العُلا: مشروع ابن سلمان العالق بمصير نيوم
قالت وكالة "بلومبيرغ، إن رهان "السعودية" على استثمار تريليون دولار في قطاع السياحة، ضمن رؤية ابن سلمان 2030، تواجه تحديات كبيرة، مشيرة إلى أن البلاد يجب أن تتغلب على الصورة المحافظة والقلق بشأن حقوق الإنسان.
وتوضح الوكالة أن النظام السعودي يخطط لـ"إنفاق تريليون دولار بهدف تحويل مدينة العلا التاريخية إلى واحدة من أعظم مناطق الجذب السياحي في العالم ووجهة للباحثين عن الرفاهية، والمسافرين الجريئين، لكن ذلك يواجه تحديات جمة".
وتقول "بلومبيرغ"، إن محمد بن سلمان يريد من خلال "رؤية 2030"، تجاوز الإمارات كمركز للسياح وكذلك وجهة للمغتربين الذين يقيمون للعيش والعمل.
ولتحسين صورتها، استأجر آل سعود مستشارين غربيين مثل شركة ماكينزي وبرايس ووترهاوس كوبرز وشركات العلاقات العامة بما في ذلك إيدلمان وتينيو غلوبال، التي سيكون عملها مهما بشكل خاص عندما تستضيف البلاد معرض إكسبو الدولي 2030. وفي محاولة للتخفيف من القيود وجذب المستثمرين والسياح على حد سواء، خففت "السعودية" في عام 2019 قواعد اللباس للزائرات وأنشأت تأشيرة للسياحة، لكن الكحول لا يزال ممنوعا منعا باتا.
والعلا ، وفقا لـ"بلومبرغ"، "ليست واحدة من المشاريع الضخمة في "المملكة"، ومن المتوقع أن يعيش العديد من الوافدين الجدد الذين تأمل "السعودية" في جذبهم ويعملون في نيوم، في الركن الشمالي الغربي من البلاد، لكن التقدم المحرز حتى الآن يثير تساؤلات، بالنظر إلى تقارير تشير إلى فشل "السعودية" في جذب المستثمرين للمشروعات الضخمة في نيوم".
وفي تقرير مطلع الشهر الجاري، قالت "بلومبيرغ" إن "السعودية" قلصت طموحاتها المتعلقة بمشروع "نيوم"، الذي يعد الأكبر ضمن خطط محمد بن سلمان، الرامية لتنويع اقتصاد البلاد بعيدا عن النفط.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة، أن السعودية كانت تخطط أن يعيش في "ذا لاين"، المدينة المستقبلية التي تبلغ كُلفتها نحو 500 مليار دولار وتشمل ناطحات سحاب متوازية مغطاة بالمرايا تمتد على مسافة 170 كيلومترا بين التضاريس الجبلية والصحراوية، نحو 1.5 مليون شخص بحلول عام 2030.
لكن الآن يتوقع المسؤولون السعوديون أن يستوعب المشروع أقل من 300 ألف ساكن بحلول ذات التاريخ، وفقا لشخص مطلع على الأمر.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المسؤولين يتوقعون الانتهاء من بناء 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030.
ونتيجة لذلك، فقد أقدم مقاول واحد على الأقل على فصل عدد من العمال الذين يوظفهم في الموقع، وفقا لوثيقة اطلعت عليها "بلومبيرغ".
وعلى مستوى أوسع، تناولت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية مشاريع كل من "السعودية" وقطر والأمارات الهادفة لتنويع إيراداتها بعيدا عن النفط، ولفتت إلى أن الحريق الإقليمي الذي تمرّ به المنطقة سيؤدي إلى تعطيل مشاريع "دول الخليج" بشكل خطير.
وقالت الصحيفة، إنه "حتى قبل الرد الإسرائيلي المزعوم ليلة الخميس، كثف قادة الدول العربية النفطية الملكية اتصالاتهم الدبلوماسية منذ أن شنت إيران هجومها غير المسبوق على إسرائيل. وأجرى رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان محادثات مع أمير قطر وملكي الأردن والبحرين في اليوم التالي للرد الإيراني، في 14 نيسان/ أبريل."
