السلطات السعودية حولت المشاعر المقدسة لموقع اصطياد لمعارضيها
حولت السلطات السعودية المشاعر المقدسة التي تهوي إليها أفئدة المسلمين من كل مكان إلى موقع اصطياد من لا يؤيد سياستها، أو من تطلبه سلطات بلاده بغير حق على خلفية المواقف السياسية والآراء العلنية.
وأبرز مرصد انتهاكات الحج والعمرة أنه من المؤسف أن تتحول شعائر الحج والعمرة إلى وسيلة تستخدمها السلطات السعودية لقمع مخالفيها، إما بمنعهم من دخول الأراضي السعودية أو بعدم ضمان أمنهم وسلامتهم.
وقالت المرصد الحقوقي إن هذا النهج يحرف شعائر الحج والعمرة عن غايتها الروحية والدينية ويستغلها كأداة للضغط السياسي، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان.
وأضاف أن السلطات السعودية ترى إلى الحج والعمرة كوسيلة من وسائل تحقيق أهدافها السياسية، وهو الأمر الذي يشكل تعدياً كبيراً على قدسية هذه الشعائر التعبدية.
وبدلاً من القيام بواجبها في تسهيل أداء الحج والعمرة للمسلمين، تقوم السلطات السعودية بمنع الكثير من العلماء والسياسيين والصحفيين من أدائها إما بعدم إعطائهم التأشيرات، أو بعدم ضمان أمنهم في حال وصلوا إلى أراضيها.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السعودية لتطهير سمعتها من اتهامات تسييس الحج والعمرة، إلا أن منع الكثير من العلماء والأكاديميين الذين اختلفوا معها سياسياً من أداء مناسك الحج والعمرة يُظهر حقيقة واقع تسييس الحرمين.
وقد أصبح الحج مُختطفًا لدرجة أن معارضي النظام السعودي أو الأنظمة المدعومة منه يخشون أداء فريضة الحج، خاصةً في ظل استمرار عمليات الاعتقال والإعادة القسرية التي طالت عدداً من الشخصيات المعارضة من الحجاج والمعتمرين.
ولا تزال السلطات السعودية تفتح أبواب سجونها لكل حاج أو معتمر ممن له آراء سياسية أو فكرية لا تنسجم مع التوجه العام لها، وهذا ما يؤكد إصرارها على استخدام المشاعر المقدسة كأداة من أدواتها السياسية التي تستخدمها لتعزيز مصالحها الخاصة.
من أمثلة ذلك أنه في العام 2018، قامت السلطات السعودية بمنع المسلمين في كندا من فريضة الحج، على خلفية أزمة دبلوماسية بين البلدين، على خلفية الانتقادات الكندية لملف معتقلي الرأي في المملكة.
وشدد مرصد انتهاكات الحج والعمرة على أن الحج ليس منحًا يمنحها النظام السعودي لمن يتبعه أو يتوافق معه فقط، بل هو حق مكفول لكل مسلم بغض النظر عن آرائه السياسية أو الفكرية.
وبحسب المرصد الحقوقي تُرافق زيارة المسلم للحرمين الشريفين مخاوف من بطش السلطات السعودية التي تنتهج انتهاك الحق في أداء الشعائر الدينية على خلفية الاختلاف السياسي أو الفكري.
ارسال التعليق