الإفلاس مثل الموت ليس عيباً!!
أقدر حسن نية وزير المالية وهو يتحدث عن الإفلاسات المرتقبة عندنا، وأقدر ضرورة استكمال الأنظمة التي تحكم ذلك، ولكني أظن أن معاليه لم يكن موفقاً في حديثه لا من حيث إعطاء إيحاء بكثرة التفليسات القادمة، ولا بتبرئة الحكومة المطلقة من أي مسؤولية في ذلك، ولا حتى باستفاضته في الحديث عن موضوع لا يخصه، فنظام التفليسات من اختصاص التجارة، وكان المفروض أن يترك وزيرها الذي كان بجانبه ليتحدث هو عن الموضوع.
أعتقد أن حديثه أوجد قدراً كبيراً من القلق والضيق في الوسط الاقتصادي، فقد كان وهو يتحدث مثل طبيب اكتشف مرضاً صعباً لدى أحد مرضاه، وبدلاً من إبلاغه على مراحل مع المشاركة في المشاعر زف الخبر المقلق للمريض هكذا بكل بساطة وهو يضحك.
ولا بد أن يكون قد أقلق المقرضين أيضاً، إذ لا يبدو من حديثه أنه قد تم اتخاذ تدابير بالنسبة للشركات والمؤسسات التي قد تفلس وهي قد حولت الكثير من أرباحها السابقة أو ربما كلها خارج المؤسسة أو الشركة بأسماء أصحابها أو غيرهم في حسابات منفصلة داخل البلاد أو ربما خارجها.
المشكلة الأخرى أن رجال أعمال من الحاضرين حديثه والذين سمعوه ورأوه في التلفزيون أو عبر اليوتيوب كانوا يرون غيرهم في السابق حين يموتون دماغياً، أي حين يفلسون، يظلون في أجنحتهم الفاخرة في المستشفيات الفخمة والأجهزة الطبية تبقيهم على قيد الحياة وقد فجعهم وزير المالية بالحض على التعجيل بإجراءات الإفلاس وكأنه قال لهم لن يكون هناك بعد اليوم أجهزة تبقي المتوفين دماغياً على قيد الحياة، يعني لابد من نقلكم إذا أفلستم فوراً من الأجنحة للقبور على وجه السرعة.. يا ساتر.. هذا مرعب حقاً.. يعني انتهينا من فترة تدليلكم يا رجال الأعمال ومن فترة الاستجابة لتسويفاتكم.. من فلّس منكم بعد اليوم فليذهب فوراً إلى قبره في صمت دون إثارة مشاكل.. صدق معالي الوزير الإفلاس مثل الموت ليس عيباً!
بقلم : عبدالله ناصر الفوزان
ارسال التعليق