تضامن واسع مع غادة عويس بعد كشف تفاصيل اختراق هاتفها
عبر العديد من النشطاء والسياسيين والإعلاميين عبر مواقع التواصل عن تضامنهم الكامل مع الإعلامية اللبنانية ومذيعة قناة “الجزيرة” البارزة غادة عويس، ضد حملة التشويه الممنهجة ضدها منذ بداية الحصار. وذلك بعد كشف صحيفة ألمانية قبل أيام تفاصيل اختراق هاتفها والتجسس عليها من قبل النظام السعودي.
حملة تضامن مع غادة عويس:
وكان تحقيق صحفي نشر قبل أيام وأعده الصحفي “هولجر ستراك” في صحيفة “زيت أونلاين zeit” الألمانية، قد فجر قنبلة من العيار الثقيل، كشف فيه عن هوية المسؤول عن اختراق هاتف غادة عويس، مشيرا إلى تورط أمير سعودي بالعملية.
وعقب نشر هذه التفاصيل واتضاح استهداف غادة بالفعل من قبل الأنظمة القمعية في السعودية والإمارات، بهدف إسكاتها عن فضح ممارسات النظامين، دشن النشطاء حملة تضامن واسعة مع مذيعة الجزيرة ضد مستهدفيها.
وفي هذا السياق دون زميلها بالقناة تامر المسحال، ما نصه: “غادة عويس الزميلة العزيزة .. سيبقى صوتك عالياً واثقاً مهنياً لا تضعفه حملات الاستهداف والاختراق والتشهير.”
فيما كتبت وجدان بوعبدالله، رئيسة تحرير موقع بوابة تونس: “كل التضامن مع الصحفية غادة عويس، الصحافة ليست جريمة.”
وشددت وجدان على أن اختراق هاتفها لإسكاتها “لم ينجح بل بالعكس، حلقة الالتفاف حولها تكبر وصوتها بات أقوى اليوم.”الناشط الحقوقي يحيى الحديدي نقل جزء من التقرير الذي أوردته صحيفة “دي تسايت” الألمانية، والذي كشفت فيه أن الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود، هو الذي دفع الأموال للذين اخترقوا هاتف الإعلامية بقناة الجزيرة “غادة عويس” عبر برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.
وتابع مهاجما النظام السعودي:”أنظمة فاسدة تجيز كل المحرمات.”
مزيد من التضامن:
هذا ووصف الصحفي المصري أحمد البقري، مخترقي هاتف غادة عويس بأنهم “أشباه رجال خططوا ودبروا ليس لخدمة بلدهم، بل لاختراق هاتف صحفية لا تملك إلا قلم.”
وأضاف معبرا عن دعمه الكامل لغادة عويس: “كل التضامن مع الأستاذة غادة”.
كما وصف الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، هذه الأنظمة بـ”خفافيش النت المرضى”.
وتضامن مع الإعلامية غادة عويس، دعا “زيدان” كل صاحب قلم حر للتضامن معها، مضيفا:”فهذا تضامن مكعب مع المهنة وزملائها وأخلاق الإنسان السوي الفطري.”
من جانبه وجه الصحفي والأكاديمي المتخصص بالدراسات الايرانية عبدالقادر فايز، التحية لغادة عويس وأعلن عن التضامن التام معها.
وأوضح فايز: “وأعتقد أن الفضيحة الحقيقية هي من نصيب من مارس فعل الاختراق التافه.”
فيما اعتبر زميلها بالجزيرة أحمد صبحي، أن ما حدث معها هو جريمة، مؤكدا أن دعمها “هو دعم لحرية الصحافة وحقوق الإنسان.”
جمال المليكي، مُعد ومقدم البرنامج الاستقصائي “المُتحرّي” على قناة الجزيرة، كتب هو الآخر: “كل التضامن مع الزميلة العزيزة غادة عويس، من أنبل وأصدق من عرفت وستبقى رمزاً من رموز الإعلام العربي.”
كيف حدث الاختراق؟
يذكر أن التحقيق المشار إليه بالأعلى قال إنه في ليلة 15 أبريل 2020، وصلت رسالة WhatsApp من مرسل مجهول في المغرب على الهاتف المحمول للصحفية التلفزيونية اللبنانية غادة عويس.
