النظام السعودي يشوّه شعيرة الحج ويطمس معالمها
صدر عن لقاء المعارضة في الجزيرة العربية بيانا تطرقت فيه لـ"شعيرة الحج والطغيان السعودي"، معتبرا بأن هذه الشعيرة العباديّة والاجتماعيّة خضعت في ظل حكم آل سعود إلى تشويهٍ خطيرٍ على مستوى الشّكل والمضمون.
وأوضح لقاء المعارضة في الجزيرة العربية موقفه بالإشارة إلى "تطاول البناء وإطلاق وحش الجشع عبر ما يسمى مشروع توسعة الحرمين الشريفين بغاية تشييد الأبراج العالية والفنادق والأسواق التجاريّة لتحقيق الربح الشخصيّ لملوك وأمراء آل سعود قد أفقد المدينتين المقدّستين جزءاً أساسياً من مكانتهما الروحيّة والرمزيّة، بفعل التدمير الممنهج للآثار الإسلاميّة والتغييرات البنيويّة التي طاولت تراث الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وأزواجه وأصحابه".
وتابع بيان لقاء المعارضة: "مضت السنوات على سياسة محو الآثار الإسلاميّة وتغيير ملامح المدينتين المقدّستين، وإنضاب مخزونهما الروحيّ والمعنويّ، وإذ بشعوب العالم الإسلاميّ تشهد فصلًا جديدًا وخطيرًا في انتهاك روحيّة شعيرة الحجّ وقداسته عبر تنظيم مهرجانات الرذيلة على مقربة من مكة المكرمة والمدينة المنورة، ودعوة شذّاذ الآفاق إلى الديار المقدّسة، تحت عنوان الترفيه"، واستشهد البيان بما جرى في شهر رمضان المبارك، "إذ أطلقت شركة "كدانة" مهرجانها الإغوائيّ بعنوان "ليالي رمضان الترفيهية"، فجعلت من مشاعر الحج (عرفة، منى ومزدلفة) جزءًا من برنامج ترفيهيّ في تشويه متعمّد لشعائر الله التي جعلها محطات للتزوّد الروحيّ والإيمانيّ، وبدلًا من أن تكون رحلة إيمانيّة إلى الله ومعه تفقد الشعائر وظيفتها فتؤدّي غرضًا عكسيًا وتتحوّل إلى رحلة إلى الشيطان ومعه".
يضاف إلى ذلك، بحسب بيان لقاء المعارضة في الجزيرة العربية، "عمليات الهدم المُمنهجة والإزالة لحارات مكة والمعالم النبويّة ومحاربة العوائل الحجازيّة وتغييب دور المُطوِّفين والمُطوِّفات الحجازيّات بدوافع ماليّة بحتة، في استكمال واضح وسافر لعملية الاستهداف الكامل والممنهج للحرمين الشريفين".
وفي سياق منفصل، لفت البيات إلى ما تشهده "مهرجانات الرذيلة" من اكتظاظ بشري له دوافعه وأهدافه المعروفة، حيث تغيب الاجراءات الاحترازيّة الوقائيّة المتصّلة بجائحة كورونا، حيث يُظهر النظام السعوديّ تشدّدًا مفتعلًا إزاء المسموح به في موسم الحج. ونوّه لقاء المعارضة في الجزيرة العربية إلى ما فرضته السلطات السعوديّة من قيود صارمة على حجّاج الداخل والخارج من حيث الأعداد والاجراءات المطلوب التقيّد بها، إذ تمّ تخفيض إجمالي الحجيج إلى مليون حاجّ.
علاوة على ذلك، أشار البيان إلى ما فرضه النظام السعوديّ من قيود مشدّدة غير مسبوقة على حجاج الداخل، ما تسبب في خسائر ماديّة هائلة، عبر إلزام الحجاج بشروط مجحفة في مسائل الرسوم، والسكن، والأكل، والتنقّل. مستشهدا بارتفاع تكلفة الحج في ظل مشاكل التضخّم والزيادة الجنونيّة في الضرائب ما ساهم في زيادة العبئ على كاهل الحجاج في الداخل والخارج، حتى أسبغ عليه مسمى "حجّ الأغنياء".
