأعتقد أن مبادرة السلام العربية هي الوصفة التي يمكنها جمعنا سوية، ولكن الجنرال يراها بطريقة مختلفة،
وكان الجنرال الإسرائيلي قد قال: “الوضع تغيير الآن فيما يتعلق بالمبادرة التي قدمتها السعودية في العام 2002، هل ترون الآن أن الأسد يناقش مع إسرائيل؟ هل ترون اللبنانيين سيقومون بالتفاوض مع إسرائيل؟ اليوم العالم العربي مختلف، والدول التي تقف وراء الجامعة العربية اليوم مختلفة عما كانت عليه في العام 2002.”
وأضاف: “عوضا عن الذهاب في الطريق ذاته مرارا والذي لم يجدي نفعا في السابق، لنبني أمرا في الشرق الأوسط بين الدول التي تجمعها مصالح مشتركة مثل محاربة التطرف الإسلامي سواء كان من السنة أو الشيعة أو محاربة الإرهاب سواء كان داعش أو حزب الله.”
وتابع الجنرال قائلا: “أنا لا أقول للسعودية أو لأي دولة عربية أخرى انسوا المسألة الفلسطينية، على العكس، ولكن أنا اعتقد أن الحل هو بالتعاون بين الدول العربية وبين إسرائيل ..”
وعن ايران وحزب الله قال الأمير تركي: “إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، واعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدي، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في العام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي، ومن هذا المنطلق لا أستطيع فهم لماذا لم تسعى حكومة نتنياهو للإمساك بهذا العرض، والعمل عليه ليس فقط مع أمريكا بل أيضا مع العالم العربي لتأسيس السلام.”
ودعا تركي الفيصل النظام الصهيوني الى التعاون في مجالات مختلفة يشتركان فيهما بالموقف
وأضاف: “كما قال الجنرال، فإن التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك.”
وتابع قائلا: “أقول دائما للمشاهدين اليهود أنه وبالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها..” وهو امر اعتبره مراقبون دعوة سعودية لاسرائيل للاستثمار ضمن الخطة السعودية 2030
وأردف الجنرال قائلا: “هناك أمور أخرى تنخرط بها إيران، الإرهاب على سبيل المثال حيث أن الإيرانيون مستمرون في دعم حزب الله الذي يملكون أكثر من مائة ألف صاروخ وقذيفة، والعديد منها دقيق ويهدد وسط إسرائيل وأهداف أخرى حساسة داخل إسرائيل، نحن نتعاون مع الأمريكيين لتطوير أنظمة مضادة للصواريخ مثل القبة الحديدية ولكن في نهاية اليوم فإن هذا العدد من الصواريخ يعني أن حربا مع حزب الله ستكون حربا مدمرة.”
ولفت عميدور إلى أن “حربا مثل هذه ستكون مدمرة للبنان لأن وجود هذه الصواريخ في لبنان يعني أن هناك العديد من اللبنانيين سيقتلون لأن مواقع تخرين هذه الصواريخ هو في وسط مناطق مدنية…”
وأشار إلى أنه وعلى الصعيد الآخر “نشاط إيران في سوريا حيث تحاول في الجولان بناء قاعدة للانطلاق منها إلى إسرائيل، ونحن لن نسمح لهم ببناء ذلك مهما كان الثمن، وفي الوقت ذاته يحاولون بناء شبكة للإرهاب حول العالم من أفريقيا إلى آسيا، ومن آسيا إلى أوروبا وهذه حرب مستمرة، وعلى فكرة في هذا السياق نحن نقوم بتعاون كبير مع أمريكا في هذا المجال من خلف الستار..”
وفي رد على سؤال حول إن كانت أمريكا لا تزال مستعدة لتقديم المزيد وإرسال قوات إلى الشرق الأوسط لتأمين المصالح، حيث قال الأمير تركي الفيصل: “لا أعتقد ذلك، واعتقد أن الظرف العام تغيير وعليه لابد من وجود إعادة تقييم للعلاقات.. أعتقد أن أمريكا تغيرت كما تغيرنا نحن في المنطقة منذ تحرير الكويت قبل 25 عاما.. علينا العمل معا لمعرفة إلى أين سنذهب، وأعتقد أن كلانا يعترف بوجود مصالح مشتركة تربطنا مع بعض سواء كانت محاربة الإرهاب أو الانخراط في تحسين السلام في المنطقة وغيرها من الأمور التي تفيد بلدينا.”
ارسال التعليق