ابن سلمان لم يسعى للمصالحة مع قطر إلا بعد فشله في التخلص من أميرها
وصفت الأكاديمية المعارضة الدكتورة مضاوي الرشيد سعي محمد بن سلمان للمصالحة مع قطر بأنه “فخ”، وحذرت الدوحة من السقوط فيه مشيرة في ذات الوقت إلا أن مساعي ابن سلمان لم تأتي إلا بعد فشله في التخلص من امير تميم بن حمد، حسب وصفها.
وفي مقالها بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني والذي جاء تحت عنوان فخ “لم شمل قطر مع السعودية”،اعتبرت الرشيد أن الرياض تضع شروط استعباد جديدة للدوحة.
وقالت إن “القطريين يواجهون تحديا حقيقيا، إذ يُطلب منهم اليوم أن يقرروا ما إذا سيقبلون بالتقارب الذي تبادر به الرياض تجاههم أم أنهم سيتجاهلون عرضا تأخر كثيرا، يراد منه إعادتهم إلى الصف الخليجي”.
ولفتت إلى أنه “ما من شك في أن الاعتذار عن السياسة الخاطئة التي انتهجها الملك سلمان وابنه قد استحق منذ زمن طويل. ولكن إذا ما قبل القطريون شروط الرياض الجديدة لاستعبادهم، فعليهم أن يعدوا أنفسهم لمزيد من الذل والهوان على يد أمير الرياض”، وفق تقديرها.
وأضافت: “أما إذا لم يقبلوا، فسوف يوفرون على أنفسهم مواجهة مستقبلية بسبب سياستهم الخارجية التي تنسجم مع متطلبات مصالحهم القومية، لا متطلبات مصالح المملكة العربية السعودية”.
وقالت في مقالها الذي ترجمه موقع “عربي21” إن ما يجري من مصالحة خليجية يأتي بعد “فشل ابن سلمان في التخلص من أمير قطر الشاب تميم بن حمد”.
واعتبرت أنه “يجدر بالقطريين أن يعلموا أن الأمير القابع في الرياض لا يحترم الإمارة الصغيرة ولا يحترم شعبها”.
ولكنها أوضحت أن ابن سلمان “بات الآن شديد الحرص على رؤية أميرها يطأ بقدميه الرياض. وفعلا، لقد وجه الملك سلمان دعوة إلى الأمير لحضور القمة الخليجية، إلا أن قطر اختارت أن يمثلها في القمة رئيس وزرائها”.
وأشارت الأكاديمية السعودية إلى أنه لطالما رغبت المملكة في استخدام حجمها وثروتها للهيمنة على مجلس التعاون الخليجي، فسوف تشعر الإمارات الأصغر حجماً بعدم الارتياح للمضي في أي اندماج أو تكامل جاد في هذا المنتدى الإقليمي الجامع.
وبينما قد تظهر الدول الأصغر حجماً نوعاً من التوقير للأخ الأكبر في الرياض، إلا أن البلدان الأقل ثراء، مثل سلطنة عمان، ظلت على مدى الأربعين عاماً الماضية تحتفظ بسياسة خارجية مستقلة وما فتئت تقاوم الضغوط التي تمارسها الرياض عليها بهدف تحويلها إلى مجرد دول تابعة لها وتعمل بالوكالة عنها.
بينما شعر القطريون في بداية الحصار بوطأة الضغط، إلا أنهم لم يطل بهم المقام حتى تغلبوا على محاولات عزلهم داخل منطقة الخليج. والآن، يبدو أن ولي العهد السعودي يناشد قطر ويرجوها أن تنسى العدوان والإذلال الذي مارسته الرياض ضدها من خلال العديد من الأقلام والأصوات الدعائية التي تأتمر بأمره.
كانت قطر قد صورت في الدعاية السعودية كما لو كانت العدو من داخل مجلس التعاون الخليجي. إلا أن ذلك كله قد يتغير إذا ما قبلت قطر بلعب دور ثانوي وتابع في المنطقة والسماح للرياض بالإملاء عليها، وإذا ما رضخت لسلطة ملكها الكهل وابنه الصقوري.
لقد دمر محمد بن سلمان مجلس التعاون الخليجي وفتت إجماعه الكلي تماماً كما فعل من قبل مع أفراد عائلته، بل وأوجد لنفسه عدواً داخل الخليج بدلاً من أن يحوله إلى حليف. ورداً على ذلك، انحازت قطر نحو بلدان يعتبرها السعوديون خصوماً إقليميين ينافسونها على المكانة والنفوذ.
والأهم من ذلك أن الرياض فشلت في إقناع حليفها الأقرب، الولايات المتحدة، في الانضمام إليها في تبني نفس الموقف من قطر. قاوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإلحاح عليه بإقصاء قطر بينما استمر في نفس الوقت في حلب المملكة العربية السعودية وفي استغلال نقاط ضعفها. وبذلك انتهى الأمر بولي العهد السعودي وحيداً منعزلاً وغير قادر على إقناع حلفائه ومواليه في الغرب بفرض عقوبات على قطر.
لم يفلح محمد بن سلمان في التغلب على خصمه بالمال، وذلك لأن لثروة قطر من الأهمية لدى حلفائها في الغرب ما يجعلهم يضربون بالإلحاح السعودي عرض الحائط. بمعنى آخر، لم يكن لدى أي من شركاء قطر في الغرب ما يكفي من الحوافز لشيطنة زعيمها وما ينتهجه من سياسات محلية وإقليمية.
ارسال التعليق