مما أدى على ما يبدو إلى سلسلة من الأوامر الفنية، لتعطل نظام تشغيل الهاتف. ولكن بعد فوات الأوان، أظهر تحليل الجهاز أنه مصاب ببرنامج تجسس.
وأوضح التحقيق أن المتسللين سرقوا ما لا يقل عن 43.32 ميغا بايت من البيانات الشخصية من هاتف عويس المحمول.
وأشار إلى أن “نقيباً” في الجيش السعودي فيما بعد تفاخر بنشر صور شخصية لغادة عويس باعتباره “ثأر”.
وأكد التحقيق على ان قضية غادة عويس تعتبر درسًا في الحرب النفسية التي تمارسها الأنظمة القمعية في العصر الرقمي والمخاطر التي تشكلها الأسلحة السيبرانية .
وتساءل التحقيق: “من يزعج نفسه بمهاجمة مذيعو تلفزيونية مشهورة بهذه الأساليب؟. من يريد إيذاء غادة عويس؟!”.
وأجاب التحقيق على هذه التساؤلات، موضحا ان التحقيق وصل إلى شبكة من أنصار ترامب في المملكة العربية السعودية والإمارات.
حيث أشارت تسجيلات المحادثات الداخلية بين المشاركين المشتبه بهم، والتي تمكنت الصحيفة من الاستماع إليها، بالإضافة إلى الصور وأدلة تدفقات الأموال وتذاكر الطيران والمحادثات، إلى تورط أمير من العائلة المالكة السعودية في الهجوم.
وأوضحت الصحيفة أنه لأسباب تتعلق بحماية المصدر، لا تستطيع الكشف عن أصل المادة. حيث هناك الكثير مما يوحي بأنه يجب تكميم فم غادة عويس بسبب انتقادها للحكومة السعودية وكونها وجهاً بارزاً لقناة الجزيرة.
وبحسب التحقيق، فإن التخطيط بدأ من “نادي الملياردير” في فندق تاج الساحر في دبي. وهو واحد من تلك المؤسسات التي يبدو أنها تريد أن ترقى إلى مختلف الكليشيهات حول الشرق الأوسط. حيث يحتوي على عرض خفيف بين رجال ونساء يرتدون ملابس ضيقة يرقصون على خشبة المسرح.
مناقشة خطة لمهاجمة هاتف غادة عويس:
وقال التحقيق أنه خلال مأدبة عشاء يوم السبت في نهاية أبريل 2019، تمت مناقشة خطة لمهاجمة هاتف غادة عويس ببرنامج تجسس وتوزيع الصور الملتقطة في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة من المؤيدين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط.
واوضح أن هذا ما كشفته مكالمة هاتفية بين أميركيين، بحسب مجريات المحادثة، كانا متورطين في العملية. ويتحدثان عما يفترض أنه حدث من وراء الكواليس.
وفي إحدى المكالمات الهاتفية، ادعى أحد الأمريكيين أن موظفًا في شركة DarkMatter كان حاضرًا ذلك المساء. وكان من المفترض أن يُكلف بمهمة اختراق هاتف غادة عويس المحمول.
ووفقا للتحقيق، فقد تحدث اثنان من السعوديين إلى المتخصصين السيبرانيين على طاولة نادي الملياردير. وبحسب أحد الأمريكيين الحاضرين ذلك المساء. فإن أحدهم كان من المقربين من سعود القحطاني.
أما السعودي الثاني كان الأمير سطام بن خالد آل سعود. مشيرا إلى أنه يجب ان لا ننسى أن اثتين من المتعريات الروس كانتا تقدمان المشروبات الكحولية على طاولة الأمير.
الأمير سطام آل سعود:
ووفقا للصحيفة فإن الأمير سطام آل سعود، الذي لديه أكثر من 660 ألف متابع على تويتر (تم تعطيل حسابه الآن)، وتحدث علنًا عن جميع أنواع قضايا السياسة الخارجية، اكتسب سمعة سيئة.
وتوضح الصحيفة انه بعد انفصاله عن زوجته، وهي يهودية فرنسية، اشتبه في أنه خطف ابنتهما إلى الرياض (وهو ما نفاه).
