السعودية.. تتدخل لوقف حرب أوكرنيا وتمنح تركيا 5 مليارات ونسيت اليمن ومصر
ذكرت وكالات الانباء العالمية، ان السعودية تدخل بقوة للبحث عن حلول لوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، واشارت الى ان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ، بحث خلال زيارته الى بريطانيا يوم الإثنين الماضي، مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، "جهود حل الأزمة الروسية الأوكرانية".
اللافت في هذا الخبر، هو ان السعودية التي تحاول ان تظهر بمظهر النابذة للحروب، والداعية للسلام، وتستغل اموالها، من اجل وقف الحرب في اوكرانيا، التي مر عليها عام واحد، تشن ومنذ ثماني سنوات عدوانا على شعب عربي مسلم اعزل جار، هو الشعب اليمني، ومازالت ترفض كل الدعوات من اجل وقف هذا العدوان العبثي، الذي خلف اكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث.
لا يحتاج ان نُذكر ابن فرحان، بإن حقن دماء المسلمين والاشقاء والجيران، أولى من حقن دماء الناتو، فالاقربون اولى بالمعروف، كما علمنا ديننا. فاذا كانت كل اوروبا، فتحت بيوتها لاحتضان اللاجئين الاوكرانيين، وعاملتهم كمواطنيها، كما فتح الناتو كل مخازن سلاحه لاوكرانيا، وتنافس الغرب باجمعه على مساعدة الجيش الاوكراني، فان الشعب اليمني معزول عن العالم ومحاصر، دون غذاء او ماء و دواء، يعتاش على أكل اوراق الشجر، ويموت طفل يمني كل 10 دقائق، إما من الجوع وإما من المرض، والغريب ان كل هذه المأساة لم تحرك مشاعر ابن فرحان، الذي طار الى لندن في زيارة غير معلومة المدة، من اجل وقف الحرب في اوكرانيا.
هذا الامر ليس غريبا عن السعودية، التي تولي اهتماما غير مألوف بالرأي العام الاوروبي والغربي، وتتجاهل بالكامل الراي العام السعودي والعربي والاسلامي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، اعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، ان بلاده لن تمنح بعد اليوم مساعدات مالية بدون شروط للدول، واشتراط الإصلاحات، وتوفر سياسة نقدية جيدة للبلاد تبعا لبرامج صندوق النقد الدولي، وكان يقصد بذلك مصر بالدرجة الاولى، والتي تمر بظروف اقتصادية قاسية، وهي بأمس الحاجة للمساعدة، بينما نرى في المقابل ان ابن فرحان وخلال زيارته لاوكرانيا، يعلن عن منح السعودية اوكرانيا مساعدة قدرها 400 مليون دولار دون اي شروط. كما اعلنت السعودية يوم الاثنين الماضي أنها وقعت مع تركيا اتفاقا لإيداع 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي، لانقاذ الاقتصاد التركي المتعثر، دون ان يتضمن الاتفاق اي شرط من الشروط التي اعلن عنها الجدعان.
ارسال التعليق