انفتاح وإصلاح ابن سلمان محاولة لإخفاء قمعه لمعارضيه
سلطت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية، الضوء على انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية واعتبرتها محاولة لإخفاء “الجانب المظلم” من حقبة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، المتّهم بإعطاء أوامر قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده. وتابعت الشبكة الأمريكية في تقرير لها من الرياض، أن السعودية شهدت حفلاً صاخباً للنجم الموسيقي الشهير، ديفيد جوتا، في ختام إحدى سباقات السيارات، مبيّنة أن مشاهد الحفل الراقص، والاختلاط النادر بالمملكة، وتحت سماء من الألوان، تمثّل محاولة جديدة لتضليل الرأي العام الدولي وتغيير وجهة نظره؛ عقب تسليطه الضوء على مقتل خاشقجي، والذي أخذ حيّزاً كبيراً من اهتمام الإعلام الدولي. وقُتل خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي، على يد فريق اغتيال سعودي، وكان من أمر بقتله ولي العهد محمد بن سلمان، وفق ما بيّنته تقارير الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” بالإحاطة التي قدمتها رئيسة وكالة الاستخبارات جينا هاسبل . وتقول شبكة “بلومبيرج” إن ابن سلمان قاد خطوات “جريئة” من أجل تحديث المملكة العربية السعودية اجتماعياً، ووفّر فرصاً للفرح لم تكن متاحة سابقاً، ولكنه جاء أيضاً بتهديد ضمني ؛ وهو “ تمتع بالمرح ولا تتحدَّ القيادة”. واليوم تستطيع المرأة السعودية قيادة السيارة، بعد عقود من الحظر، كما بدأت مظاهر الاختلاط بين الجنسين تبرز أكثر فأكثر، والمقاهي في المملكة صارت ترفع صوت الأغاني، ولكن مقابل كل ذلك اختفت أي مساحة لحرية التعبير، تشير الشبكة.
ويقول وليد (30 عاماً)، وهو يحتسي الشاي في مطعم مكتظّ بالرياض: إن “ المملكة العربية السعودية مستهدفة لأن الجميع يكرهها. أنا متفائل، رغم أن العلامات التي تصل لا تبشّر بالخير”. في حين قال محمد اليحيى، وهو محلل سياسي سعودي: إن “المجتمع تغيّر، ولم تعد الافتراضات القديمة قائمة. اليوم هناك تغييرات كثيرة حصلت في العربية السعودية”.
ومن الصعب، بحسب الشبكة، معرفة ما إذا كان معظم الناس يدعمون الإصلاحات الجديدة في العربية السعودية، ولكن يمكن القول إن الناس منقسمون بنظرتهم لتلك الإصلاحات، خاصة أنها تأتي في وقت ضيّق فيه ولي العهد الخناق على المعارضة السعودية. وقال سعوديون قابلتهم شبكة بلومبيرج إنهم منزعجون من “الانتهاكات” الأخلاقية والدينية التي صارت تحصل في الحفلات الموسيقية، في حين رأى آخرون أن هذا أمر جيد. ويُذكر أن المخابرات الأمريكية أشارت إلى أن الفريق المتورّط بالعملية هو من المرافقين المقرّبين من ابن سلمان، وأن عملية من هذا النوع لا يمكن أن تكون إلا بأمر منه شخصياً.
أما على صعيد القمع لمعارضي النظام السعودي فقد كان هناك إدانة واضحة من أعلى المستويات في الولايات المتحدة، ففي أعقاب جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكي إلى مديرة المخابرات المركزية، جينا هاسبل، أصدر مجلس الشيوخ قراراً بإدانة ابن سلمان في تلك الجريمة.
ارسال التعليق