ابن سلمان يستقدم متحف أمريكي لغسل جرائمه
هاجمت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسن محمد بن سلمان إثر إعارة المتحف الأميركي آندي وارهول لعرض جديد في مدينة العلا.
وفي تقرير لها نشر على موقع مختص بالنقد الفني “HYPERALLERGIC”، اعتبرت أن مثل هذا التعاون يوجب يفرض البحث في ظروف ومرتكزات التعاون التي يقدم عليها أي متحف، بما يضمن الجانب الأخلاقي المسؤول عن شكل التعاون، للتطرق إلى أن الحالة مكمن الطرح، السعودية، لا تستوفي الشروط سيما ويرأسها “شخص قمعي وسلطوي للغاية، معتل اجتماعيا وارتكب بعضا من أبشع الانتهاكات في العالم”.
وأشارت كاتبة التقرير إلى التلازم القائم بين المؤسسات الفنية وحقوق الإنسان، بالنظر إلى ما هو معلن عنه في مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مبادئ الأمم المتحدة العشرة للميثاق العالمي وأهداف التنمية المستدامة للمنظمة.
وفي حالة السعودية، لا بدّ من التساؤل حول مدى مساهمة أعمال المتاحف التجارية في مكان مثل “المملكة” في انتهاك حقوق الإنسان، وعن الخطوات الواحب اتخاذها لمعالجة الآثار السلبية لأنشطتها.
واعتبرت الكاتبة ” أنه ليس سرا بأن أن حكومة السعودية لديها واحد من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم.
قصفت الحكومة السعودية بشكل عشوائي ومتعمد المدنيين في اليمن على مدار السنوات الثماني الماضية وفرضت حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا على البلاد أودى بحياة نصف مليون يمني ودفع الملايين إلى شفا المجاعة”.
وتابعت مذكرة بما أصدره النظام السعودي من قرارات بحق عدد من الناشطين والكتاب، وحتى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والحكم عليهم بالسجن لعشرات السنين بعد تعبيرهم عن مواقفهم.
واستشهدت بحالة كل من الناشطة والأكاديمية سلمى الشهاب (34 سنة سجن وخفف لـ27 سنة) والناشطة نورة القحطاني (حكم بـ45 سنة سجن).
وقالت أنه خلال الشهر الماضي، رفعت محكمة سعودية العقوبة ضد مواطن أميركي زار السعودية إلى 19 هاما من السجن بعد أن جرّم بسبب كتابته 14 تغريدة تنتقد محمد بن سلمان.
وتابع التقرير “كانت الجريمة الأكثر شهرة التي ارتكبها محمد بن سلمان، بطبيعة الحال، تتمثل في اختطاف وتعذيب وقتل جمال خاشقجي المقيم في واشنطن العاصمة داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وبعد أكثر من أربع سنوات على مقتل الصحفي، لم تكشف الحكومة السعودية حتى الآن عن المكان الذي أخفوا فيه رفاته”.
هذا في الآونة الأخيرة، بحسب التقرير، “أصدرت الحكومة قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي يقنن قوانين الأسرة في البلاد لأول مرة، ولكن للأسف أبقت على أسوأ الأحكام ضد المرأة، حيث تطلب منها الحصول على إذن ولي الأمر للزواج، أو تلقي بعض الإجراءات الطبية، أو ترك مركز احتجاز، إلى جانب تعريضهن لتمييز شديد في الطلاق وحضانة الأطفال”.
وأوضحت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” أن الكثير من المتعاملين والنظام السعودي، يبررون أعمالهم التجارية مع واحدة من أعنى الأنظمة في العالم، من بوابة الاستشهاد بـ”التغييرات العميقة” التي بدأها الحاكم الجديد مثل ” السماح للمرأة بالقيادة، والظهور مكشوفة الرأس في الأماكن العامة، إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسماح للكثير مة أوجه الترفيه كإقامة الحفلات الغنائية والعروض الفنية، إلا أن كل ما ورد لا ينفي ولا تعفي مسؤولية ابن سلمان وراء الجرائم الشنيعة التي ترتكب بحق المعتقلين في السجون”.
ولفتت سارة ليا ويتسن أن “الحكومة السعودية على دراية بسمعتها الكارثية، ولهذا السبب بالتحديد استثمرت مليارات الدولارات في مشاريع رياضية وأزياء وترفيهية فاخرة ومبهمة وصاخبة في الداخل والخارج ، على أمل أن تتمكن من غسل الرياضة والأزياء”.
إلى ذلك، أكدت الكاتبة أن متحف وارهول بما يتقاضاه وموظفيه من أموال مقابل عرض أعماله في مدينة العلا، ليس مرتبطا بأعمال المتحف الفنية الرائعة، بل إن ما بيعه وارهول حقيقة، هو الشرعية والمصداقية والدعم لحكومة محمد بن سلمان على الرغم من النهكاته الجسيمة.
وأردفت “هكذا يساهم متحف وارهول في انتهاكات الحكومة السعودية، حيث يلعب دوره تكوين صورة بعيدة عن الناشطات من أصحاب الرأي وما يتعرضن له من تعذيب وسجن، كما أفعال القتل الممارسة بحق الأطفال في اليمن وتحويل 26 طفلا إلى أشلاء بقنبلة سعودية استهدفت حافلة مدرستهم، وما يواجهه خطيب سعودي من خطر الإعدام لدعوته إلى السلام، وأكثر من ذلك”.
وتابعت “بدلاً من تجاهل الانتقادات من خلال الادعاء بشكل سطحي بدعم “التبادل الثقافي” ، كان على متحف وارهول أن يبذل العناية الواجبة الصادقة والجادة بشأن تأثير معرضه على حقوق الإنسان ، وأن يفكر في كيفية معالجة أو على الأقل التخفيف من الأضرار التي قد يتعرض لها. كان ينبغي أن يكون قرار المضي قدمًا في العرض بداية مثل هذا النقاش ، وليس نهايته.”
وختمت سارة ليا ويتسن تقريرها بالقول “كانت إحدى الطرق المهمة لمعالجة أضرار مثل هذا العرض هي التفكير فعليًا في الكيفية التي يمكن للمتحف من خلالها دعم حقوق الإنسان للمجتمعات الأكثر ضعفًا في السعودية بمحتوى يمكن أن يثري فهم الجمهور السعودي لهذه القضايا.
لكنه بدلاً من ذلك ، يبدو أن السيد مور اختار أكثر أعمال وارهول سطحية وأقلها تطلبًا، والتي ركزت على “المشاهير” و “نجوم هوليوود”، في ما لا يمكن وصفه إلا بأنه تمرين فظيع في الرقابة الذاتية، حيث يخضع بشكل فعال للسعودية.”
ارسال التعليق