استمر الخلاف حول الإبنة لسنوات. وكتبت زوجة آل سعود كتابًا يائسًا (“أعيدوا لي ابنتي!”). أحدث ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم.
في يناير 2012، منحت محكمة في باريس حضانة الأم وحكمت بأن على الأمير أن يترك ابنتها وهو ما لم يحدث.
وفي أغسطس 2012، سقطت زوجة آل سعود من نافذة في شقة في باريس وتوفيت. خلص تحقيق إلى أنها سقطت.
وبحسب التحقيق، فقد زعمت الأمريكية شارون كولينز في إحدى المكالمات الهاتفية أن سطام بن خالد آل سعود هو من دفع أموال المتسللين.
وأوضح التحقيق أن كولينز تعيش في فلوريدا، حيث تعمل خلال النهار كمحللة في شركة عقارات دولية.
وفي المساء غالبًا ما تجلس على الكمبيوتر وتعلق على الأحداث العالمية. وهي مؤيدة لدونالد ترامب والمسؤولين في المملكة العربية السعودية.
وتصف نفسها بأنها “مصدر إزعاج لكثير من الناس” بسبب لسانها الحاد.
وقالت الصحيفة إن دعمها المتسرع للعائلة المالكة لم يمر دون أن يلاحظه أحد. حيث أوصى بها صحفي سعودي، وتواصل معها أحد أفراد العائلة المالكة، ثم سافرت إلى الرياض. حيث قالت إن ممثل الهيئة العامة للترفيه في الدولة استقبلها في ديسمبر 2019، والتقت أيضًا بسعود القحطاني.
ووفقا للتحقيق، فقد تحول التغريد إلى عمل مربح. حيث حصلت الصحيفة على إيصالات PayPal مقابل 2500 دولار لكل منها حصلت عليها كولينز شهريًا لفترة من الوقت. وتمت معالجتها من خلال أحد جماعات الضغط في لبنان .
نشر صور مزعومة لـ”غادة عويس “:
وفي 19 أبريل 2020، بعد أربعة أيام من اختراق هاتف عويس. نشر حساب مجهول يُدعى (uncareer1) سلسلة من الصور المزعومة لعويس على تويتر، تظهر سيدة تقف مع الأصدقاء وتشرب الكحول وتدخن. وتمت التوصية بالحساب من قبل السعوديين الموالين للحكومة، لتبدأ المواقع الإخبارية المفترضة التي تم إنشاؤها خصيصًا تنشر الصور “المروعة”.
في الثاني من يونيو، نشر الحساب لقطات مزعومة من مقطع فيديو تم التقاطه من الهاتف، لغادة وهي ترتدي البكيني لكن الصور تم فبركتها لتظهر عارية.
وأكد التحقيق على أن “شارون كولينز” من فلوريدا كانت من بين أولئك الذين وزعوا الصور التي تم اختراقها. وعلقت قائلة إن مقدمة البرامج “باعت نفسها للإرهابيين للحصول على قصة”.
ووفقا للصحيفة، فإن ما لم يتوقعه السعوديون وأصدقاؤهم الأمريكيون مقاومة غادة عويس التي كتبت مقالا في صحيفة “واشنطن بوست” عن الاختراق، واستأجرت شركة محاماة في ميامي لمقاضاة أي شخص كشف نفسه بشكل مثير للريبة.
حيث بدأت القائمة بولي العهد السعودي وامتدت إلى “قائد الذباب” سعود القحطاني والأمير سطام بن خالد آل سعود إلى كولينز وأمريكيين آخرين.
وكشف التحقيق أنه قبل بضعة أسابيع، كانت “كولينز” على الهاتف مع الأمير سطام بن خالد آل سعود، حيث كانت “كولينز” غاضبة بشأن الدعوى التي رفعتها غادة عويس، خوفًا من أن تجردها السلطات من حضانة ابنها إذا أدينت.
وحاول الأمير طمأنتها: “ليس لديهم دليل على أن هاتف غادة عويس قد تم اختراقه. .نحن لسنا جهازًا سريًا أو أي شيء”، ليخبرها أن هناك شخص في الحكومة السعودية قال له ،”نعلم أن شارون كانت مؤيدة ولن ننساها”.
ارسال التعليق