المجتمع الدولي مطالب بالضغط على السعودية لإنهاء حرب اليمن (مترجم)
هيمنت حرب اليمن على جدول أعمال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جويتريس، أثناء زيارته إلى دولة الكويت، وأفادت الأمم المتحدة بأن ملايين من أفقر بلد في العالم على وشك التعرض لمجاعة.
دخلت اليمن، التي تعد أصغر وأفقر البلدان في جنوب شبه الجزيرة العربية في كارثة إنسانية تدريجيا، منذ بدأت السعودية حربها المسلحة عليها منذ عامين ونصف، حيث تشير آخر إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 14 ألف مدني قتلوا منذ بدء القتال، ومعظمهم من الأطفال، كما توفي أكثر من 500 فتاة وفتى في السنة الماضية فقط، وانتشر مرض الكوليرا ليصل إلى مرحلة الوباء ويدخل كل محافظة يمنية في البلاد.
لم تسفر الحرب عن نتيجة، فمقاومة أنصار الله لا تتوقف، وسكان البلاد هم ضحايا الحرب القائمة بالوكالة، التي شنتها السعوديون دون رحمة، حيث يقصفونهم جوا، وبالتالي من الواضح أن حياة المدنيين لا تحظى باهتمام الخبراء الاستراتيجيين السعوديين.
كان من المفترض أن تكون مناقشات جوتيريس، في الكويت بداية لبذل مزيد من الجهود من قبل المجتمع الدولي؛ لإنهاء الحرب في اليمن، لكن لم يكن هذا كل شيء يجب فعله؛ لأن سلوك السعودية تجاه جارتها يعد أحد سلوكيتها التي تتبعها بشكل عام.
الأوضاع الداخلية السعودية مرعبة
يتعرض منتقدو الحكومة السعودية والأقليات الدينية أو الأشخاص المخالفين للمذهب الوهابي، لاضطهاد كبير، ومن الأمثلة على ذلك، قضية الشاعر الفلسطيني، أشرف فياض، الذي وجهت له السلطات تهمة “الردة”، وصدر حكم الإعدام ضده، وبعدها خفف إلى السجن ثماني سنوات و800 جلدة.
تتبع السعودية الأسلوب المتعصب ليس فقط مع رعاياها، لكن أيضا على الصعيد الدولي، فمنذ ثلاثة أشهر تقريبا، تحاصر الرياض جارتها قطر، ويبدو أن السعودية مقتنعة أنها سياسة جيدة، وفقا لأفكارها، حيث طلبت من الدوحة إغلاق قناة الجزيرة الفضائية.
تظهر قمة الوقاحة الفكرية والكراهية في رغبة السعودية في تشكيل وجهة نظر سكان المنطقة اعتمادا على ما يحدده الأصوليون الوهابيون، وتصنيف أنفسهم على أنهم حماة الإيمان.
اتهامات برعاية الإرهاب
يعد اتهام الرياض للدوحة بدعمها الإرهاب، أمرا مثيرا للاهتمام، إذ قبل بضعة أسابيع، نشرت جمعية هنري جاكسون البريطانية التابعة للمحافظين الجدد، دراسة أكدت أن السعودية كانت واحدة من الدول المسؤولة عن انتشار التطرف الديني بشكل غير مباشر في المملكة المتحدة، فعلى مدى سنوات تدفقت الأموال السعودية إلى المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، كما أن رجال الدين السعوديين المتشددين كان لهم دور في ذلك، من خلال زيارتهم لبريطانيا.
توضح الدراسة أنه منذ عام 2007 إلى عام 2015، تضاعف هذا الدعم المالي ليصل إلى 4 مليار دولار، وكان أحد أكثر الشيوخ تطرفا في بريطانيا أكثر المستفيدين من هذه الأموال، وكان يتعين على جوتيريس أن يناقش مثل هذا الموضوع مع السعودية، وعلى الأوروبيين فعل نفس شيء.
شركاء أوروبا الحقيقيين
تهدف هجمات تنظيم داعش الإرهابي في أوروبا إلى عزل المسلمين، بعد تحريض سكان أوروبا عليهم، حيث يظن التنظيم أن عزل المسلمين سوف يدفعهم إلى أحضان المتطرفين.
السعودية بالتأكيد ليست داعش، لكن أموالها المتدفقة إلى أوروبا تذهب إلى التنظيم الإرهابي، وبالتالي يجب على الأوروبيين الدفاع عن أنفسهم ضد ذلك، كما أن لدى العديد من المسلمين تحفظات بشأن التفسير الرجعي للإسلام، وفقط وحدهم القادرون أن يكونوا شركاء أوروبا على المدى الطويل في الكفاح ضد التطرف الإسلامي.
ترجمة : ريهام التهامي
ارسال التعليق