بعد 'التطبيع'.. 'المثلية الجنسيّة' في قناة "إم بي سي"، لماذا
بقلم: خالد الجيوسي / كاتب اردني
من نفق التطبيع، إلى مطب المثلية (الشذوذ الجنسي)، ينتقل مسلسل “مخرج 7” لتتناول حلقته (11) في رمضان، والذي يعرض على شاشة (MBC) السعودية، اختلاف وجهات النظر أيضا في قضية محرمة شرعا إسلاميا، وبالفطرة السليمة، حيث وجهتي نظر تقدمها الحلقة، بين البطل ناصر القصبي، وابنته في العمل أسيل عمران.
وتناولت الحلقة قضية المثليين (الشواذ)، حيث يجري تقديم المسألة، على أنها خلاف وجهات نظر حولهم، بين الأب القصبي والذي يقوم بدور دوخي، وابنته أسيل عمران، حيث يعترض القصبي على رموز ما يعرف باسم مجتمع الميم، وقوس قزح رمزهم الموجود على الملابس، وخلال الحلقة يبدي القصبي اعتراضه عليهم، ليصل الأمر به في الحلقة ذاتها إلى تصوير مقطع فيديو عبر شاشة هاتفه، ويطالب بحرق المثليين، وإبعادهم عن المجتمع بحجة أنهم ضد الفطرة البشرية.
اللافت في الحلقة، أن أسيل عمران، والتي تقوم بدور ابنة القصبي، تبنت رأيا مخالفا لأبيها، ودافعت عنهم بالقول: “يبا لو أنت مؤمن بحقوق الإنسان، تؤمن هذولا لهم حقوق، وعايشين لحالهم، وليس لنا علاقة بهم”، ليرد القصبي عليها: “انهبلتي إنتي، حتى هاذول، يقولون حقوق إنسان، ويؤكد طبعا هذول ما هم بشر، طالما إنهم خالفوا طبيعة البشر”.
كاتب العمل خلف الحربي، ذهب بعيدا في حلقته التي أثارت جدل المنصات، وقدم مشهدا جمع القصبي “دوخي” وشقيقه “غريب” بشابين مثليين، وطالبا القصبي بالاعتذار، كما ورفع علم المثليين، لكن القصبي في المشهد، تحدث بجرأة كبيرة، وقال: “طز فيهم، شيء مقزر وقذر، والغلط لازم نقول غلط”.
وبحسب توصيف الناطق باسم مجموعة قنوات (MBC) مازن حايك، والتي ظهر فيها للرد على ما أثارته حلقة التطبيع من مسلسل “ مخرج 7″، والحديث عن “العدو الصهيوني كشقيق”، يفترض أن تقديم هذه الأفكار أيضا بحسب وصفه “نقاشات صحية”، وهو ما يعني أن الشاشة السعودية المحافظة، تقدم المثلية كقضية تحتمل وجهات النظر، وهو ما جرى بين الأب وابنته، والمخالفة للفطرة والأديان، تماما كما فعلوا مع القضية الفلسطينية، وقدسيتها، وألبسوها ثوب الرأي والرأي الآخر.
أحداث عمل “مخرج 7″، تجري كلها في العاصمة الرياض، ويتناول حالة التغير والانفتاح الناشئة التي تطال المجتمع، فالعمل تطرق في إحدى حلقاته لقيادة المرأة، ووصولها لمنصب المدير العام في الشركة التي يعمل بها القصبي، وصولا لحلقات التطبيع مع إسرائيل، والمثلية، وهو ما يطرح علامات استفهام حول هدف صناع العمل ومن خلفهم، من تمرير تفهم القضايا الجدلية في بيت (دوخي) المواطن السعودي الموظف البسيط، والتي من المفروض أنها كانت من الخطوط الحمراء التي يرفضها المجتمع المحافظ المتدين، وعلى رأسها “ التعامل مع الكفار” من “اليهود والنصارى” بحسب أدبياتهم، إلى قضايا الشذوذ والانحراف الجنسي والأخلاقي، وخلق الوعي لقيادة المرأة، ووصولها للمناصب العليا، وتقبلها، يختلف حكما وفق معلقين عن صناعة رأي تقبل التطبيع والمثلية، التي لن تضع السعوديين في مصاف الأمم كما يقول منتقدون.
ولا تعترف العربية السعودية، بحقوق المثليين، والمتحولين جنسيا، وتنزل بهم أشد العقوبات، من غرامات مالية، والجلد العام، والتعذيب، السجن مدى الحياة، وعقوبة الإعدام، وتصف فعلهم بقوانينها باللواط، لكن حكومة المملكة الحالية تسير في طريق إصلاحي، ألغى عقوبات الجلد في قضايا التعزير التي يترك للقاضي فيها الحكم، كما ألغت حكم الإعدام بحق المجرمين القصر، ويقول مناصرو هذا النهج، أنه جاء استماعا للملاحظات الغربية حول حقوق الإنسان.
وكما يرصد معلقون، أسيل عمران ابنة القصبي، تبنت رأيا متعاطفا مع المثليين في الحلقة الجدلية، حين تحدثت عن إيمان إبيها بحقوق الإنسان، وإذا كان يؤمن بالأخيرة، فعليه أن يؤمن بأن للمثليين حقوقا، وهذا قد يشي بالكثير على الشاشة السعودية، فما قبل عصر الانفتاح كان القصبي ومسلسله الأشهر “طاش ما طاش”، يوجه انتقاداته لمؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويسخر من رجالها، وكان قد جدد سخريته منهم، حين تباهى بإحدى الحلقات ببيع القلوب الحمراء، والأزهار في عيد الحب بعد تقليص صلاحياتهم.
حلقة المثليين، أثارت جدلا واسعا في أوساط النشطاء والمغردين، فمنهم من تساءل عن المغزى من عرض الحلقة، ومنهم من هاجم القصبي وطاقم العمل، وثالثهم ذهب إلى توقع موضوعات أكثر جدلية، عن الإلحاد، والكفر، أما البعض الآخر فقد تساءل عن سبب الهجوم على الحلقة، بحكم أنه يعالج جميع القضايا في المجتمع السعودي، لكن غالبية المغردين، عبروا عن امتعاضهم، فالمغرد سلطان كان يتفق كما قال مع حرب (MBC) والقصبي على التشدد، ولكن ما عرض بحسبه “شيء مقزز” لدرجة التقيؤ، ويعرض في وقت اجتماع الأسرة.
ارسال التعليق