النظام السعودي يدعم أوكرانيا بـ400 مليون دولار
وقّعت السعودية وأوكرانيا في كييف، اتفاقية ومذكرة تفاهم بين “المملكة” وأوكرانيا، بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار أميركي، خلال زيارة وفد يترأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى كييف.
ويشمل الاتفاق “تقديم مساعدات إنسانية من المملكة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار، ومذكرة تفاهم لتمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار منحة مقدمة من حكومة السعودية”.
وذكرت وكالة “واس” السعودية الرسمية أن توقيع هذا الاتفاق يأتي “تنفيذاً لما أعلنت عنه المملكة” في وقت سابق، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضافت “واس” أن التوقيع على الاتفاقية ومذكرة التفاهم، يعكس حرص النظام السعودي على “دعم أوكرانيا وشعبها الصديق في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها” في التفاصيل، تتضمن الاتفاقية برنامج تعاون مشترك لتقديم “مساعدات إنسانية” من “المملكة” لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار أميركي، وقعها المستشار في الديوان الملكي، عبدالله بن عبدالعزيز، ونائب رئيس الوزراء لإعادة إعمار أوكرانيا، أوليكساندر كوبراكو.
أما مذكرة التفاهم فتضمنت تمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار كمنحة مقدمة من النظام السعودي من خلال “الصندوق السعودي للتنمية” لصالح أوكرانيا، وقعها الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبد الرحمن المرشد، ووزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو.
أما الرئيس الأوكراني فقال في تغريدة على “تويتر”، الجمعة، إنّه تحدث إلى ولي العهد السعودي وشكر له دعمه وحدة الأراضي الأوكرانية، في الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف زيلينسكي إنّه اتفق وابن سلمان على مواصلة الانخراط في عملية إطلاق سراح أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى الاتفاق بشأن المساعدات المالية لأوكرانيا.
هذا وأثار الإعلان حالة من السخط الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، فغرد الدطتور علي حسن سلوكه بالقول “ارقص ارقص في يوم التأسيس ارقص و هز وطنيتك ارقص على فقرك و معاناتك ارقص و انبسط ولا تركز على فلوس البلد وين رايحه”.
أما الدكتورة حصة بنت محمد الماضي فعلقت على الخبر قائلة ” أيتامنا وأراملنا الذين يعانون في تركيا بسبب أمن الدولة أولى من أوكرانيا”.
من جهته اعتبر الناشط اليمني يحيى علي أنه ” بينما مملكة الشر اليوم تدعم أوكرانيا بـ410 مليون دولار هاهو وفدُنا المفاوض يلتقي مسؤول منطقة الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدنوف”.
حساب بنت الهدى الموسوي غردت ” وزير الخارجية السعودية #فيصل_بن_فرحان السعودية قدمت حزمتين من المساعدات لـ أوكرانيا بقيمة 410 مليون دولار ونبذل كافة الجهود لتخفيف المعاناة عن الأوكرانيين! في حين تمر بلدان اسلامية مثل سوريا ،وتركيا بظروف مأساوية ، والسعودية تقتل اطفال اليمن وتتبرع لأوكرانيا!”.
أما الإعلامي خليل نصر الله فغرد ” السعودية دولة غير مقررة في المنطقة. هي تسير وفق الإرادة الأميركية، من الألف إلى الياء، لن تصل إلى حد دولة مقررة كطهران، او حتى أنقرة (ولو ضمن هوامش). وبلد مرهون للأميركي لا يعول عليه لاجتراح حلول لقضايا في المنطقة.”
أما المحلل السياسي اليمني أحمد المؤيد قال ” النظام السعودي يدفع410مليون دولار لاوكرانيا التي تدعمها امريكا. وفي زلزال سوريا وبعد مرور اسبوع ارسل ٣ طائرات ربما لا يصل مافيها الى مليون دولار .. هل عرفتم الحضن العربي الان؟! هل عرفتم كيف تسيطر امريكا على العواصم العربية ؟!! سؤال بريء: بكم دعمت السعودية الارهابي زهران علوش ؟!” وأضاف “وزير الخارجية السعودي حط في كييف، معلنا عن مساعدة بقيمة ٤١٠ مليون دولار. بغض النظر أن الأجدى كان الهبوط في سوريا ومساندتها، إلا أن الرياض تسير وفق الإرادة الأميركية. ترى ماذا ستجني #الرياض من ابتزاز أو إستفزاز موسكو؟”.
أما الكاتب والصحفي اليمن عباس الضالعي علّق على الخبر قائلا ” وزير الخارجية السعودي يزور اوكرانيا ويلتقي زيلنسكي ويمنح 400 مليون$ مساعدات لدعم اوكرانيا. انتظروا غضب بوتين..” .
هذا و ومثلت الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الكبيرة على الاقتصاد العالمي فرصة ثمينة للنظام السعودي لتجاوز تداعيات قتل الصحفي جمال خاشقجي، وبات الغرب مستعداً لطي تلك الصحفة مقابل تعاون النظام اللسعودي في تخفيف حدة أزمة الطاقة التي تهدد الاقتصاد العالمي، وعادت الرياض تستقبل الزعماء الغربيين وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وعاد البساط الأحمر ليفرش لولي العهد السعودي في العواصم الغربية.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير الماضي، توقفت الاتصالات بين الزعماء الغربيين وبوتين الذي باتت بلاده تعيش تحت وطأة أقسى عقوبات يمكن أن تفرض على بلد ما، في مقابل ذلك استمرت الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين الروس ونظرائهم السعوديين، وعلى رأسهم محمد بن سلمان حيث جرى أكثر من اتصال بينه وبين بوتين، كان آخرها في 21 يوليو الماضي. يذكر أنه في عام 2017 زار سلمان بن عبد العزيز روسيا وكانت الزيارة هي الأولى لـ”ملك سعودي” إلى روسيا.
وتمخضت الزيارة عن توقيع اتفاقيات تعاون بين الطرفين، أهمها اتفاقية لتصنيع بعض الأسلحة الروسية في “السعودية”. وأبرم النظام السعودي، عام 2021، اتفاقا عسكريا مع روسيا يهدف إلى تطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين، بحسب ما أعلن عنه نائب وزير دفاع النظام السعودي، خالد بن سلمان، على هامش معرض المنتدى العسكري التقني الدولي “آرمي 2021”.
ارسال التعليق