هل يخوض التحالف السعودي حربه في اليمن مع مقاتلين ام على المدنيين؟
ارتكبت طائرات التحالف السعودي خلال الأيام الماضية مجزرتين وحشيتين بحق المدنيين أحداهما في نُزل ينام فيه عمال في مزارع قريبة من العاصمة صنعاء والأخرى في حي سكني جنوب العاصمة صنعاء.
المجازر الأخيرة هذه التي ارتكبها التحالف السعودي بحق المدنيين اليمنيين ليست جديدة ولكنها سلوك أصيل لدى التحالف السعودي منذ بداية حربه العدوانية على اليمن ، و تاريخ التحالف السعودي في اليمن تاريخ ( إرهابي ) أسود لايكاد يمر فيه يوم إلا وارتكبت فيه فظائع بحق المدنيين في أكثر من مكان داخل اليمن دون وازع من ذمة أو ضمير.
ما الذي لا زال يفرق بين أن يأتي إرهابي داعشي ليفجر نفسه وسط المدنيين في الأسواق و الطرق و التجمعات و بين التحالف السعودي الذي يلقي بقذائفه وسط المدن ولداخل بيوت المدنيين وأسواقهم وتجمعاتهم؟
جرائم التحالف السعودي تجاوز توصيف جرائم حرب بل هي جرائم ( إرهاب دولة أو إرهاب منظم ) لأن الغالبية العظمى من المدنيين استهدفتهم في مدنهم وقراهم وأحيائهم وأسواقهم و مصانعهم و قاعات عزائهم أو أفراحهم ومدارسهم ومستشفياتهم و غيرها من حرماتهم وليس في جبهات قتال أو بالقرب منها ، كي توصف بأنها خطاء أو إلا إذا كان الخطاء هنا بمعنى الأثم وليس بمعنى عدم الدقة.
عندما تقطع طائرات التحالف السعودي مئات الكيلومترات من قواعدها لتصل إلى أجواء مدن و قرى و تجمعات سكنية مدنية لاتشهد أي مواجهات أو قتال و تلقي بقذائفها فوق روؤس المدنيين ويتكرر ذلك بوتيرة عالية جدا يفوق عددها عدد أيام الحرب العدوانية أي أنها بمعدل أكثر من مجزرة في اليوم الواحد فذلك لا يمكن إرجاعه لخطاء أو لمعلومات إستخباراتيه خاطئة أو لإحداثيات غير سليمة أو لأي من الحجج ( السخيفة ) التي تلاك لتذويب هذه الجرائم ، وإنما هي عمل ممنهج أقل ما فيه انه يتخذ قراراته بإطلاق النار بالشبهة واو التوقع وإسقاط المدنيين من حسبته تماما وكأنهم أقل من نعاج وكذا الانتقام اللاخلاقي المتحول للمدنيين لتعويض خسائره في جبهات القتال.
وصول جرائم التحالف السعودي الأخيرة للرأي العام جاء تبعا للازمة الخليجية التي سمحت بأن يتم تناول هذه الجرائم في القنوات التلفزيونية بشكل مركز كنوع من السجال بين الخصوم الخليجيين، لكن التحالف السعودي سجله حافل بمجازر المدنيين على مدى عامين ونصف منع تواطئ الإعلام الإقليمي والدولي وصولها للرأي العام قبل نشوب الأزمة الخليجية.
الأمم المتحدة وثقت قدر كبير من المجازر والضحايا المدنيين وتقع عليها مسئولية مباشرة قد تعرضها للمطالبة القانونية لعدم اتخاذها لموقف في مستوى وتيرة ووحشية المجازر بحق المدنيين التي يقوم بها التحالف السعودي الذي يقوم بحربه العدوانية بغطاء أممي ولها مبعوث خاص بالملف اليمني وجميعهم لايقوم بواجبه لوقف هذه المجازر الإرهابية والإدانات القليلة و الخجولة لا تكفي ولا تعفي من المسئولية و التعريض للمسائلة القانونية لان الجرائم بحق المدنيين اليمنيين ليست ناتجة عن (تبادل لإطلاق نار) على روؤس المدنيين وإنما هي عمليات قتل مباشرة من طرف واحد هو التحالف السعودي الذي يلقي بقذائفه فوق المدنيين في مدنهم الآمنة أو هكذا يفترض وهم في حرماتهم المدنية وليسو في جبهات أو متارس أو معسكرات ومنشأت ومباني عسكرية أو حتى منشأت عامة وأن كان لايوجد حق في ضربها ابتداء.
سؤال واحد يدين المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها و الدول الدائمة العضوية و الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن وكل المنضمات والمؤسسات ذات العلاقة وهو ما الذي تفعله طائرات التحالف السعودي فوق المدن والقرى والبلدات في حين أن الجبهات كلها تبعد عنها الآلاف الأمتار ومئات الكيلومترات؟ فوق من تلقي قذائفها تلك في وسط المدن التي لاتشهد أي صراع مسلح؟
كما أن الجريمة بحق اليمنيين لا تقف عند قتل المدنيين إلى داخل منازلهم وإنما تتواصل لاغتيال التحقيق بشأنها و تحميل المسئولية فيها بشكل رسمي ، فلازال التحالف السعودي و بتوطئ هادي وحكومته و المجتمع الدولي والأمم المتحدة و المنظمة السامية لحقوق الإنسان يمنع تشكيل لجنة تحقيق أممية للجرائم بحق المدنيين في اليمن حتى اليوم مع كل الأجرام الموثق بحق المدنيين ، وأمام كل المعنيين دوليا وأمميا ومنضماتيا يتم قطع الطريق على تشكيل لجنة أممية محايدة بلجنة تحقيق من دول التحالف السعودي نفسه وهو المتهم الأول بالجرائم بحق المدنيين في اليمن في أوضح مهزلة قانونية وإنسانية تتم بتماهي أو تبلد العالم أجمع.
عدم وقوف جميع المعنيين يمنيا وعربيا وإقليميا ودوليا وأمميا تجاه أي مجزرة بحق المدنيين وقفه مسئولة هو الذي جعل التحالف السعودي يوغل في جرائمه بحق المدنيين أكثر وأكثر وكأن الدم اليمني ماء يهرقه دون أدنى حساب أو قلق أو تردد أو تحري، ولعل تسليط الضوء مؤخرا على المجازر التي يرتكبها التحالف السعودي نتيجة السجال الخليجي فرض على البعض كالأمم المتحدة أن تدين وتطالب بتحري عدم إصابة المدنيين وهذا الأمر لايكفي مطلقا لأن قتل المدنيين في اليمن لا يمثل ( ضرورة عسكرية ) وإنما هو اعتداء مباشر على المدنيين تلقي فيه طائرات التحالف السعودي بقذائفها وسط أحياء مدنية لا مقاتلين فيها و لا متارس ولا معسكرات أحياء مدنية خالصة وسط مدن لاتشهد أي نوع من القتال ، وأمام هكذا حال لا يعفي الجميع وفي المقدمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي إلا اتخاذ قرار يحضر على التحالف السعودي الطيران فوق المدن والقرى اليمنية كأقل تقدير وإلا فالواجب اتخاذ قرار بوقف الحرب العدوانية فورا لأنها تحولت لحرب ضد الإنسان اليمني ودون هدف قابل للتحقيق .
بقلم : عبدالوهاب الشرفي … رئيس مركز الرصد الديمقراطي ( اليمن )
ارسال التعليق