![بو لهب" يعاود فتح سوق العواهر في الجزيرة العربية](https://hourriya-tagheer.org/upload_list/source/5ab3ac03a41e5.jpg)
بو لهب" يعاود فتح سوق العواهر في الجزيرة العربية
[جمال حسن]
استبشر "أبو لهب" آل سعود فرحاً بعيد رأس السنة الميلادية الجديدة 2024 بإقامته حفل "ليلة نجمات العرب" جامعاً فيها أكثر عاهرات العرب شهرة على المستوى العربي والدولي في بلاد الحرمين الشريفين، ليهزن مؤخراتهن وصدورهن فرحاً وطرباً لإشفاء رغبة أرعن الأسرة الحاكمة الشهوانية ضمن مشروع "الإسلاموفوبيا".
ففيما كانت الرياض عاصمة بلاد الوحي والتنزيل تهتز على وقع أنغام الموسيقى الصاخبة والرقص الماجن المختلط في المسارح والشوارع من الرياض الى جدة، كان قطاع غزة هو الآخر يهتز جراء عشرات الأطنان من المتفجرات التي يلقيها يومياً كيان العدو الصهيوني ذهب ضحيتها بعد اكثر من 80 يوماً عشرات ألآف الأبرياء من الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والكبار.
وعلى نغم العهر الأخلاقي والسياسي هذا، انبرت وسائل إعلام السلطة السعودية الحاكمة والشبكة العنكبوتية التابعة لأبن سلمان متبجحة بنجاح مساعي سيدها في "الصلح" بين عاهرتين مشاركتين في موسم الرياض وهما المطربة المصرية أنغام والمطربة السورية أصالة نصري (54 عاماً)، بعد فترة قطيعة وخصام استمرت حوالي خمس سنوات.
في هذا الاطار يطرح سؤال كبير بحجم الجزيرة العربية عن موقف ما تطلق على نفسها "هيئة كبار العلماء في السعودية" من إقامة مثل هذه المهرجانات الفاسقة الفاجرة القذرة الهادفة الى تمييع جيلنا الصاعد وإبعاده عن معتقداته الاسلامية وتقاليده الاجتماعية، فيما تحرم ومنذ عشرات السنين "الإفتاء بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف" واعتبرته شركا وبدعة، فيما مهرجانات "أبو لهب" آل سعود وعلى أرض الاسلام جائزة والبعض منهم شارك فيها عن قرب.
لا يختلف إثنان أن الهدف من إقامة مثل هذه المواسم والمهرجانات الفاضحة والفاجرة والسماح بالرقص الماجن والتعري على شواطئ البلاد ، واستخدام المخدرات والمشروبات الكحولية ومشايخ وعلماء بني سعود ملتزمين الصمت المطبق على ذلك، هو عودة أبناء الجزيرة العربية الى ما هو أسوأ من عهد الجاهلية القبلية الأولى.
هذا الوضع القائم حالياً في بلادنا المقدسة استذكرني بما ذكره الكاتب والسيناريست العربي الكبير المرحوم "اسامة أنور عكاشة" في كتابه “أبناء الزنى كيف صاروا أمراء المسلمين”.. عندما كتب يقول: "ليس من الصدفة أن يبدأ الصراع فى الجاهلية بين أولي الشرف من العرب كبني هاشم ومخزوم وزهرة وغيرهم، وبين من اشتهر بالعهر والزنا مثل بني عبد شمس وسلول وهذيل.. لم تكن من قبيل الصدفة أن أغلب من التحق بالركب الأموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء، {فهذه المهن تورث الكراهية والحقد لكل من يتحلى بالعفة والطهارة، ثم انها لاتبقي للحياء سبيلا وهي تذهب العفة وتفتح طريق الغدر والإثم والعهر}..".
ورغم تغيير الأسماء من الجاهلية "حمامة أم أبي سفيان، وهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، والزرقاء بنت وهب، وآمنة بنت علقمة بن صفوان، وسلمى بنت حرملة، وسمية بنت المعطل النوبية، ومرجانة بنت نوف، وقطام بنت شحنة التيمية، ونضلة بنت أسماء الكلبية، ميسون بنت بجدل الكلبية، آمنة بنت علقمة بن صفوان و..."؛ الهدف واحد هو تفسيق مجتمع الجزيرة العربية.
فبدلاً من تلك الأسماء التي كانت تحمل صاحباتها الرايات الحمراء على منازلهن لاستقبال زبائن الزنا والمشروبات الكحولية في عصر الجاهلية، تم إستبدالهن بفنانات على الشاكلة نفسها أطلق عليهن "نجمات العرب"، وياللعار للعرب إن كن هؤلاء هن نجماتهم، وهن "المصرية أنغام، واللبنانيتين إليسا ونانسي عجرم، والإماراتية أحلام، والسورية أصالة نصري، والمغربية أسماء لمنور، في الحفل الذي أقيم ضمن فعاليات موسم الرياض بمنطقة "بوليفار سيتي" بالعاصمة الرياض.
