صورة جديدة للأقمار اصطناعية تظهر تعثر مشروع نيوم
بثت قناة الجزيرة القطرية صورا حصلت عليها بواسطة أقمار اصطناعية لمشروع نيوم السعودي تظهر تعثر عمليات إنشاءات المدن الجديدة وفق المخطط الزمني الذي أعلن عنه محمد بن سلمان عام 2017. وتكشف الصور أن كل ما أنجز في مشروع نيوم هو قصور ملكية ضخمة. كما تكشف الصور عدد المنازل والمباني التي ستهدم لصالح مشروع نيوم والذي سيقام على مرحلتين ويشمل ثماني قرى على ساحل البحر الأحمر.
وكان الأمير محمد بن سلمان قد وعد عند الإعلان عن المشروع بأن أول مدينة في نيوم ستكون جاهزة بحلول 2020 فضلا عن بناء 12 مدينة خلال 5 سنوات، لكن الصور الفضائية التي بثتها “الجزيرة” تكشف خلاف ذلك. فلا نيوم ريفييرا أنجزت بحلول 2020 ولا إنشاءات المدن الـ12 الأخرى على الخريطة.
يمتد الشروع على ساحل البحر الأحمر بطول لا يتعدى 300 كيلومتر وعلى مساحة إجمالية تبلغ 26500 كم مربع. ويمر بمرحلتين تشملان 8 قرى في منطقة تبوك على طول ساحل البحر الأحمر. تشمل المرحلة الأولى قرى شرما والخريبة والعصيلة وقيال بينما تشمل المرحلة الثانية قرى المويلح والصورة والبدع ومقنا. وتؤكد الصور الفضائية أن المشروع يسير بخطى متعثرة عدا ما يخص القصور الملكية. ففي قرية شرما التي تعد الأكثر تضررا حتى الآن من المشروع، بدأت أعمال بناء منتجع وفندق في آذار مارس عام 2018 جنوب القرية ولم تنته عمليات التشييد حتى الآن، بينما شيدت قصورا ملكية ضخمة ومطارا صغيرا.
تمتد القصور التي تتخذ في بنائها الطراز الإسلامي والتصميم المغربي على مساحة 2,350,000 متر مربع. ويتوسطها قصر ملكي ضخم بمساحة 31 ألف متر مربع وفي محيطه 24 مبنى للحرس والعمال.
بدأ العمل على تشييدها عام 2017 وانتهى في شباط/ فبراير الماضي. تربط بين القصور أنفاق تحت الأرض بالإضافة إلى 10 مهابط هليكوبتر.
وكما تظهر الصور، فقد بنيت القصور على أنقاض مبان كانت موجودة حتى نهاية 2017. ويقدر عدد المنازل المستهدف إزالتها وتهجير أهلها من قرية شرما بنحو 600 مبنى.
وعلى بعد 5 كيلو مترات إلى شمال القصور تقع قرية الخريبة التي شهدت مقتل عبد الرحمن الحويطي. ويعتمد كثير من أبناء هذه القرية في نشاطهم الاقتصادي على الصيد. وبحسب الصور الفضائية فإن عدد المباني المستهدف إزالتها داخل نطاق المشروع يقدر بنحو 700 مبنى ومنزل.
أما قرية العصيلة التي تعتمد في نشاطها الاقتصادي على الزراعة فيبلغ عدد المنازل المستهدف إزالتها 417.
وإلى أقصى شمال غرب المرحلة الأولى من مشروع نيوم هناك قرية قيال المجاورة لقرية العصيلة وتشترك معها في النشاط الزراعي، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة فيها نحو مليون وثمانمائة ألف متر مربع. ويبلغ عدد المباني المستهدف إزالتها داخل نطاق المشروع 423 مبنى ومنزلا.
أما المرحلة الثانية فتبدأ من أقصى شمال مشروع نيوم حيث قريتا البدع ومقنا وتنتهي بقريتي الصورة والمويلح في أقصى جنوب المشروع. وجميعها تنشط فيها الزراعة بالإضافة إلى وجود مزارات سياحية ومواقع أثرية كما في البدع ومقنا. ويقدر عدد المنازل المستهدف إزالتها وتهجير سكانها من قرى المرحلة الثانية بأكثر من ألفي مبنى.
وتظهر الصور فرقا بين التصريحات والوعود، وبين ما هو على أرض الواقع، فنيوم أحد أهم مشاريع ولي العهد قد لا يرى النور وفق المخطط الزمني المرسوم له مع التراجع غير المسبوق للاحتياطي النقدي السعودي والأزمة المالية الراهنة الآخذة بالتصاعد والتي تدق ناقوس الخطر وتدعو المواطن السعودي للتقشف والاستعداد لما هو أسوأ.
ارسال التعليق