تفاصيل لقاء صادم جمع بين ابن سلمان وسلمان العودة عام 2009
روى رئيس قسم الدول الخليجية في منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” عبد الله العودة، كواليس لقاء جمع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والشيخ سلمان العودة في عام 2009.
وبحسب موقع "عربي 21" فقد قال العودة، إن والده صُدِم من انتماء محمد بن سلمان منذ صغره للفكرة “الميكافيلية النفعية الخالصة”.
وتفصيلا، ذكر العودة الابن: “الموضوع كان في 2009 تقريبا، عندما كان الوالد يقدم برنامجا في قناة MBC خلال شهر رمضان بعنوان حجر الزاوية، ثم أصبح برنامجا أسبوعيا بعنوان الحياة كلمة، وفي إحدى الحلقات تحدث الوالد عن موضوع الفساد، وربطه بقضايا الفساد في إنشاء وصيانة بعض الجسور الموجودة في الرياض”.
وأضاف: “والدي قال كيف لها أن تنهار؟ وكيف لهذه الشوارع أن تسوء بهذا الشكل العجيب فلا تستطيع السيارات أن تسير فيها بمجرد نزول القليل من المطر في العاصمة، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على وجود فساد مالي وإداري، وقال إن السيد مطر هو المُكافح الحقيقي، وهو مَن يقود هيئة مكافحة الفساد”.
وتابع: “مباشرة في وقت إذاعة الحلقة اتصل عليه مدير مكتب الأمير سلمان بن عبد العزيز آنذاك، عبد العزيز بن عياف، وقال له: كيف لك يا شيخ سلمان- وأنت صاحب كلمة مسموعة، ورأيك مقروء ومتابع – أن تتحدث عن الفساد وكأنك تتهمنا، ولو سألتنا عن المعلومات لأجبناك، ومن المفترض أنك لا تتحدث في مثل هذا الأمر قبل أن تستأذننا”.
وأكمل: كانت المكالمة بلهجة متغطرسة؛ فجاء رد الوالد عليه بأنه لم يقل شيئا من عند نفسه، وأن الفساد موجود والكل يراه، والدولة نفسها تعترف به، ولذلك أنشأت هيئة مكافحة الفساد”.
وقدم العودة الابن مزيدا من التفاصيل قائلا: “بعد الحلقة تواصل معه مكتب الأمير سلمان وأخبروه بأن الأمير يريد مقابلتك ليشرح لك بعض التفاصيل، ويبدو أنه خشي من الحلقة التالية من البرنامج؛ لأن الوالد كان مؤثرا فعلا، ورأيه مؤثر.. فقبل الوالد فكرة اللقاء، وذهب إلى الأمير سلمان واستمع إليه”.
واستطرد: “خلال اللقاء فتح الأمير سلمان بعض الملفات، وقال انظر، نحن طلبنا من وزارة الداخلية كذا، وكذا، وطلبنا من المالية كذا، وكذا، من أجل أن نصلح بعض الأشياء المتعلقة بالبنية التحتية، وأراد بذلك أن يلقي باللائمة على وزراء آخرين علما بأنه هو أمير منطقة الرياض، لكنه يريد أن يُحمد بالذي عنده؛ فإذا وجد ما يسيء إليه لام غيره على طريقة الفاسدين في كل العالم”.
وكشف الابن: “كان بالمكتب شاب صغير، وعرف الوالد لاحقا أن هذا الشاب هو محمد بن سلمان، وبعد اللقاء لما أراد والدي الانصراف، أسرّ سلمان لابنه بكلمات وقال له: اذهب للشيخ، وتعلم منه، واجلس بين يديه، ثم تواصل محمد بن سلمان مع الوالد، وطلب مقابلته، ثم جاء إلى بيتنا في الرياض، وجلس عدة ساعات مع الوالد”.
وقال: “سألت الوالد لاحقا عنه فقال بأنه كشف عن شخصية محمد بن سلمان؛ ففي البداية كان ابن سلمان يريد أن يستعرض معلوماته وثقافته، فتحدث عن الرومان واليونان، ثم تحدث عن بعض الأمور السياسية، وتحدث عن كتاب الأمير لميكافيلي وكان مُعجبا به، ويبدو أنه قرأ ملخصا له؛ لأني لا أظن أنه يستطيع قراءة كتاب بشكل جيد أو كتابا كاملا، يتبين هذا من ثقافته الآن، ومعرفته”.
وتابع: “الوالد قال إن ابن سلمان تحدث عن ميكافيلي، فأصابني انتمائه لهذه الفكرة النفعية الخالصة بالتوجس أكثر، وأن الحلال ما حل باليد، والغاية تبرر الوسيلة، وهذا النَفَس النفعي البراغماتي الشديد، ليس فقط براغماتي ولكن نفعي فيما يتعلق بالسياسة، وعدم وجود قيم، أو أخلاق، أو مبادئ، وهذا يتبين الآن من تصرفاته، ومن أخلاقه في عالم السياسة بشكل عام”.
وعقب العودة الابن على ذلك قائلا: “أعتقد أن مثل هذا اللقاء لن يتكرر مُجددا، لأني أظن أنه لا بد لأحدهما أن يقضي على الآخر. ولو حدث هذا اللقاء المتخيل فسيكون في الآخرة، بين أهل الخير وأهل الشر”.
وأشار إلى أن محمد بن سلمان من النوع الذي لا يقبل المحاسبة ولا المراقبة ولا المراجعة، ويعتقد بأنه ظل الله في الأرض والرب الأعلى للسياسة والمفتي الخالد.
وأشار إلى أن الشيخ سلمان كان قد كتب قبل اندلاع الربيع رسالة طويلة سماها رؤية للإصلاح، تتعلق بإصلاح المجال العام، والسماح بالحريات ووجود انتخابات، وإطلاق سراح المعتقلين.
وأرسل الشيخ سلمان هذه الورقة إلى “الأمير سلمان بن عبد العزيز” الذي كان يشغل حينها أمير منطقة الرياض، ورد عليه الأخير بأنه قال: “نتفق معك في كل هذا، وهذه أفكاري أيضا، ولو قُدّر لي أن أكون يوما ما في موقع السلطة لطبقت تلك الرؤى”.
وتابع: “والدي توقع أن يزداد ابن سلمان قمعا وشراسة وإجراما حال وصوله إلى الحكم، إلا أنه كلما ازداد إجراما اقترب أكثر من سقوطه الحتمي، وهو كمَن يطلق النار على رجله، وربما في يوم ما يطلق النار على فخذه حتى يردي نفسه قتيلا”.
في سياق آخر، أكد العودة أن نية السلطات السعودية لإعدام والده “الشيخ سلمان” غير مستبعدة، وقال: “النيابة طالبت بقتله تعزيرا، وبإعدامه.. فهذه هي نواياهم، وتلك هي رغبتهم، وهذا ما يسعون إليه، ولم يحيدوا عنه مرة”.
وأضاف: “لم يوقفوه حتى أو يعلّقوه، هم علّقوا المحاكمة فقط، لكنهم لم يعلّقوا الطلب الذي ما زال موجودا، ولا أقول فقط في الدرج، بل موجود في المحكمة، وهم فقط أجّلوا المحاكمة عدة مرات، ثم علّقوها تماما منذ نحو سنة”.
ارسال التعليق