الرياض مرعوبة من تحول مواقف أمريكا تجاه إيران واليمن
نشر موقع “بلومبيرغ” تقريرا أعده غلين كيري، تحت عنوان “حاكم السعودية يرسل شقيقه إلى الولايات المتحدة مع تردد ترامب بشأن إيران واليمن”. ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21”، إلى أن شقيق ولي العهد الأصغر في واشنطن هذا الأسبوع، في ضوء تطورات في سياسة الرئيس دونالد ترامب في الملفين الإيراني واليمني.
ويلفت كيري إلى أن زيارة خالد بن سلمان للولايات المتحدة تأتي بعد أيام من تصريحات ترامب عن انفتاحه لعقد محادثات محتملة مع عدوة السعودية الإقليمية، إيران، بالإضافة إلى تقارير صحافية أشارت إلى بحث واشنطن عن طرق لفتح محادثات مباشرة مع الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن.
ويورد الموقع نقلا عن وكالة الأنباء السعودية، قولها إن زيارة خالد بن سلمان هي بهدف عقد لقاءات مع المسؤولين، ومناقشة العلاقات الثنائية و”مواضيع مشتركة تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة” دون الإشارة إلى لقاءات بعينها مع مسؤولين أمريكيين، إلا أن وزارة الخارجية أعلنت أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيلتقي مع الأمير يوم الأربعاء، مستدركًا بأنه رغم أن الرحلة مقررة مسبقا لكن لا شك أنها ستكون حول طبيعة الأجندة الحالية.وينقل التقرير عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة “يوروشيا” أيمن كامل، قوله: “سيتم خلف الأبواب المغلقة التعبير عن القلق من استراتيجية ترامب وإمكانية لقائه مع روحاني والطريق إلى الأمام.. ستكون هناك أسئلة حول السياسة الأمريكية وأين تقف عند ذلك المستوى”.
وينوه الكاتب إلى أن الرئيس ترامب عبر من خلال تصريحات له في نهاية قمة الدول السبع يوم الاثنين في فرنسا، عن استعداده لمقابلة الرئيس حسن روحاني، بما يتلاءم مع الظروف المناسبة. ويقول الموقع إنه في الوقت الذي استبعد فيه الرئيس روحاني اللقاء، وقال إنه ليس مهتمًا بمنح ترامب فرصة أخذ صورة، إلا أن تصريحات ترامب ذكرت بمحاولات أخرى مع كوريا الشمالية ولقاء زعيمها كيم جونغ أون.ويجد التقرير أنه لو حدث لقاء بين الرئيسين فإن هذا يعني كسر العداء بين البلدين،الذي استمر على مدى أربعة عقود، أي منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، وما أعقب ذلك من أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين، مشيرًا إلى أن اللقاء لو تم سيسبب إحباطا لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بمن فيهم السعودية وإسرائيل.
ويذكر كيري أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مصادر لم تسمها، قولها إن الولايات المتحدة تخطط لمحادثات مباشرة مع الحوثيين اليمنيين، الذين يستهدفون السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن قرار التدخل في اليمن كان أول قرارات ولي العهد السعودي، الذي وضع بلاده الغنية ضد أفقر دولة عربية، ما أدى إلى اتهامات واسعة بالقيام بانتهاكات لحقوق الإنسان والتسبب بكارثة إنسانية هناك.ويورد الموقع نقلا عن أستاذ فض النزاعات في معهد الخريجين في الدوحة، إبراهيم فريحات، قوله: “لا شك لدي أن هناك إحباطا” من الإشارات الأمريكية فيما يتعلق بالسياسة من الشرق الأوسط. ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي جعل فيه ترامب السعودية مركز استراتيجيته في الشرق الأوسط منذ توليه السلطة عام 2017، إلا أن سمعة السعودية تضررت في الكونجرس بسبب حرب اليمن، واعتقال الناشطات المطالبات بحقوق المرأة السعودية، وقتل الصحفي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول العام الماضي، لافتا إلى أن الكونجرس شجب السعودية لمقتل خاشقجي وحرب اليمن.
ويختم “بلومبيرغ” تقريره بالإشارة إلى قول الباحث في مدرسة “أس راجارترانام” للدراسات الدولية في سنغافورة، جيمس دورسي، قوله إن السعودية تحاول القيام ب”عملية توازن”، ”وسيطالب خالد بن سلمان، دون شك، بضمانات من إدارة ترامب بألا تخفف من موقفها المتشدد من إيران، وألا تعرض مصالح السعودية للخطر”.
ارسال التعليق