كما ذكرنا آنفاً الهدف واحد لا غير هو إلهاء وإشغال المجتمع وأبناء الجزيرة العربية بحفلات عهر ودعارة خدمة للمشروع الصهيوأمريكي ألا وهو "الإسلاموفوبيا" وإبعادهم عن معتقداتهم الدينية وتقاليدهم وأعرافهم المجتمعية نحو الإنحراف والإنحطاط الخلقي والديني للسيطرة عليهم وجعلهم عبيد لأبو لهب شاب آل سعود الأرعن الطائش محمد بن سلمان.
فمن حق المواطن أن يسأل كم هي تكلفة "موسم الرياض" الحالي، المدفوع من بيت المال العام وله تأثير كبير على التضخم والبطالة ولقمة عيشه، وسط كل هذه الدعاية الإعلامية للموسم، والتي أحدثت جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط سكوت مطبق من قبل السلطات المتولية ولجنة الترفيه التي يقودها عبد شمس آل الشيخ ومن لف لفه في البلاط "سلول وهذيل" العصر؟!.
إذا كان "موسم الرياض" في نسخته لعام 2019 قد كلف بيت المال أكثر من 24 مليار ريال للاستعدادات والتجهيزات، وهدايا المشاركين فيه من فنانين وفنانات ورياضيين ورياضيات ولاعبي القمار من الأجانب؛ ولم يكسب "لجنة الترفيه" سوى 4 مليارات منها؛ فما حجم المبلغ الذي تم تخصيصه للموسم الحالي القائم؟!؛ وهو ما يفسر أسباب ارتفاع نسبة التضخم والبطالة والفقر في وسط أبناء الجزيرة العربية.
لقد كتب أحدهم أنه "المعروف والمألوف والمفترض ان يكون السلطان من أبناء الذوات وصاحب نفس أبية وعفة ورجولة وحياء حتى اننا اعتدنا ان نصف الفتى المؤدب والخلوق والملتزم فنقول عنه (ما شاء الله .. أبن ملوك).. لكننا ومن خلال قراءتنا سيرة اغلب السلاطين والحكام العرب خاصة آل سعود البعيد والقريب نستشف حقيقة مغايرة وواقع لا يوحي بصلة فيما كنّا نعرف او نألف او نفترض فلا الملوك بسجايا الملوك ولا السلاطين بهيبة السلاطين.
دعونا نعترف دون إستحياء بأننا نحن السبب لجبننا وخوفنا على أرواحنا وانعدام وحدة الصف والكلمة فيما بيننا، رغم اننا ندعي الرقي والحضارة والتمدن، نحن الذين احتقرنا أنفسنا وسمحنا لمثل هؤلاء المنحرفين والمجرمين أن يحكمونا؛ لقد كنا نزعم أن قبائل الجاهلية الأولى غارقة في ظلمات الجهل والضعف والذلة والقبائح، فكشف عنا الغطاء فبصرنا اليوم حديد، أثبتت لنا الأيام أن عصر الجاهلية الحقيقي هو ما نعيشه اليوم بكل تفاصيله اليومية.
سرعان ما نهرع وراء المنحطين خلقياً واخلاقياً ودينياً ونقدم لهم الولاء والطاعة العمياء مشايخ ودعاة ووعاظ ومفكرين وعلماء وطلبة وقاطبة الشعب، كل ذلك طمعاً بفتات موائد البلاط السعودي التي باتت اليوم تقدر بآلاف الأطنان سنوياً ترمى في المزابل والمواطن السعودي يبحث عن لقمة عيشه فيها، ياللعار!.
ففي الجاهلية كانت هناك بعض الجوانب الإيجابية مثل النخوة التي تحكم تصرفات الرجال، فكان طبيعي أن يغلق الباب الذي قد تأتي منه الفضيحة والعار للأسرة والعائلة والعشيرة؛ وكانت للنساء المتزوجات حرمة وقدسية تحميها نخوة الرجال، ولباس يميزهن عن باقي الجاريات والعبيد، العبيد وحدهن من كان لهن الحق في التعري.. كل هذا كان في الجاهلية زمن أناس لا دين ولا شريعة لهم، فقط أعراف تم التوافق عليها، تؤطر مجتمعا قبليا.
لكننا اليوم نعيش الفضيحة الكبرى رغم عصر الحداثة والتطور والتجدد وتساوي الحقوق كما يزعمون، حيث لا حق لرب العائلة على سؤال أبنته أو أبنه أين أمضى ليله ومع من كون أنه سيحاسبه قانون "أبو لهب" آل سعود الذي قطع وعداً لأسياده "اللوبي الصهيوني" يوم التقاهم في نيويورك عام 2018، العمل بجد على مكافحة الإسلام وسعيه الحثيث على عودة مجتمعنا الإسلامي الى الجاهلية الأولى، حيث بيوت الدعارة براياتها الحمراء تلف شرق وغرب، وشمال وجنوب بلاد الحرمين الشريفين.
ارسال التعليق