#قبيلة_الحويطات : القبيلة التي شرّد أبناؤها وسُجنوا وقتلوا
“إرهاب دولة.. نقدر نسميه إرهاب دولة.. أخذوا كل من قال أنا ضد الترحيل”. بهذه الكلمات لخّص عبدالرحيم الحويطي المشهد في الحويطات، القبيلة العربية التي تمتدّ فروعها للأردن ومصر، سكَن أهلها في الخريبة في منطقة تبوك شمال غرب البلاد، حتى لحظة تهجيرهم وإبعادهم عنها.
تسكن قبيلة الحويطات المنطقة الحدودية بين السعودية والأردن منذ مئات السنين، وينتشر أفرادها في مصر وصولاً إلى فلسطين.
عام 2017 وبعد تلقّي أفراد القبيلة أنباء عن نية الحكومة هدم بيوتهم وإخراجهم من أرضهم، التقى وفدٌ منهم فهم بن سلطان أمير منطقة تبوك وطلبوا منه ضمان حق الإقامة لهم في ديارهم وعدم تهجيرهم وهدم منازلهم، وكان ردّه أنه غير قادرٍ على مساعدتهم أو دعم حقهم في الاحتفاظ ببيوتهم ومساكنهم.
عام 2020 أعلنت إدارة مشروع “نيوم” البدء بعمليات الإخلاء على دفعتين، واصل أهالي القبيلة معارضتهم للتهجير وتمسكوا بحقهم في البقاء داخل بيوتهم وعلى أرضهم، لكن الحكومة تجاهلت معارضتهم ولم تتجاوب مع مطالبهم، و في أبريل/ نيسان توجّهت القوات الأمنية بتعزيزاتٍ عسكرية ثقيلة نحو البلدة بهدف مباشرة عمليات الجرف، وواجهت القوات معارضةً ثابتة من الأهالي قابَلها استخدام العنف والأسلحة ما أدى إلى مقتل عبدالرحيم الحويطي، كما قام عناصر القوة الأمنية باعتقال عشرات الشبان.
عبدالرحيم ليس الخسارة الوحيدة للقبيلة، ففي السجون السعودية ثلاثة من أبنائها حُكِم عليهم بالإعدام، كما من ضمن المعتقلين سيدة هي مها الحويطي، اعتُقِلت لنشرها تغريدات رفضت فيها التهجير القسري.
هُجّر الأهالي من أرضهم، وخسر أحدهم حياته وثلاثة منهم معرّضون لخسارة أرواحهم في أية لحظة، كل هذا يحصل ومشروع “نيوم” يتخبّط بين المدراء التنفيذيين الذين يتغيّرون بشكلٍ مستمر ما يطرح عدداً من علامة الاستفهام حول واقعية المشروع وإمكانية تنفيذه. وقد تحدّثت العديد من الصحف الأجنبية عن أن هذا المشروع “لن يصبح حقيقة”، واصفةً إياه “بالكابوس الحقيقي القائم على تهجير الأسَر والإعدامات”.
وبغض النظر عن إذا كان هذا المشروع واقعياً أم لا، من يعوّض كل هؤلاء الذين انتُهِكت حقوقهم بلا رادع؟
ارسال التعليق