تفسير التقارب السعودي- الإيراني الأخير
مقال رأي نشر مؤخرا في صحيفة أميركية أسبوعية عرضت فيه وجهة نظر تفسّر التقارب الخليجي مع إيران والسعودي على وجه التحديد، واضعا مبرر "الخوف من إيران" على رأس الدوافع.
وقع نيوزيك في مقاله يعرض بعض محطات التقارب والتباعد الخليجي- الإيراني الذي يتبدّل تبعاً للمسافة التي تفصل بين المصالح الأميركية المتبدلة مع تبدّل إدارات البيت الأبيض والمصالح الخليجية.
شهدت العلاقات الخلجية- الايرانية خلال عهد بايدن ما يشبه الهدنة بين الطرفين، وفقا لكاتب فإن مردّ ذلك يعود إلى سياسة بايدن المشابهة لسياسة أوباما حيث العمل على "استفزاز" إيران يأتي بالخفي اكثر منه بالعلن مقارنة مع سلوك البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب، الذي شهد اغتيال الشهيد قاسم سليماني كواحدة من أبرز الأحداث التي زعزعت العلاقة بين البلدين حينها.
بعد أن عرض الكاتب لمحطات الخلافات بين السعودية وإيران، يعود ويطرح سؤال "لماذا العودة إلى التقارب الآن؟"، ويختصرها بجواب قال أنه بسيط وواضح: "الخوف، فإن حلفاء الولايات المتحدة هؤلاء خائفون من إيران وغير متأكدين من دعم واشنطن. تنبع شكوكهم من استرضاء إدارة بايدن المستمر لإيران حتى عندما تشن طهران حربًا واسعة النطاق بالوكالة ضد أقرب حليف إقليمي لها، إسرائيل".
وفي توضيحه لما اعتبره تخفيف حدة مواجهة أميركا لإيران بسرد بعض المواقف التي رمزت لذلك: الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على حلفائها الأوروبيين حتى لا يوجهوا اللوم إلى إيران بسبب برنامجها النووي، حتى مع وصول مخزون طهران من المواد الانشطارية المستخدمة في صنع الأسلحة إلى مستويات قياسية،/ أعادت الإدارة إصدار إعفاء من العقوبات بقيمة 10 مليارات دولار لإيران. وفي أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل في الشهر التالي، طلب بايدن من إسرائيل أن "تستفيد" من الدفاع الناجح وبذلت كل ما في وسعها للتخفيف من الضربة الإسرائيلية على إيران.
يتابع الكاتب "قد دفع مثل هذا المناخ هذه الدول العربية المعتدلة إلى التحوط في رهاناتها من خلال السعي إلى إقامة علاقات أفضل مع إيران. وجميعها لديها جيوش غير فعالة نسبياً، وهي عرضة لزعزعة الاستقرار. إن استعادة العلاقات مع إيران، حتى في الوقت الذي تعمل فيه بنشاط على تقويض حكوماتها، أقل تكلفة بكثير من اتخاذ موقف عدائي علني".
هذا التقارب الذي وجدت دول الخليج نفسها مجبرة عليه، انعكس في منع ، الإمارات العربية المتحدة، أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، إلى جانب دول عربية أخرى لم تذكر اسمها، واشنطن من شن غارات جوية انتقامية على حلفاء إيران من أراضيها في فبراير/شباط المنصرم. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً لمكافحة عمليات اليمنيين في البحر الأحمر، امتنعت كل من السعودية ومصر، حليفتي واشنطن العرب في البحر الأحمر، عن المشاركة بشكل مباشر.
انطلاقا من ذلك، يقول الكاتب أنه "قد لا يكون هذا الاتجاه نحو السعي إلى تحسين العلاقات مع إيران قد فات أوان إصلاحه، ولكنه يتطلب تحولاً كاملاً في سياسة الولايات المتحدة".
معتبرا أنه إذا أرادت إدارة بايدن استعادة هؤلاء الحلفاء، فيجب عليها أن تمنحهم ضمانات أمنية قوية وإثباتًا لالتزامات الولايات المتحدة من خلال الدعم القوي لإسرائيل. رابطا (الكاتب) بين "إقبال الإمارات والبحرينعلى التطبيع مع كيان الاحتلال وقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس واعتباره مرتفعات الجولان أرض إسرائيلية، على اعتبار أن "الدعم القوي للحلفاء يولد الرغبة في تحسين العلاقات".
"كان الدافع الحاسم لاتفاقيات إبراهيم هو إدراك الدول العربية الموقعة أنها ضعيفة وتحتاج إلى تحالف إقليمي مع القوتين الوحيدتين القادرتين على الوقوف في وجه إيران - الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن مع سياسة واشنطن المتمثلة في استرضاء إيران، فإن خطر التطبيع يصبح أكثر تكلفة من فوائده" يستطرد الكاتب جوزيف إبستاين.
في رأي أبستاين فإن فرص التطبيع بين "السعودية" وكيان الاحتلال باتت اليوم ضئيلة لان من شأن التطبيع أن يزعج إيران، وسوف تحاول الرياض تجنب التوصل إلى اتفاق في حين أنها غير متأكدة من الدعم الأمريكي القوي.
يجادل الماتب في نيوزويك في ضرورة تعديل الإمارات لسياساتها التي تظهر للعلن مع "حلفائها" من خلال إظهار الدعم القوي والحاسم لهم كي لا يشكل أي تراجع أو تقليص لهذا الدعم تراجعا من قبل "حلفاء" آخرين لتنفيذ مصالحها الكاملة في المنطقة. معتبرا أن إيقاف أميركا المؤقت لشحنات القنابل الحيوية عن "إسرائيل" كان ضد صالحها في تشجيع دول الخليج لأن تكون ذراعا خالصة بيد الأميركي (وهو ما لم يقله الكاتب بهذا الوضوح).
ارسال التعليق