السعودية تخطط لتنحية الأردن عن إدارة الأقصى
كشفت صحيفة ألمانية أن السعودية تسعى إلى توسيع نفوذها في الحرم القدسي الشريف على حساب الأردن، في وقت تمول فيه المؤسسات الإسلامية العاملة في القدس. وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» الألمانية بعنوان «النزاع على الحرم القدسي» أن السعودية تجري اتصالات مباشرة مع موظفي المؤسسات الدينية التي يقودها الأردن، بهدف توسيع نفوذها في الحرم القدسي. وتنوه الصحيفة الألمانية إلى أنه من خلال تلك المؤسسات، يدير الأردن مسجدين في الحرم القدسي الشريف، وهما المسجد الأقصى ومصلى قبة الصخرة. ونقلت الصحيفة عن «رائد دعنا»، أحد رؤساء إدارة المسجد الأقصى قوله بأن السعودية قد دعت رجال دين مسلمين ومسيحيين إلى الرياض في أوائل عام 2018، لكنها لم تعلن الدعوة بشكل رسمي، مضيفًا أنه تلقى بنفسه اتصالًا من مكتب ولي العهد السعودي. ووفقاً له، كانت هذه أول دعوة من الرياض، موضحًا أن هدفها واضح، وهو أن ولي العهد السعودي يريد دعم المؤسسات الدينية الأردنية المشرفة على الحرم القدسي، لمنح المملكة مسؤولية إدارة المسجد الأقصى. فيما ذكرت الصحيفة أيضا أن ممثلين مسيحيين في القدس قد أكدا الدعوة السعودية.
وأضافت الصحيفة الألمانية أن سياسة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في الشرق الأوسط تثير القلق حول سيادة الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين، كما تطرح التكهنات والشائعات منذ أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل. ووفقاً لمتحدث باسم السلطة الفلسطينية، فإنه أكد سماع مثل هذه الشائعات، الرامية إلى رغبة السعودية في إسناد مهام القدس لها، لكنه لم يعلق على هذا الأمر.
ومن المرجح أن تكون الدعوة السعودية لرجال الدين المسلمين والمسيحيين إلى الرياض في أوائل عام 2018، مرتبطة «بخطة السلام» الأمريكية في المنطقة، ولا سيما بعد تعيين الرئيس الأمريكى «ترامب»، «جاريد كوشنر»، ممثلًا للشرق الأوسط، والذي لديه علاقات شخصية وثيقة مع ولي العهد السعودي، والكلام للصحيفة. وكشفت الصحيفة، أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لم يواجهه انتقادات واسعة في الرياض بعكس عمّان التي واجهت القرار بشدة. ووفقا لذلك، تحاول واشنطن والرياض الآن أن تنحي الأردن جانبًا عن قضية القدس، حتى تنجح خطة مندوب ترامب «كوشنر» في حل القضية الفلسطينية والعمل مع حلفاء المملكة ضد إيران. وبحسب الصحيفة، يستمد الملك الأردني عبد الله سلطته من ولاية الحرم القدسي الشريف، ويعتبر فقدان هذا الدور تهديدًا لسيادة الهاشميين على الأردن المستقر، الذي يبلغ عدد سكانه ثلاثة أرباع الفلسطينيين تقريباً، لأن قضية القدس لديها القدرة على إحداث الاضطرابات.
كما أشارت الصحيفة الألمانية، إلى أن الضغوط الاقتصادية القوية على الأردن، استغلتها الرياض للضغط على الهاشميين للموافقة على خطة لا توفر للفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية. وقال الملك عبد الله في أوائل عام 2018، إن بلاده «تتعرض لضغط اقتصادي كبير»، يهدد ولاية الأردن للحرم القدسي الشريف. وفي نفس الوقت، لم تمنح الرياض قرضاً كبيراً للأردن المحطمة اقتصاديًا. وفي نهاية يونيو المنصرم، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» إلى عمان. وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل أكدت من جديد التزامها بالوضع الراهن في القدس، لكن لم يبد ملك الأردن مطمئنًا لذلك، بحسب الصحيفة. ووعدت السعودية، بتخصيص مبلغ 150 مليون دولار للمواقع الإسلامية في القدس في اجتماع قمة للجامعة العربية.
وبحسب الصحيفة، يرى الكثيرون الآن أن العطايا المقدمة من السعودية للقدس، هدفها البحث عن النفوذ على الحرم القدسى.
ارسال التعليق