في حين أجرى محمد بن سلمان، محادثات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. ومن الواضح، بحسب الصحيفة أن "هذه المحادثات تهدف إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة، وكذلك إلى إبعادهم عن الدخول المحتمل في الصراع. فمن شأن اندلاع حريق في الشرق الأوسط أن يهدد مصالحهم الاقتصادية واستقرارهم الداخلي".
ونقلت الصحيفة عن جان بول غنيم، الباحث المشارك في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، أن أكثر ما تخشاه دول المنطقة هو عدم الاستقرار الناجم عن نزاع تنخرط فيه أو يدور على أراضيها؛ حيث يلعب العامل الديموغرافي دورا مهمّا. فبعض البلدان تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية، وفي بعض الحالات، لا تتجاوز نسبة السكان الأصليين 10%، وهذا عامل ضعف حتى لو كان هذا العامل محدودا، حيث إن العمال البنغلاديشيين أو الباكستانيين لا يملكون بالضرورة الوسائل اللازمة للفرار، فإن هجرة القوى العاملة ستعوق حتما الأعمال التجارية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "أندرياس كريج"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في كلية كينغز كوليدج في لندن، يؤكد على أن النزاعات قبل كل شيء سيئة للأعمال التجارية، وتجنبها الآن أولوية مطلقة. ويضيف "جان بول غنيم" قائلا "إن التعطيل المدمر لصادراتها هو الخوف الرئيسي".
وقالت إن أي تدهور في الوضع سيؤدي حتما إلى كبح جماح هذه المشاريع الكبرى، وإضعاف ثقة المستثمرين الدوليين.
جنون العظمة" يقود السيسي وابن سلمان لبناء مدن فارهة:
وفي سياق غير بعيد، قال أكاديمي ألماني إن "جنون العظمة" يقود زعماء عرب على رأسهم رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي و"السعودي" محمد بن سلمان إلى تحويل مسار جهودهما إلى إنشاء وتدشين مدن استثنائية لصرف النظر عن الواقع الاستبدادي الذي تعيشه الشعوب.
ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا لجان فيرنر مولر، أستاذ السياسة في جامعة برينستون، قال فيه إن بناء مدينتين استثنائيتين في مصر والسعودية، خطوة يرها البعض جهدا يعكس "جنون عظمة" يسعى إلى صرف الانتباه عن واقع الاستبداد الوحشي.
وأشار كاتب المقال الألماني، إلى أن بعض المصريين انتقلوا بالفعل إلى العاصمة الإدارية الجديدة في الوقت، الذي تراهن السعودية على مدينة "ذي لاين" بأنشطتها وما تحتويه من ملاعب وجامعات.
محمد بن سلمان، أنه بحاجة ماسة إلى علاقات عامة أفضل، فعلى الصعيد الدولي، لا يزال اسمه مرتبطا باسم جمال خاشقجي، الصحفي والمعارض الذي قتل وقطعت أوصاله في القنصلية السعودية في اسطنبول في عام 2018.
وتشمل خطته للإصلاح الاقتصادي، "رؤية 2030"، مشاريع من السياحة الفاخرة إلى الاستثمارات، تتطلب جعل السعوديين يكتسبون مهارات جديدة.
من ضمن المشاريع مدينة "ذي لاين"، جزء من خطة بقيمة 500 مليار دولار لتطوير "نيوم" ، وهي منطقة جديدة في شمال غرب البلاد وعلى عكس المدن التقليدية يتم الترويج لـ "The Line" على أنها صديقة للبيئة، لن تكون هناك سيارات، وفي الواقع، لن تكون هناك انبعاثات كربونية على الإطلاق، ولكن بدلا من ذلك قطار فائق السرعة تحت الأرض يعمل تحت المدينة بأكملها.
يقول أستاذ السياسة في جامعة برينستون إن الأنظمة الاستبدادية في حاجة إلى تلك المشاريع لان كلما كان المشروع أكثر خيالية، زادت احتمالية الإغراء.
ارسال التعليق