اختفاء مدير مكتب بن سلمان وعزل معتقلي الصحوة
التغيير
تسود حالة من الغموض حول مكان تواجد بدر العساكر مدير مكتب محمد بن سلمان وسط توقعات باعتقاله على يد جهاز أمن الدولة التابع لولى العهد.
وبحسب مصادر تحدثت لموقع “التغيير” فإن العساكر منقطع منذ أكثر من 30 يوما عن مواقع التواصل الاجتماعي التي كان دوما حاضرا عبرها.
وتساءل مغردون ونشطاء سعوديون، حول مصير العساكر ومكان تواجده؟.
وقال الناشط عمر الزهراني، في تغريدة عبر “تويتر”: “أين الأستاذ بدر العساكر؟”، وهو ما دفع حساب العساكر عبر موقع “تويتر” إلى نشر تغريدة للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.
تضمنت مقطع فيديو للمفكر المصري الدكتور مصطفى محمود، لإيصال رسالة بأنه لا يزال طليقاً وغير معتقل.
جهاز أمن الدولة اعتقل العساكر برفقة عدد من الأمراء
وبحسب مصادر استخباراتية، فإن جهاز أمن الدولة اعتقل العساكر برفقة عدد من الأمراء، خلال مارس/ آذار المنصرم وسط تعتيم واسع.
ورجحت المصادر أن يكون العساكر معتقل بلا شك، لافتة إلى أن التغريدة التي نشرت على حسابه، كُتبت كردّ على قيام النشطاء السعوديون بإثارة الموضوع.
وهو أمر سبق أن حدث مع د. سلمان العودة، حينما قامت السلطات بإرسال رسائل نصية من جواله من دون علمه وهو معتقل.
وقالت إن هناك حالة من الكراهية الشخصية بين بدر العساكر الذي يرى نفسه منحدراً من أسرة ثرية ومتعلمة وناجحة، وبين سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي والمتورط الأبرز في عملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية آل سعود في إسطنبول، وتعذيب الناشطة الحقوقية لجين الهذلول.
وأضافت أن العساكر والقحطاني كانا يتحينان الفرصة لإسقاط بعضهما، وجاءت أزمة خاشقجي لتبعد القحطاني، لكن العساكر تورط في قضية اختراق موقع “تويتر”، ما أدى إلى إبعاده نوعاً ما عن المشهد.
وأعلنت الشرطة الفيدرالية الأميركية توجيه اتهامات لثلاثة أشخاص مرتبطين بحكومة آل سعود، هم أحمد الجبرين المطيري، والعاملان في موقع “تويتر” علي آل زبارة وأحمد أبو عمو، وذلك بسبب تسريبهم بيانات معارضين سعوديين لصالح السلطات الأمنية لآل سعود.
واتُهم بدر العساكر، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بتمويل هؤلاء المخترقين المطلوبين للعدالة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قام بمنح اللبناني الأميركي أحمد أبو عمو مبالغ مالية وساعات ثمينة، مقابل تسريب بيانات معارضين سعوديين، أحدهم يعيش في كندا مع عائلته.
وشارك العساكر في تأسيس شركة “سماءات”، مع المطلوب في الولايات المتحدة الأميركية أحمد الجبرين المطيري، وهي الشركة التي أصبحت واجهة عمليات التجسس على المعارضين في الخارج.
وينحدر العساكر من أسرة تجارية متوسطة في الرياض، حيث تعرّف على ابن سلمان عام 2006، وبدأ بإدارة بعض المشاريع التجارية الخاصة بوالده سلمان، والذي كان أمير الرياض آنذاك.
قبل أن يصبح رئيساً لمؤسسة “مسك” الخيرية التابعة لمحمد بن سلمان، ثم مديراً لمكتبه، عقب نجاح ابن سلمان في الانقلاب على ابن عمه الأمير محمد بن نايف في منتصف عام 2017.
الاعتقالات بدأت منذ ظهور فيروس كورونا داخل المملكة
وسبق أن قالت صحيفة هندية إنه منذ ظهور فيروس كورونا داخل المملكة، أصدر محمد بن سلمان أوامر اعتقال بحق 10 أفراد من آل سعود وسط انشغال عالمي في الجائحة.
وأضافت صحيفة إنديان إكسبريس الهندية أن أفراد العائلة المالكة التي تضم حوالي 15000 عضو في جميع أنحاء العالم، لم يصبحوا في مأمن من قبضة ابن سلمان المعروف باسم MBS.
وأشارت إلى أنه كانت هناك عدة موجات من الاعتقال خلال السنوات الأخيرة، كان آخرها في مارس/ آذار المنصرم عندما تم اعتقال حوالي عشرة من أفراد الأسرة البارزين.
وفي سياق متصل، كشف حساب “معتقلي الرأي”، أن معظم المعتقلين في سجن “ذهبان” بمدينة بجدة، والذين جرى اعتقالهم فيما عرف بـ”حملة سبتمبر” 2017م، التي استهدفت “تيار الصحوة”، نقلوا إلى العزل الانفرادي مجدداً، وتمت إحالتهم إلى التحقيق للبدء معهم من الصفر في الأيام القادمة.
وأوردت صفحة الحساب على موقع “تويتر”: “تأكد لنا أن معظم معتقلي سبتمبر الموجودين في سجن ذهبان تم تحويلهم إلى العزل الانفرادي مجدداً، كما تمت إحالتهم إلى التحقيق وستبدأ إجراءات التحقيق معهم من نقطة البداية خلال الأيام القليلة القادمة.
وأشار إلى انقطاع الزيارات العائلية، منذ 4 أشهر، كما الاتصالات مقطوعة منذ شهر.
وأكد “معتقلي الرأي” انقطاع التواصل بين الداعية الإسلامي والأكاديمي المعتقل سلمان العودة وعائلته بعد المكالمة التي سُربت أجزاء منها ونشرت كمقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، منتصف شهر مايو/أيار الماضي.
والتي تعد أول ظهور للعودة منذ اعتقاله في سبتمبر/أيلول عام 2017 بعد تعرضه لظروف صحية نتيجة تعذيب السلطات الجسدي والنفسي له.
وشنت السلطات الأمنية في المملكة حملة اعتقالات واسعة في شهر سبتمبر/أيلول عام 2017، استهدفت فيها تيار الصحوة الديني، أحد أكبر التيارات الدينية في البلاد.
وتم اعتقال المئات من المنتمين لهذا التيار من أكاديميين ودعاة وصحافيين، وسط توعد محمد بن سلمان بـ ”سحق هذا التيار والقضاء” عليه.
وتعرض المعتقلون الذين احتجزوا في سجن ذهبان خارج مدينة جدة، أو في سجون سرية تابعة لأجهزة أمن الدولة، للتعذيب والضرب في سبيل انتزاع اعترافات منهم، وفق ما تقول جماعات حقوقية بارزة.
ووجهت النيابة العامة عدداً من التهم لأبرز المنتمين لتيار الصحوة، ومنهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، وطالبت بإعدامهم بسبب “الخروج على ولاة الأمر”، لكن المحاكمة تأجلت عدة مرات قبل أن تعيد سلطات آل سعود فتح ملف القضية من جديد.
ارسال التعليق