بعد اشتباكات "المخا".. مطالبات بانسحاب السودان من "تحالف السعودية"
بعد أيام من الاشتباكات التي وقعت في "المخا" بين الجنود الإماراتيين والسودانيين وأسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين، تجددت الدعوات في الخرطوم لسحب القوات السودانية من تحالف السعودية في اليمن، حيث حذرت بعض الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني بالسودان من عواقب المشاركة في الحرب اليمنية.
وتصاعدت وتيرة المطالبات في الخرطوم بسحب الجنود السودانيين من اليمن، حيث أكدت أحزاب سودانية أن الأوضاع في اليمن الآن أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل دخول قوات التحالف.
وتأتي هذه الدعوات بعد مواجهات اندلعت في مدينة المخا بين قوات الإمارات والسودان الشريكين في التحالف في 21 أكتوبر الجاري في سابقة لم تحدث منذ بدء العدوان على اليمن قبل قرابة 3 سنوات.
وأسفرت المواجهات، التي تم فضها بالغارات التي شنها طيران التحالف العربي، عن مقتل العديد من الجنود الإماراتيين بينهم ثلاثة ضباط، بالإضافة إلى سقوط 14 عسكرياً سودانياً، بحسب مصادر عسكرية.
ونقلت "الجزيرة نت" اليوم الأحد، عن البرلماني حسن عثمان رزق ممثل حزب حركة "الإصلاح الآن" المشارك في حكومة الوفاق الوطني قوله "إن قوات التحالف في اليمن لم يكن لها أي أثر إيجابي، فالقاتل والمقتول من المسلمين بغض النظر عن طوائفهم".
وأوضح أن هناك "أسباباً كثيرة تحتم على السودان سحب قواته من اليمن في أسرع وقت ممكن، في مقدمتها "ابتعاد الخطر عن مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعدم قدرة الحلفاء على استعادة الشرعية في اليمن وهي التي يحددها الشعب اليمني"، مضيفاً أن التقارب مع السعودية "لا يحتاج لبقاء قوات السودان باليمن"، فيما اعتبر نائب رئيس لجنة الإعلام في البرلمان الطاهر حسن عبود أن دفع الحكومة بقوات عسكرية لليمن "أعاد علاقات السودان مع دول الخليج".
وتحدث ممثل حزب حركة "الإصلاح الآن" عن" خسائر كبيرة في الأرواح وسط اليمنيين والجنود السودانيين"، مؤكداً أن الأوضاع في اليمن الآن أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل دخول قوات التحالف، محذراً من أن بقاء القوات السودانية في اليمن من الممكن أن يسبب "كثيراً من المشاكل للسودان هو في غنى عنها، بعد ظهور منظمات وهيئات حقوقية بدأت تطالب بمحاسبة ومعاقبة كل الجهات المشاركة بقتل الأطفال في اليمن".
وفي السياق ذاته قال رئيس ممثلية حزب المؤتمر الشعبي في البرلمان كمال عمر: "إن التوسع باليمن والحرب فيها يتسبب بمقتل سودانيين ويمنيين، ويجلب الكراهية للشعب السوداني من شقيقه اليمني؛ وهذا ما لا نقبله".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل عبد اللطيف محمد سعيد أن ما يجري في اليمن "حرب استنزاف للسعودية"، متوقعاً أن يساهم استمرار القوات السودانية في اليمن في مشاكل دولية للسودان في ظل مطالبات منظمات حقوقية دولية بمحاسبة المتورطين في الحرب على اليمن بسبب ارتفاع القتلى بين المدنيين وخاصة الأطفال.
وفي الخامس من أكتوبر الجاري أدرجت الأمم المتحدة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضمن "القائمة السوداء" بسبب مقتل وإصابة 683 طفلاً في اليمن، وشن هجمات على عشرات المدارس والمستشفيات خلال عام 2016.
والأسبوع الماضي اندلعت اشتباكات بين القوات الإماراتية والسودانية في اليمن بعد رفض الجنود السودانيين لطريقة تعامل الإماراتيين معهم، ومحاولة خروج القوة السودانية من الطوق الإماراتي الذي يتحكم بقيادة المعارك هناك، وتدخله في التفاصيل الصغيرة للجنود السودانيين الذين اعتبروا ما يحدث انتقاصاً وتقليلاً من قدراتهم وحطاً من شأنهم، معتبرين التصرفات الإماراتية لم تعد ندية وأخوية بين الزملاء، بل أصبحت بين القائد الذي يقدم الأموال وأجير يقاتل لقاءها، بحسب مصادر عسكرية.
وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن تطوراً مهماً الأسبوع الماضي بعد اقتحام وحدة عسكرية تابعة للجيش السوداني، لمطار عدن الدولي، وإجبار عناصر تابعة لقائد قوات حماية المطار، المتمرد على قرار الشرعية، المقدم صالح العميري الموالي للإمارات على الانسحاب.
ونقلت صحيفة "عدن الغد"، عن المقدم العميري، قوله إن قوة سودانية مكونة من عدد من الأطقم والجنود حاولت السيطرة على مطار عدن، وقامت بإجبار عناصر الحماية الحالية على إخلاء مواقعهم.
وأشار إلى أن القوة السودانية لا تزال في مطار عدن، مشيراً بشكل ضمني إلى احتمال إخراجها بالقوة، الأمر الذي ينذر بتصعيد جديد خاصة في حالت تدخل القوات الإماراتية للدفاع عن حليفها العميري كما حدث من قبل مع قوات الشرعية.
ويحظى العقيد العميري الملقب بـ"أبو قحطان"، قائد حماية المطار، بدعم إماراتي كبير، حيث سبق أن تمرد على قرار تغييره الصادر من رئيس الجمهورية، الأمر الذي تطور إلى حدوث اشتباكات داخل المطار، سقط خلالها عدد من جنود الحماية الرئاسية الذين قدموا لفرض القرار بالقوة. حينها تدخلت طائرات إماراتية لإسناد "أبو قحطان"، وهو ما دفع بالتوتر بين الرئيس هادي وأبو ظبي، إلى مستويات قياسية.
ارسال التعليق