وأضاف "تسبب موقع "مطوّف" التابع للنظام السعودي في تحميل آلاف المسلمين خسائر مالية باهظة، على خلفية إجبار الحجاج على الدخول في سحب اليانصيب لشراء باقة الحج، بعد إلغاء الآليّة المعتمدة في السابق في الحصول على تأشيرات الحجّ عبر السفارات السعوديّة في الخارج، وفرض إدارة مركزيّة في الرياض، وهي من تتولى استصدار التراخيص، وتتحكم في مسار الحجّ منذ اليوم الأوّل حتى مغادرة آخر حاج".
: وأكد البيان على أن النظام السعودي لم يخفِ البُعد السياسيّ في استهدافه لشعيرة الحجّ، على الرغم من زيف ادعاءاته بحصر هذه الشعيرة في الجانب العباديّ الخالص. فقد توعّد المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أصحاب الرأي في موسم الحجّ، وعدّ ذلك من مسببات الفوضى، في إلغاء واضح لواحدة من الأهداف السامية للحج حيث يتعارف المسلمون ويتعرّفوا على همومهم ويتبادلون الرأي فيها.
ولفت لقاء المعارضة إلى أنّ " النزوع السياسيّ لدى النظام السعوديّ في التعامل مع فريضة الحجّ؛ كشف عن وجهه البشع في حرمان من يختلف معهم سياسيًا، كما ظهر في طريقة تعامله مع الحجاج القادمين من اليمن، بذريعة عدم شرعيّة الجوازات الصادرة من صنعاء". ولم يغب عن البيان التطرق إلى "البدون" سواء في الداخل أو في الكويت، مشيرا إلى ما تعرضوا له من حرمان من أداء فريضة الحجّ، وذلك "في تعمّد واضح لتكريس الظلم الذي تعاني منه هذه الفئة المقهورة دون وجه عدل بحقها في العيش بكرامة؛ والتمتّع بكل امتيازات المواطنة".
علاوة على ما سبق، شدد البيان على أن النّظام السعودي "يريد، وبقصد واضح، إشاعة أجواء قمعيّة وسط الحجاج، حتى أصبح الأمن الذي جعله الله سِمة بيته الحرام مفقودًا". ولفت إلى وجود مخاوف من تعرّض الحجيج للاعتقال، كما حصل لأكثر من ثلاثين نيجيري على خلفية رفع صور أحد السياسيين في مكة، واعتقال باكستانيين معتمرين بتهمة ترديد شعارات ضد مسؤولين فاسدين في بلادهم، وكذلك اعتقال المتضامنين مع فلسطين، ورفض الاستغلال السياسيّ السعوديّ.
وأكد لقاء المعارضة في الجزيرة العربية على أن " كل ما تمّ عرضه سابقًا، هو غيض من فيض عن سياسة النظام السعوديّ في اغتيال روحيّة هذه الشعيرة الإلهيّة، وفي الإجراءات التعسفيّة التي تقوم بها السلطات السعوديّة في إدارة شؤون الحجّ، وآخرها تكدّس عشرات الآلاف من الحجيج في المطارات المحليّة، لَيؤكّد مرة أخرى على الحاجة إلى إدارة إسلاميّة مشتركة للحرمين الشريفين". وتابع "إن الحؤول دون تفرّد آل سعود بهذه البقعة المباركة التي تشترك فيها الأمّة الإسلاميّة، يصدر عن موقف أخلاقيّ وشرعيّ برفض تولي عائلة أو دولة شؤون الحج، لا سيّما مع تعاظم خطر جنوح هذا النظام نحو التطبيع مع الكيان الصهيونيّ بما يهدّد مصير المقدّسات، ويعرّض كل حرمات الإسلام والمسلمين إلى أخطار وجوديّة".
وختم لقاء المعارضة بيانه بدعوة الأمة الإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن مقدساتها، وأن"ترفع الحيف والجور عن أقدس بقاع الأرض وتحريرها من الهيمنة السعوديّة الظالمة وغير الشرعيّة".
ارسال التعليق