أموال الخليج.. أداة السيطرة على عقول العرب والغرب (مترجم)
نشر وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، تغريدة باللغة العربية على موقع تويتر، بشأن أزمة الإمارات والبحرين والسعودية ومصر مع قطر، وكتب: أزمة قطر عِش دبابير كبير، سلاحه المال والنفوس الضعيفة، والمراجعة الحية للارتزاق ضرورية، فثمن شراء الضمائر والأقلام مكلف على الخليج والمنطقة.
تشير تغريدة قرقاش إلى المجهود الكبير الذي تبذله جميع الأطراف المتنازعة؛ لكسب الرأي العام في صفها، سواء داخل الشرق الأوسط أو بين حلفاء دول الخليج الغربيين.
أظهر تقرير صادر عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في عام 2014، أن مراكز التفكير الأمريكية تتلقى سنويا ملايين الدولارات من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، موضحة أن مؤسسة بروكينغز تلقت 14.8 مليون دولار من دولة قطر، على مدى أربع سنوات، أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مليون دولار من الإمارات لبناء مقره الجديد، وتلقت المملكة المتحدة 32 مليون دولار في شكل منح من الأسرة المالكة في البحرين لمعهد الدراسات الاستراتيجية في لندن.
تتلقى شركات الضغط والعلاقات العامة في الولايات المتحدة وبريطانيا ملايين الدولارات، كما يحصل كبار المسؤولون الحكوميون السابقون في البلدين على الدعم المادي الخليجي.
يتلقى الصحفيون والمحررون والمثقفون الهدايا النقدية من دول الخليج، وبالتالي تمتلك الآن الدول الخليجية منافذ إعلام محلية ودولية تؤيد خططتها.
يؤثر المال الخليجي على العلاقات العربية الداخلية، ويتضح ذلك في انقسام الدول العربية تجاه الأزمة الخليجية، حيث تعاني المغرب من أزمة مالية وتعتمد على المساعدات القطرية؛ لذا تساند قطر.
كلفت صحيفة “عرب نيوز” السعودية مؤسسة “يوجوف” ومقرها لندن بإجراء استطلاع بين ألفي و663 شخصا في الفترة من 12-21 يوليو؛ لقياس تأثير المال الخليجي على الرأي العام الأمريكي، وظهر أن قطر الخاسر الأكبر، حيث وصفها الكثيرون بأنها عدوة الولايات المتحدة وليست صديقتها، وردا على سؤال حول قناة الجزيرة الفضائية القطرية، أشار البعض إلى أنها لا تلتزم بالمعايير الصحفية، وهي القناة الناطقة باسم أسامة بن لادن.
لم تحصل دول الخليج الأخرى ومصر أيضا على نتائج جيدة، كما لم تحصل دولة الإمارات على لقب “صديقة” الولايات المتحدة سوى بنسبة 39%، بينما قالت الغالبية إنها لا تعرف شيئا بشأن ذلك.
لم تخلق الأموال الخليجية أصواتا متناغمة، ويظهر ذلك في التقييم الأمريكي العام لمواقف دول الخليج، حيث يرون أن قناة الجزيرة مركزا لتلقين التطرف، في حين أن الإمارات حصلت على لقب صديقة لمجرد مشاركتها في التحالف الأمريكي لمواجهة التطرف في سوريا والعراق، وهو ما تقوله وسائل الإعلام الأمريكية.
تقدم هذه الدراسة درسين إلى دول مجلس التعاون الخليجي، ودرس آخر خاص بقطر، أولا، إن قامت جميع أطراف النزاع بتخفيض إنفاقها الثقيل على المؤثرين الأمريكيين، فإن النتيجة لن تتغير كثيرا، وما تفعله هذه الدول لا ينجح؛ لأن عدد قليل نسبيا من الغربيين يهتمون بهذه القضية، ثانيا إن رغبت قطر في التغلب على منافسيها في محكمة الرأي العام الغربي، يمكنها فعل ذلك بسهولة أكثر بكثير، عن طريق تغيير سياساتها.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق