الرياض تلمع صورتها بإعادة تأهيل الأطفال المجندين في اليمن
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة، عن أن السعودية تلجأ إلى استخدام الأطفال في اليمن، في تجنيدهم من أجل الترويج لدعايتها بهدف التخلص من ظلال أزمة تدخلها في البلاد الذي تشهد أزمة على جميع الأصعدة.
وأشارت الصحيفة إلى مركز لإعادة تأهيل الأطفال المجندين في مدينة مأرب في اليمن، تموله السعودية، حيث تُعلق فيه صورة للملك سلمان بن عبد العزيز، ورأت فيه محاولة للتخلص من تقارير اتهمت السعودية بتجنيد الاطفال.
وقالت الصحيفة الاميريكية: “عموما، حرص المركز، الذي افتتح منذ فترة تتجاوز السنة بقليل، على توفير أجواء ملائمة تراوح بين التعليم واللعب داخل فيلا مريحة، لمدة ستة أسابيع، لأطفال يفوق عددهم حوالي 200 طفل، الذين تندرج أسماؤهم ضمن قائمة الأفراد الذين جندوا من قبل الجماعات المسلحة التي تقاتل في اليمن.
واستنتجت الصحيفة: من المرجح أن عملية تهيئة المركز تأتي في إطار حملة دعائية تروّج لها السعودية؛ إذ لم يغفل المموّلون السعوديون وحلفاؤهم اليمنيون عن دعوة قائمة طويلة من المؤسسات الإخبارية الغربية، لمعاينة روايات الأطفال حول الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون”. وفي ساحة شاسعة خلف جدار عالٍ، يقع المركز في عالم بمنأى عن فوضى واكتظاظ المدينة.
وشهدت مدينة مأرب، التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب 40 ألف نسمة فقط، توافد ما يقارب 1.5 مليون نازح يمني. وفي ظل الظروف البائسة داخل المخيمات، تعيش عائلات بأكملها محشورة داخل أكواخ تتكوّن من غرفة واحدة. ومقارنة بالظروف القاسية التي يمرّ بها أهالي مأرب، يعدّ مركز إعادة تأهيل الأطفال الذين جندوا خلال الحرب بمثابة “المنتجع الفخم”.
في هذا المركز، ينام الأطفال في المركز فوق أسرة مرتبة بعناية، وسط مهاجع فسيحة. لكن في المقابل، من المحتمل أن يزداد الوضع تعقيداً عند مغادرتهم المركز، وذلك بسبب بناء توقعات تقوم على أسس واهية، بحسب الصحيفة. من هذا المنطلق، توصي مجموعات الإغاثة بعودة الأطفال إلى أسرهم في أقرب الآجال، مقترحين العمل على توفير الدعم والتعليم على المدى الطويل داخل مجتمعاتهم المحليّة.
وفي وقت لاحق، اعترف مدير المركز والذي كان يحمل الجنسية اليمنية، عبد الرحمان القباطي، بأن القوات المدعومة من السعودية غالباً ما تعتمد على خطة تجنيد أبناء مقاتلين لقوا حتفهم أثناء الحرب، باعتباره شكلاً من أشكال الدعم لأسرة هؤلاء الجنود. وعلق القباطي قائلاً: “إنها مشكلة عويصة، يعامل الطفل على أنه طفل إلى أن يبلغ سن الثانية عشرة، ثم يصبح رجلاً. وفي ظل هذا الوضع، يفكر المجتمع بشدّة بشأن الأطفال الذين يحملون السلاح”.
وكان المسؤولون السعوديون قد اتخذوا الترتيبات اللازمة بشأن زيارة صحيفة نيويورك تايمز إلى المركز من أجل دحض تقارير سابقة وجهت اتهامات لهم بشأن تجنيد أطفال، دون سن الثمانية عشرة، للمشاركة في الحرب التي ورطت نفسها بها.
ورغم أن اللواء أحمدان محمد خير العوض استخدم ملصقاً أصفر اللون للإشارة إلى فقرة في الدليل العسكري، تتحدّث عن وجود بند يجرّم تجنيد الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن الثامنة عشرة سنة، صرّح شقيقان بأنهما قاتلا لصالح القوات المدعومة من السعودية. وأشار الجميع إلى أن القتال أثار الخوف في أنفسهم، ما دفعهم إلى الفرار بعد مرور شهر أو شهرين فقط.
ارسال التعليق