النظامُ السعوديّ انتهك كُلّ حقوق الإنسان والمجتمع الدولي ينحازُ للمال
قال الناشط الحقوقي “مالك السعيد” أحد أَبْنَاء منطقة القطيف، عضو المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في لقاء أجرته معه صدى المسيرة، إن النظامُ السعوديّ انتهك كُلّ حقوق الإنسان والمجتمع الدولي ينحازُ للمال.
وجاء جواب السعيد عن سؤال: هل ترى أن هناك تهميشاً دولياً لقضايا أبناء المناطق الشرقية وتغاضياً عن النظام السعودي المنتهِك لحقوقهم؟
بقول: النظام السعودي يمتلك المالَ، وهناك مصالح دولية كثيرة معه وعلاقات قوية اقتصادية وتجارية مع أمريكا، بريطانيا، فرنسا، كندا، أستراليا، وحين نتحدث لهذه الدول عن الانتهاكات لحقوق الإنسان يقولون أن السعودية: بلد قوي وعنده نفوذ في الشرق الأوسط ولا نريد أن نخسَرَ علاقتنا معه، وبالتالي هذه الدول ليست مستعدةً لانتقاد النظام السعودي.
وبين السعيد بأن انتهاكاتُ حقوق الإنسان ازدادت بحق أَبْنَاء المنطقة الشرقية ازدادت مؤخراً، وارتفعت وتيرة الاعتقالات، ونستطيع أن نقول إن النظام السعودي أصبح أكثر راحة في الانتهاكات لحقوق الإنسان.
وعلل بأن السبب لأنه أصبح هناك عزل للشيعة عن باقي الشعب، ومن ضمن هذه الانتهاكات أحكام إعدام كثيرة على بعض الشيعة، وتهم ومحاكمات تعسفية ضد ناس، لا سيما الناشطين السلميين والمدافعين عن حُقوق الإنسان ومعارضين وأصحاب رأي، وهناك محاكمات تصلُ إلى عشر سنوات أَوْ خمسَ عشرةَ سنة في أشخاصٍ لم يفعلوا شيء، مثلا بعضهم أطفال يمسكونهم في نقطة تفتيش ولديهم مجموعات واتساب ومنشورات عادية يتم اعتقالهم.
وأشار إلى قضية “المسورة” في العوامية بقول: من ضمن الانتهاكات التعسفية التي تحدث الآن أنه في قرية “العوامية” هناك حي قديم اسمه “مسوَرة” فيه أكثر من ٧٠٠ أسرة، النظام الآن على وشك تهجير عوائل يسكنون حوالي ٦٠٠ منزل، وذلك لأن المظاهرات التي طالبت بالديمقراطية خرجت من هذا الحي.
وتابع قوله: النظامُ السعودي يوشك أن يقوم الآن بتهجير سكان ما يقارب خمسمائة أو ستمائة بيت، تارة يتعلل بقول إن هناك مطلوبين في هذه المناطق ولا يستطيع الدخول إليها لطبيعة مبانيها المتلاصقة.
وشدد على أن هناك حقوق ثقافية وحقوق دينية وحقوق اجتماعية وحقوق اقتصادية مسلوبة عن أهالي المنطقة الشرقية، وهناك الكثير من أَبْنَاء المنطقة لا يستطيعون الحديثَ عن مظلوميتهم ولا عن الانتهاكات لحقوقهم، وإذا تكلم أحد وطالب بحقوقه وطالب بالكرامة يتم سجنه.
مؤكدا على أن الجميع في السعودية يتعرَّضُ للظلم، لكن بدرجاتٍ متفاوتة وبجوانبَ مختلفة، فأكثرُ طائفة تتعرض لسلب الحقوق هم أهل المنطقة الشرقية، وذلك لعدة أسباب، من ضمنها التنازع المذهبي والسياسي.
مُضيفا: في السعودية توجد تقسيماتٌ كثيرة، مذهبية ومناطقية وقبَلية وعرقية، وتقسيمات بناءً على العلاقة التاريخية مع “”لنظام السعودي”، أي أن البلد هو في أصله مجموعةٌ كبيرة من الأقليات، بلدٌ في أصله متنوعٌ ويتعامل النظام السعودي مع الاختلافات بين الناس بما يخدم مصلحته الاستبدادية.
ارسال التعليق