ابن سلمان” يستعين بالشيخ “الفوازن” لتبرير جرائمه
بعد أن حولها محمد بن سلمان لمجرد “ذيل” تابع له وجردها من كل صلاحياتها، نشرت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فتوى جديدة لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان يوضح فيها حكم من يرفض الدعاء لولي الأمر، في رسالة موجهة عقب ارتفاع مستوى الوعي الشعبي ومعارضتهم لسياسات “ابن سلمان”.
ووفقا للفتوى المنشورة عبر حساب الهيئة على موقع التدوين المصغر “تويتر”، فقد ورد سؤال لـ”الفوزان” يطلب الرأي فيمن يقول لا يلزمني الدعاء لولي الامر، ليرد “الفوزان” قائلا: “لأنك لا تحب ولي الأمر”.
وأضاف قائلا: “هذا دليل على النفاق لأن ولي امر المسلمين يحب ويدعى له وهذه سنة المؤمنين أنهم يحبون ولاة أمور المسلمين ويدعون لهم بالتوفيق والهداية والإعانة لأن هدايتهم هداية للمسلمين”.
وقال إن الدعاء لولاة الأمر هو من النصيحة، مضيفا “الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.
وأشار إلى أن السلف كانوا يدعون لأئمة المسلمين على المنابر وهدايتهم وصلاحهم. لأن هذا فيه نفع وصلاح لعامة المسلمين، ولا ينكر هذا إلا من عنده “روح الخوارج”، بحسب قوله.
دور “ابن سلمان” في هدم المؤسسة الدينية:
يشار إلى انه على عكس الحكام السابقين للمملكة الذين حمل بعضهم نفسًا إصلاحيًا كالملك فهد بن عبدالعزيز في الثمانينيات والملك عبد الله في المرحلة الماضية. لم يجرؤ أحد على تحدي المؤسسة الدينية في السعودية كما فعل الملك سلمان وابنه. الذين عملوا منذ وصولهم على تحجيم دورها وتقليص تأثيرها تمهيدًا لتحييدها في مرحلة ثانية.
فالمبادرات الإصلاحية التي أقدم عليها محمد بن سلمان لم تكن في الحسبان إطلاقًا، خاصة فيما يتعلق بتقييد وظيفة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تُمثل في السابق أداةً لفرض التشدد الشمولي في الداخل السعودي، ومحددًا للمشهد الاجتماعي والثقافي المغلق في المملكة.
وتحاول السعودية الجديدة منذ فترة النأي بنفسها شيئًا فشيئًا عن التيار الديني المتشدد. واتخذت في هذا السياق عدة خطوات أدت إلى تحجيم دور المؤسسة الدينية بشدة وتدجينها لتطويعها. من أجل الدعاية للملك وولي عهده وعدم عرقلة مجهود الأخير لتصفية ما تبقى من الأصوات الرافضة لسياسته.
تكفير جماعة الإخوان المسلمين:
ونجح محمد بن سلمان إلى حد كبير في مسعاه، وذلك حين أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بيانًا اعتبرت فيه أن جماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية، لا تمثل منهج الإسلام. وتتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالف من الفرقة وإثارة الفتنة والإرهاب”. وهي خطوة سياسية بامتياز تُدلل على تخوف ابن سلمان من بعض التيارات الإسلامية وقيادات معروفة التي يُمكن أن تقوض برنامجه الاستبدادي الجديد.
التخلي عن “الوهابية”:
لم يقف ابن سلمان عند هذا الحد، فانتقل إلى السرعة القصوى. ففي عام الحال طرح ولي العهد مشروعه لإصلاح الحالة الدينية للمملكة، الذي يمكن تسميته ببريسترويكا إسلامية. تدعو لأول مرة للقطيعة مع المدرسة السلفية الوهابية والتخلي عن ترسانة هائلة من الأحاديث النبوية التي استند إليها الفقهاء لقرون طويلة وشكلت مع الوقت التدين الشائع اليوم.
اعتقال علماء الدين:
واستطاع محمد بن سلمان عن طريق ذراعه الأمنية وأجهزته القمعية تقسيم فئة العلماء إلى فئتين. القسم الأول معارض يتم وصمه بالخيانة والعمل ضد المصلحة العليا للبلاد ويحمل أجندة خارجية فيكتم صوته ويغيب ويرسل إلى أقبية السجون والمعتقلات. فيما يبجل الثاني ويرفع شأنه ليصبح معول الحاكم لهدم الموجود واستبداله بنموذج مغاير.
ونتيجة لذلك، ظهر في السعودية فتاوى تشرعن قرارات ولي العهد السعودي وتلمع صورته وتدافع عن خطواته الخاطئة لامتصاص الانتقادات والحط من شأنها. على شاكلة إمام الحرم عبد الرحمن السديس الذي أشاد بما أسماه “مسيرة التجديد برعاية ولاة أمرها الميامين، وحرص واهتمام من الشاب الطموح المحدث الملهم ولي عهد هذه البلاد المحروسة. ماضية في رؤيته التجديدية الصائبة، ونظرته التحديثية الثاقبة رغم التهديدات والضغوطات”. في وقت اغتالت فيه سلطات بلاده الصحفي جمال خاشقجي.
عائض القرني يتحول لبوق لـ”ابن سلمان”:
كما التحق رجال دين آخرين سريعًا بمركب التطبيع مع مشروع ابن سلمان، بينهم عائض القرني الذي أعرب عن ندمه على تبنيه الأفكار القديمة ودعمه لـ”السياسات الخارجية المعتدلة” للأمير الشاب. مستخدمًا كل قدراته في التشهير وكيل الافتراءات ضد تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في فترة الحصار العربي لقطر. وذلك بعد أن كان في وقت سابق من أبرز مؤيدي سياساته.
عبدالعزيز الريس والتيار المدخلي:
كما يعد التيار المدخلي في السعودية من أهم أدوات الدعاية التي يعتمدها نظام ابن سلمان. لتمرير أجندته ومشروعه الجديد، وقد استخدمهم لضرب الإخوان المسلمين وتعزيز الخطاب العدائي الموجه إليهم. إذ انتشرت مؤخرًا في المملكة معلقات في الشوارع والساحات العامة تحمل تحذيرًا مما أسموه الخوارج. فيما دعا بعضهم من أمثال الداعية السلفي المثير للجدل عبد العزيز الريس إلى إعدامهم.
ارسال التعليق