تعهد أمريكي بالإفراج عن الشيخ سلمان العودة!
كشف المعارض الشهير، غانم الدوسري، بأن محمد بن سلمان سيفرج عن الداعية المعتقل سلمان العودة على غرار ما قعل مع الناشطة السعودية لجين الهذلول، مؤكدا على ان مسؤولين أمريكيين تعهدوا بإجباره على فعل ذلك.
وقال “الدوسري” في تدوينة له عبر حسابه : “أكد لي مصدر في واشنطن أن مسؤولين أمريكان تعهدوا بإجبار ولي العهد السعودي على الإفراج عن المعتقل سلمان العودة كما فعلوا مع الاستاذة لجين الهذلول”.
وكانت السلطات السعودية قد ألقت القبض على سلمان العودة في أيلول – سبتمبر 2017 بعد فترة قصيرة من تغريدة دعا فيها إلى المصالحة بين السعودية وجارتها الخليجية قطر. بعد ثلاثة أشهر من إطلاق الرياض حصاراً على الدوحة.
وفي تقرير لها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أنه بحلول نوفمبر/تشرين لثاني 2020، كان العودة من بين الذين يواجهون عقوبة الإعدام، مشيرة إلى أن تهمته مرتبطة “بصلاته المزعومة بجماعة الإخوان المسلمين، ودعم للمعارضين المسجونين”.
وكان العودة سجن في الفترة من 1994 إلى 1999 بسبب الدعوة للتغيير السياسي الذي كان من شأنه إضعاف الأسرة الحاكمة في السعودية.
يشار إلى ان الدكتور عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، قد بث في مايو/آيار 2020 رواية مفصلة للحظات اعتقال والده الأولى، وتفاصيل عن التحقيق معه، وجلسات المحاكمة والتهم التي وجهت له من قبل النيابة العامة.
وجاءت هذه التفاصيل، في الحلقة الثالثة من بودكاست “سيادة النظام من السعودية العظمى” تحت عنوان “الشيخ”، والمذاعة عبر برنامج ساوندكلاود، وقام عبد الله العودة بنشرها عبر حسابه بـ”تويتر”.
وعن الاعتقال، أوضح عبد الله أنه في يوم السبت 9 أيلول/سبتمبر 2017 رن جرس الهاتف في بيتهم بالرياض حوالي الساعة 6 مساء، وأجاب والده على الاتصال، وبعد تأكد المتصل من أن محدثه هو الشيخ العودة، افتتح المتصل المكالمة بطلب من العودة أن يستفتيه في مسألة شخصية، لكنه وأثناء حديثه كان يذكر تفاصيل الأماكن التي زارها العودة في ذات اليوم.
وكان المتصل يتعمد إشغال العودة بالمكالمة التي وصفها عبد الله أنها كانت “غريبة”، وعندما طلب منه الشيخ العودة أن يدلي بسؤاله، فإذا بجرس الباب يرن، وعندها فقط أنهى المتصل المكالمة.
وتابع عبد الله: “فتح والدي الباب وإذا بمجموعة كبيرة من أشخاص بلباس مدني عرفوا أنفسهم بأنهم أمن دولة، وأمسكوا بالوالد، وطلبوا منه الذهاب معهم، وعندما سألهم عن الموضوع لم يخبروه بشيء، وسألهم عن إثباتاتهم فلم يبرزوها، وفتشوا البيت رغم عدم وجود إذن عدلي أو قضائي”.
تعذيب سلمان العودة:
وعن رحلة العودة مع التحقيق والتعذيب، قال عبد الله: “علمنا لاحقا خلال زيارة له أنه مر بظروف سيئة جدا، بتقييد اليدين والرجلين داخل الزنازنة وتغميض العينين، ومنعه من الأكل والشرب أثناء التحقيق، والتحقيق معه لأيام متواصلة دون نوم”.
وتابع: “كان المحققون يقذفون الأكل له في أكياس وهو مقيد اليدين، ليفتحها بفمه حتى تجرحت أسنانه. والأسوأ كانت طريقة نقله من مكان لآخر حينما يقذفون به في مؤخرة السيارة، ويسرعون بها حتى يضرب السقف ثم يرتطم بالأرض”.
وتسبب هذا التحقيق القاسي للعودة، البالغ من العمر ستين عاما، بارتفاع في الضغط وتردي حالته الصحية ونقله للمستشفى، وفق ما ذكر نجله.
وكان المحققون يسألون العودة عن كتاباته وعن تغريداته وعن مشاركته المرئية والمسموعة.
واعتبر المحققون أن حياد الشيخ في الأزمة القطرية وعدم انخراطه في الحملة الإعلامية “خيانة”، بحسب ما ذكر نجله عبد الله.
يشار كذلك إلى أن السلطات السعودية كانت قد أفرجت في فبراير/شباط 2021 عن الناشطة السعودية لجين الهذلول مع إخضاعها للمراقبة والمنع من السفر مع بقاء الحكم بالسجن لسنتين و10 أشهر مع وقف التنفيذ.
واعتقلت الهذلول (31 عاما) في مايو/أيار 2018، وأحالت السلطات أواخر شهر يناير/كانون الثاني 2021 قضيتها إلى محكمة مختصة بقضايا الإرهاب.
وكانت محكمة سعودية قضت بسجن لجين الهذلول 5 سنوات و8 أشهر، وتضمّن الحكم وقف تنفيذ عامين و10 أشهر من العقوبة المقررة.
وذكرت وسائل إعلام سعودية أن المحكمة أدانت لجين الهذلول بتهم التحريض على تغيير النظام الأساسي للحكم، والسعي لخدمة أجندة خارجية داخل المملكة، واستخدام الشبكة العنكبوتية بهدف الإضرار بالنظام العام، والتعاون مع عدد من الأفراد والكيانات، وقالت إن ذلك يأتي بموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.
وقضت أنه في حال ارتكابها أي جريمة خلال السنوات الثلاث المقبلة، فسيعدّ وقفُ التنفيذ مُلغيا.
ارسال التعليق