بدر العساكر.. اليد القذرة لابن سلمان
التغيير
بدر العساكر الذي كثر الحديث خلال الأيام الماضية عن اسمه، حيث ذكر اسمه في فضيحة خلية التجسس التي كشفت عنها وزارة العدل الأمريكية ووجهت مذكرة إعتقال بحق المتهمين الثلاثة فيها ومنهم بدر العساكر وهو صلة الوصل بين المتهمين الثلاثة و بن سلمان، حيث يعتبر العساكر اليد الخفية و القذرة لولي عهد آل سعود بن سلمان.وأورد الصحفي المختص بالشأن الأمريكي زيد بنيامين، على حسابه بموقع “تويتر”، مقطعاً مصوراً يُظهر العلاقة القوية بين بدر العساكر والمطيري ، حيث حضر حفل زفافه عام 2017، وكان حلقة الوصل المباشرة بين أحمد أبو عمو وعليّ الزبارة، كما أنه أدار حسابات الديوان الملكي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها حساب ابن سلمان.وتظهر في المقطع صورٌ تجمع المطيري بابن سلمان، وكذلك صور تجمعه مع ملك آل سعود سلمان بن عبد العزيز، وتركي آل الشيخ أحد أبرز المقربين من ولي العهد، وهو ما يؤكد اتصاله بجهات مقربة من محمد بن سلمان بشكل خاص.وبعد شهر واحد من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول بالثاني من أكتوبر 2018، ظهر تورط مدير مكتب ابن سلمان، بدر العساكر، كأحد العناصر الأساسية في إدارة عملية الاغتيال منذ بدايتها وحتى اللحظات الأخيرة منها.“العساكر”، الذي لا يظهر كثيراً بوسائل الإعلام ضمن فريق بن سلمان، ولم يكن له أي صيت داخل المملكة أو خارجها، كان حلقة الوصل بين فريق الاغتيال السعودي الذي كان موجوداً داخل القنصلية خلال تحقيقهم مع خاشقجي، وبن سلمان، حيث كانت تصدر الأوامر، وفق التسريبات التركية.وكان “العساكر”، الذي عُيِّن مديراً لمكتب ولي العهد بمرتبة وزير، بعد مرسوم ملكي، في يوليو 2017، قد تلقّى عدّة اتصالات من العقيد ماهر مطرب، قائد الفريق الذي نفّذ عملية اغتيال خاشقجي، وكان بدوره ينقلها لمحمد بن سلمان، بحسب صحيفة “يني شفق” التركية.وأدّى “العساكر” دوراً مهماً خلال عملية الاغتيال، ولكن لم يكن اسمه بارزاً في وسائل الإعلام كأحد المسؤولين عن الاغتيال، كما لم تُقدِّمه قيادةُ آل سعود كبش فداء، واكتفت بإعفاء سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي، من منصبه، والذي يُعتبر بالنسبة إلى ولي عهد آل سعود عينيه وأذنيه، لقربه منه، وإقالة نائب رئيس الاستخبارات السعودية أحمد عسيري، بالإضافة إلى متهمين آخرين لا توجد تفاصيل عنهم.ويبدو أن ابن سلمان يعتمد على “العساكر” بشكل كبير في كل تحركاته، ويُعدّ كاتم أسراره، رغم أنه ليس أحد أعضاء الحكومة السعودية، لذا لم يستغنِ عنه أو يُذكر اسمه في التحقيقات، التي زعمت السلطات إجراءها بعد اغتيال خاشقجي.وعُرف عن “العساكر” أنه كُلّف من ابن سلمان منذ الأيام الأولى لتعيينه مديراً لمكتبه، التواصل مع المؤسسات الدولية في مختلف أرجاء العالم بهدف تشكيل صورة مميزة للأمير، وإبراز أنه الشاب المنفتح الذي سيغيّر المملكة بعدة قرارات؛ كالسماح للمرأة بقيادة السيارة.ويشغل “العساكر”، الذي تخرّج في جامعة الملك سعود بالرياض، منصب الأمين العام لمؤسسة بن سلمان الخيرية “مسك”، إضافة إلى إدارة مكتب بن سلمان، وإدارة جدول أعماله اليومية، وتوزيع الوقت على عمله السياسي، واستثماراته الشخصية، وأنشطته الترفيهية.ويقدّم “العساكر” نفسه بصفته خبيراً في التاريخ، حيث كان يظهر على الفضائيات للحديث عن الوقائع التاريخية.وشغل “العساكر” منصب الأمين العام لـ”جائزة الملك سلمان لشباب الأعمال”، وعضوية مجلس إدارة “مركز الملك سلمان للشباب”، وعضوية مجلس الغرف السعودية، كما يشغل عضوية لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض، وعضوية مجلس إدارة مدارس الرياض، وعمل سابقاً نائباً للرئيس التنفيذي لاتحاد الصالحية للتمور والحلوى.ومن خلال هذه المناصب العديدة التي تقلّدها “العساكر”، يتضح أن بن سلمان يعتمد عليه بشكل رئيس في المهام الخارجية، التي كان من ضمنها توكيله مهمة التواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزيارته في باريس لتحسين العلاقات السعودية-الفرنسية، التي توصف بالباردة.ولم تحظَ زيارة “العساكر” ولقاؤه ماكرون -وهي الزيارة التي لم يُكشف عنها- بأي اهتمام أو ظهور إعلامي، وهو ما يعطي مؤشراً على أنه رجل المهام السرية لولي العهد السعودي، والتي قد تكون من ضمنها مهمة اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.ومما يعزز الدور الكبير الذي أداه “العساكر” في اغتيال خاشقجي، كشف النائب البريطاني السابق، جورج غالاوي، أن مدير مكتب بن سلمان هو مَن أمر فرقة الاغتيال داخل القنصلية عبر “سكايب” بإحضار “رأس الكلب” بعد رفضه الاستجابة للأوامر والعودة إلى الرياض.
ارسال التعليق